أبوظبي (الاتحاد) ناقشت الجلسة الأخيرة من المؤتمر، محور إنشاء شبكة دولية للملاذات الآمنة، لتعزيز جهود حماية التراث المهدد بالخطر. وترأس الجلسة لورانس إنجل رئيس المكتبة الوطنية في فرنسا، فيما أدار الحوار فرانس ديماراي من اللجنة الوطنية للدرع الأزرق، بمشاركة رينو بوشيل رئيس قسم حماية الممتلكات الثقافية في المكتب الفيدرالي للحماية المدنية في سويسرا، وجان إيف مارين مدير متاحف الفن والتاريخ في جنيف، وصاحب الغبطة البطريرك مار لويس روفائيل الأول ساكو، بطريرك بابل للكلدان الكاثوليك. وقال لورانس إنجل: «نحن في المكتبة الوطنية الفرنسية نرغب في تقديم الحلول الفاعلة لحماية الإرث الثقافي في أوقات الطوارئ»، لافتاً إلى أن مقترح إنشاء شبكة دولية للملاذات الآمنة له أبعاد قانونية». وأضاف: «هذه الأبعاد ستضمن توفير بيئة من الثقة ما بين الدول التي تنتمي لها الآثار المهددة بالخطر، والدول المحتضنة للآثار، والمتاحف، حيث ستتبع المتاحف، والملاجئ الآمنة مجموعة من الأعراف، والقوانين، وسوف توجد مؤسسات ستعمل على توثيق هذه الآثار، وحمايتها، وتوفير صور رقمية لها». وأوضح إنجل: «يوجد بعد علمي لهذا المقترح، وهو لا بد من تعاون ما بين مختلف الدول، والجهات التي تُنقل منها الآثار، والجهات التي توجه لها الآثار، وتعاون في توفير البيانات، والمعلومات، بما يؤدي إلى المضي قدماً في هذا المجال، وستعمل المكتبة الوطنية في فرنسا على دعم جهود (اليونسكو)، من خلال مقترحها بإنشاء شبكة من الملاذات الآمنة بما يحافظ على قيمة، وإرث الشعوب». من جهتها، استعرضت فرانس ديماراي جهود اللجنة الوطنية للدرع الأزرق التي أنشئت قبل 20 عاماً، وهي لجنة موازية لمفهوم الصليب الأحمر، ولكن بالاتجاه الثقافي، فالصليب الأحمر يعمل على حماية الأفراد، ودعمهم، وإنقاذهم في أوقات الطوارئ، ولكن اللجنة الوطنية تعمل على حماية الآثار، وبجهود مؤسسات المجتمع المدني، والخبراء، استطاعت الجمعية أن تتفاعل مع الواقع العالمي الراهن، الذي يشهد تحدياً مهماً يتمثل في الآثار الواقعة في مناطق الصراع العالمية. من ناحيته، قال البطريرك مار لويس: «هناك العديد من الأماكن في العراق التي تحتوي على الآثار التاريخية، وتصاعد الأزمات في المنطقة يتطلب حلولاً فاعلة لحماية الإرث الثقافي من همجية تنظيم داعش الإرهابي، وسعيه المستمر لتدمير تاريخ العراق، وبيع أبرز الآثار التاريخية ليكون مورداً من موارد العمليات الإرهابية التي تستهدف الآمنين». وأضاف: «قام تنظيم (داعش) الإرهابي بمهاجمة آثار نمرود التاريخية، ومسجد النبي يوسف التاريخي، كما أحرقوا آلاف المخطوطات التاريخية، وخلال زيارتي لإحدى المناطق المحررة رأيت بعيني ما نفذه هذا التنظيم». ... المزيد
مشاركة :