قطار المتشددين يصطدم بهزيمة اليمين في النمسا زالت المخاوف الأوروبية من تحقيق اليمين المتطرف في النمسا لاختراق في الانتخابات الرئاسية ممثلا في المرشح نوربرت هوفر، إذ أن هذا السيناريو كان سيمثل دفعة قوية لمختلف الأحزاب الشعبوية قبل انتخابات حاسمة في أكثر من بلد أوروبي العام المقبل. العرب [نُشرفي2016/12/05، العدد: 10476، ص(5)] أخيرا انزاح الكابوس النمساوي فيينا - أقر حزب الحرية اليميني المتطرف بهزيمة مرشحه نوربرت هوفر مساء الأحد في الانتخابات الرئاسية بالنمسا أمام مرشح حزب الخضر ألكسندر فان دير بيلين. وقال الأمين العام لحزب الحرية هربرت كيكل للتلفزيون العام “أرغب في تهنئة بيلين بهذا الفوز”، وذلك بعدما أفادت التوقعات الأولى أن بيلين (72 عاما) حصد 53.6 بالمئة من الأصوات مقابل 46.4 بالمئة لهوفر (45 عاما). وأضاف “في هذه الحالة فإن المؤسسة التي تدخلت مرة أخرى لمنع التجديد قد فازت”. ومنصب رئيس الدولة في النمسا فخري، لكن فوز هوفر كان سيشكل انتصارا جديدا للمعسكر الشعبوي بعد ستة أشهر من فوز مؤيدي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ودونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية. ومثلت الانتخابات النمساوية اختبارا جديا لمدى قوة موجة الشعبوية التي تجتاح الديمقراطيات الغربية. وكترامب وعدد من الجماعات الشعبوية في أوروبا، فإن حزب الحرية الذي يتزعمه هوفر زاد من شعبيته من خلال إشاعة المخاوف من الهجرة وتحذيره من النخبة التي يصورها على أنها بعيدة عن الواقع. وشهدت النمسا تدفق 90 ألف شخص تقدموا بطلبات لجوء خلال العام الماضي، فيما يعتبر عدد سكانها من أعلى المستويات في أوروبا، وشكل ذلك نقطة كبيرة في الحملة الانتخابية. فان دير بيلين: دعونا لا نلعب بالنار، دعونا لا نلعب بمسألة الانسحاب من الاتحاد الأوروبي وعلق القادة الشعبويون المتشككون تجاه الاتحاد الأوروبي، في العديد من البلدان، آمالهم على مرشح اليمين المتطرف هوفر في الانتخابات الرئاسية التي جرت بالنمسا الأحد. وعبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر غردت فراوكه بيتري زعيمة حزب البديل من أجل ألمانيا (إيه إف دي) اليميني الشعبوي “خطوة أخرى من أجل أوروبا أفضل ممكنة اليوم: أعقد آمالي على نوربرت هوفر”. وجاءت رسائل الدعم أيضا من جيرت فيلدرز، زعيم حزب من أجل الحرية القومي الهولندي، ومن مارين مارشال لوبن البرلمانية الفرنسية الصاعدة بقوة من الجبهة الوطنية. واجتذبت انتخابات رئيس النمسا، الذي يعد دوره شرفيا، اهتماما دوليا، باعتبار أن انتصار هوفر في أعقاب تصويت بريطانيا لترك الاتحاد الأوروبي كان سيعزز موقف المتشككين في الاتحاد الأوروبي، في الدول الأخرى. وجعل بيلين انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي محور حملته الانتخابية قائلا إن هوفر يريد أن تجري النمسا استفتاء للانسحاب من الاتحاد الأوروبي مما يعرض الوظائف للخطر في هذا البلد الصغير المعتمد على التجارة. وقال بيلين في آخر مناظرة تلفزيونية مع هوفر “دعونا لا نلعب بالنار، دعونا لا نلعب بمسألة الانسحاب من الاتحاد الأوروبي”. مشيرا إلى حقيقة أن هوفر قال في بادئ الأمر إن النمسا قد تجري استفتاء خاصا بها في غضون عام قبل تراجعه عن ذلك. ويقول محللون إن هزيمة هوفر، الذي كان يطمح إلى أن يصبح أول رئيس يميني متشدد في الاتحاد الأوروبي، تمثل ضربة قوية لطموحات أحزاب أقصى اليمين في أوروبا، على غرار الجبهة الوطنية في فرنسا وحزب الحرية في هولندا والجبهة الوطنية في فرنسا خاصة مع اقتراب أكثر من استحقاق انتخابي العام المقبل في أرجاء القارة. ويؤيد بيلين اتحادا أوروبيا مندمجا بشكل أوثق، مقارنة بهوفر، كما يتخذ موقفا مؤيدا للاجئين. وقال هوفر سابقا، إنه لو كان رئيسا، ربما كان أقال الحكومة النمساوية بسبب قرارها بالسماح لتسعين ألف شخص العام الماضي بدخول البلاد في ذروة أزمة الهجرة. ودعا بيلين الناخبين إلى التحلي “بالعقلانية وليس التطرف” فيما دعاهم هوفر إلى ضمان “نمسا آمنة لأولادهم وأحفادهم”. ويلعب الرئيس أيضا دورا مهما في تشكيل الائتلافات، وقال فان دير بيلين إنه سيحاول منع تشكيل حكومة يرأسها حزب الحرية حتى إذا ما خسر الانتخابات. وقد ألغيت نتائج الجولة الثانية للانتخابات الأصلية التي جرت في 22 مايو بسبب مخالفات في فرز الأصوات الواردة عبر البريد وهو ما تسبب فيه على الأرجح اختصار مسؤولي الانتخابات الوقت لدى تنافسهم لاستكمال الفرز. ثم تمّ تأجيل الإعادة بسبب عدم فاعلية اللاصق في الأظرف المستخدمة في التصويت عبر البريد. :: اقرأ أيضاً تحية من العاهل السعودي للإمارات وإرث زايد الحكومة الجزائرية تبحث عن حجج لتراجع سياساتها في أفريقيا المؤتمر السابع لحركة فتح يعمق الخلافات بين أعضائها انقسامات فصائل المعارضة تعيد حلب تدريجيا إلى قبضة النظام السوري
مشاركة :