شهد جلسات المؤتمر الدولي الثاني الإعلام والإرهاب: الوسائل والاستراتيجيات الذي تنظمة جامعة الملك خالد، خلال الفترة من 7 إلى 9 من الشهر الجاري، جلسة بعنوان المنصات الإعلامية لجماعة فكر التطرف والإرهاب، ترأسها الأستاذ الدكتور مبارك الحازمي. وتناول الدكتور عمر أبوسعدة من قسم الإعلام والاتصال بجامعة الملك خالد بحثا بعنوان أساليب استخدام التنظيمات الإرهابية للإنترنت، تنظيم الدولة الإسلامية داعش نموذجا، ويهتم بتقديم دراسة تضيف إلى الإسهامات العربية في مجال الإعلام الأمني، ورصد نشاط تنظيم الدولة الإسلامية داعش على شبكة الإنترنت، مما يعزز من الإسهامات العلمية العربية حول دراسة ظاهرة الإرهاب، وتطوير إستراتيجيات مواجهتها لتقديم توصيات للأجهزة الأمنية حول إستراتيجية إعلامية أمنية تكون منبثقة من رصد أنشطة وتحركات تنظيم الدولة الإسلامية داعش على شبكة الإنترنت لتطوير أداء الإعلام الأمني ووسائله الإعلامية وإستراتيجياته للتصدي بفاعلية وحزم لنشاط هذا التنظيم، ومختلف التنظيمات الإرهابية الأخرى عبر صفحات الإنترنت. وقدم الدكتور عثمان محمد من جامعة إفريقيا العالمية بالسودان بحثا بعنوان دور وسائل التواصل الاجتماعي في انتشار الإرهاب العالمي، ويهدف إلى توصيف دور وسائل التواصل الاجتماعي في انتشار ظاهرة الإرهاب العالمي، من خلال الكشف عن طبيعة استخدام وتوظيف تنظيم الدولة الإسلامية داعش لهذه الوسائل من أجل نشر أفكاره، وتجنيد الشَّباب في صفوفه. وقدمت دراسة أخرى بعنوان المؤسسات الإعلامية لتنظيم داعش، للدكتور عبدالحليم موسى من جامعة الملك فيصل، وتتلخص في كيفية استطاعة تنظيم داعش منذ نشأته في عام 2006م إنشاء الإصدارات الإعلامية بالعديد من اللغات الأجنبية بجانب العربية، والتي ساهمت في نشر أيديولوجيته الإرهابية عبر وسائل الإعلام التقليدية والإلكترونية، حيث برزت مؤسسة الفرقان للإعلام، ومؤسسة الاعتصام، ومؤسسة البتار الإعلامية، بجانب وكالة أعماق الإلكترونية، والتي نقلت عنها العديد من القنوات والصحف الدولية، ودراسة أخرى عن تشكيل الحروب الإعلامية لجوهر النزاعات التي يشهدها العالم منذ القرن الماضي، فمنذ ظهور وسائل الإعلام الجماهيرية ذات القدرة الهائلة على الانتشار والتأثير، أصبحت حرب الإعلام أو الحرب التي تخاض عبر وسائل إعلام نوعا قائما بذاته من أنواع الحروب المختلفة؛ حروب اقتصادية، تجارية، سياسية، وغيرها، وجزءا أساسيا من الحرب العسكرية التقليدية وقدمها الدكتور لطفي محمد زيادي. وأوضحت دراسة للدكتور لالو سوفريادي من جامعة ولاية ماترام الإسلامية إندونيسيا أن عصر المعلومات أفرز نمطا إعلاميا جديدا يختلف عن الأنماط الإعلامية التقليدية، كما يختلف في تأثيراته الإعلامية والسياسية والثقافية والتربوية الواسعة النطاق، لدرجة أطلق فيها بعضهم على هذا العصر اسم عصر الإعلام، ليس لأن الإعلام ظاهرة جديدة في تاريخ البشرية، بل لأن وسائله الحديثة قد بلغت غايات بعيدة في عمق الأثر وقوة التوجيه، كما أن شدة الخطورة أدت إلى تغييرات جوهرية في دور الإعلام.
مشاركة :