هزيمة الجهاديين في سرت لا تعني انتهاء الدولة الاسلامية في ليبيا

  • 12/7/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

سرت (ليبيا) - قال متحدث باسم قوات ليبية مدعومة أميركيا بضربات جوية، إن القوات انتهت الثلاثاء من تطهير آخر منطقة كانت تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في معقلها السابق بسرت. إلا أن انتهاء المعركة واستعادة سرت من قبضة الجهاديين لا تعني حتما انتهاء التنظيم المتطرف الذي يرجح أن من بقي من مقاتليه على قيد الحياة فرّوا إلى وجهة غير معلومة واختلطوا بالناس في أرجاء ليبيا الواسعة والتي تشهد فوضى أمنية يصعب معها تعقب الفارين من سرت. وقال شاهد إن القتال انتهى في منطقة الجيزة البحرية حيث كانت تتحصن الدولة الإسلامية منذ أسابيع في نهاية معركة للسيطرة على المدينة بدأت في مايو/أيار. وقال رضا عيسى المتحدث باسم القوات التي تقودها كتائب من مصراتة "عمليات البنيان المرصوص سيطرت على كامل حي الجيزة البحرية. القوات أمنت كل المباني والشوارع داخل حي الجيزة البحرية، لكن ذلك لا يعني انتهاء عملية البنيان المرصوص حيث أننا لازلنا في حاجة لتأمين محيط مدينة سرت." ويقول مسؤولون ليبيون وغربيون إن بعض مقاتلي الدولة الإسلامية فروا من سرت قبل المعركة أو في مراحلها الأولى. ويخشون من حملة للمتشددين من خارج المدينة بعد وقوع هجمات في مناطق نائية. وسيطرت الدولة الإسلامية على سرت في مطلع 2015 محولة إياها إلى أهم قاعدة لها خارج العراق وسوريا وناقلة إليها عددا كبيرا من المقاتلين الأجانب. وفرض التنظيم المتطرف حكمه المتشددة على سكان سرت باسطا سيطرته على قطاع يمتد لنحو 250 كيلومترا من ساحل ليبيا على البحر المتوسط. وشنت القوات التي تقودها كتائب مصراتة هجوما مضادا في مايو/أيار بعدما تحرك المتشددون بامتداد الساحل صوب المدينة. وتقدمت الكتائب المتحالفة شكليا مع حكومة تساندها الأمم المتحدة في طرابلس سريعا صوب وسط سرت قبل أن يوقف مفجرون انتحاريون وقناصة وألغام تقدمها إلى حد بعيد. ومنذ الأول من أغسطس/آب شنت الولايات المتحدة أكثر من 495 ضربة جوية على الدولة الإسلامية في سرت لدعم القوات التي يقودها مقاتلون من مصراتة. وفي الأيام الأخيرة فر عشرات النساء والأطفال وبعضهم مهاجرون من أفريقيا جنوب الصحراء من أسر الدولة الإسلامية أو أُطلق سراحهم من أراض يسيطر عليها المتشددون. وقال عيسى إن مجموعة أخرى من النساء والأطفال ظهرت اليوم لدى تأمين القوات المباني القليلة الأخيرة في الجيزة البحرية، مضيفا أن ستة من مقاتلي الدولة الإسلامية سقطوا بين قتيل وأسير. ويتوقع خبراء في الجماعات المتطرفة أن تشهد ليبيا في قادم الايام أو الأشهر عمليات ارهابية أكثر دموية بعد تفرق الجهاديين الفارين من سرت. وحذر هؤلاء من أن الهجمات قد تكون فردية أو في شكل مجموعات، وقد تكون أخطر مما كان ينفذه التنظيم المتشددة. ولا توجد احصائية دقيقة عن عدد الجهاديين الذي كانوا في سرت ولا عن عدد قتلاهم في المعارك التي بدأت قبل أشهر. ولم يتضح بعد أيضا كم فر منهم من خارج سرت ولا توقيت فرارهم، إلا أن مسؤولا عسكريا اميركيا قال مؤخرا إن بلاده تراقب عن كثب حركة فرار المتطرفين من سرت. ويرى مراقبون أنه لا يمكن الحديث عن نصر في المدينة الساحلية الليبية طالما أن التنظيم لايزال يشكل خطرا على أمن الليبيين وحكومة وفاق تحاول عبثا تثبيت سلطتها في ظل وجود خلافات السلطات في شرق البلاد. وتواجه حكومة فايز السراج صعوبات كثيرة لتأمين سلطتها على العاصمة الليبية، في وقت يؤكد فيه خبراء أنها في وضع هش مع تفاقم أزمة السيولة وسيطرة قوات قائد الجيش الليبي في الشرق خليفة حفتر على الموانئ النفطية بعد أن كانت تحت سيطرة قوات حماية المنشآت النفطية التي يتزعمها إبراهيم الجضران.

مشاركة :