حذر وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت أمس الثلاثاء من أن احتمال تقسيم سوريا يلوح في الأفق، متحدثًا عن جزء «سوريا المفيدة» الذي سيكون تحت سيطرة النظام وحلفائه، والآخر «داعشستان» تحت سيطرة تنظيم داعش الارهابي، وقال إيرولت في مقابلة مع إذاعة «ار اف اي»: «ليس لأن حلب ستسقط خلال أسابيع، سيتم حل قضية السلام»، فيما اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الولايات المتحدة برفض البحث «بجدية» مسالة خروج مقاتلي المعارضة السورية من مدينة حلب، وقال لافروف في مؤتمر صحافي: «لقد فهمنا أنه من المتعذر إجراء مناقشة جدية مع شركائنا الأمريكيين»، متهمًا واشنطن بإلغاء محادثات حول سوريا بين خبراء روس وأمريكيين كانت مرتقبة أساسًا الأربعاء بحسب قوله. • لافروف يتهم واشنطن بالمماطلة في مناقشة انسحاب المقاتلين من حلب. • الكرملين ينتقد الغرب لرد فعله «المتواضع» إزاء ضربة على مستشفى في سوريا. وتأتي تصريحات وزير الخارجية الفرنسي في وقت تتقدم قوات النظام السوري وحلفاؤها داخل الأحياء الشرقية لمدينة حلب التي كانت تحت سيطرة مقاتلي المعارضة منذ 2012، ومن شأن خسارة حلب أن تشكل نكسة كبيرة وربما قاضية لمقاتلي المعارضة السورية، وقال الوزير الفرنسي: «هناك منطق الحرب الإجمالي الذي يسعى للاستيلاء على كل سوريا المفيدة» التي تشمل غرب البلاد والمنطقة الممتدة من حلب إلى دمشق ومنطقة اللاذقية الساحلية ومدينة حمص، وتابع «هذا الوضع المأساوي سيزداد سوءًا»، واعتبر ايرولت أن «هذه الفوضى تهدد الاستقرار في المنطقة ولا تسمح بالقضاء على تهديد داعش». وأضاف: «مع هذه الحرب الشاملة، فإن تقسيم سوريا يلوح في الأفق، مع خطر تشكيل داعشستان بحانب سوريا المفيدة»، معتبرًا أن «خطر التطرف والإرهاب سيبقى في هذه المنطقة»، وشدد الوزير الفرنسي على أن الحل الوحيد هو إجراء مفاوضات سياسية، مؤكدًا أن «المسار العسكري يؤدي إلى فوضى دائمة في هذه المنطقة»، ويعقد اجتماع يضم الولايات المتحدة ودولًا أوروبية وعربية «ترفض منطق الحرب الشاملة» في سوريا، بحسب ما أعلنت باريس، في العاشر من ديسمبر في العاصمة الفرنسية. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الثلاثاء: إن الكرملين يأسف لأن رد فعل الولايات المتحدة ودول أخرى على قصف مستشفى عسكري ميداني روسي في حلب كان محدودًا، وأضاف في مؤتمر عبر الهاتف مع الصحفيين: «نأسف لأن رد فعل المجتمع الدولي بما في ذلك شركاؤنا بالولايات المتحدة متواضع جدًا إزاء الفاجعة التي وقعت بالهجوم على المستشفى الميداني».
مشاركة :