أكّد معالي الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، وزير الخارجية بمملكة البحرين، أنه لم يكن هناك أي نية لإعلان الاتحاد الخليجي في قمة المنامة التي اختتمت أعمالها أمس، مؤكداً في الوقت ذاته أن تعزيز دول مجلس التعاون لعلاقاتها السياسية والأمنية والاقتصادية مع المملكة المتحدة، لن تكون بديلاً لعلاقات دول الخليج بالولايات المتحدة الأميركية، مشيراً إلى تطلع دول المجلس للعمل مع حكومة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الجديدة. جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقده معالي الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، في ختام أعمال الدورة السابعة والثلاثين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية. وبشأن ما تردّد إعلاميا عن إمكانية لجوء دول مجلس التعاون للإعلان عن «اتحاد خليجي سياسي» بمناسبة قمة البحرين، قال وزير الخارجية البحريني، بنبرة حازمة: «لم يكن هناك أي نية لإعلان الاتحاد الخليجي في قمة المنامة»، نافيا ما تردد عن أن إعلان الاتحاد مدرج على جدول الأعمال. وأضاف: «إن الاتحاد هو بند دائم لجميع الاجتماعات في الأمانة العامة، والسياسة المشتركة هي مواصلة العمل في ذلك الاتجاه». ورداً على سؤال بشأن العلاقات الخليجية البريطانية، ما إذا كانت ستكون بديلاً للعلاقات مع الولايات المتحدة في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، قال وزير الخارجية البحريني: إن «قرار قادة دول مجلس التعاون كان واضحا في مسألة الحرص على تعزيز الشراكة الخارجية مع الأشقاء والحلفاء الدوليين والدول الصديقة والمنظمات الإقليمية، ودول مجلس التعاون لها ارتباطات كبيرة مع دول حليفة كبرى مثل الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة وفرنسا ودول كثيرة في العالم»، لافتا إلى أن «دول الخليج ملتزمة كل الالتزام بتلك الارتباطات». ونوّه معالي الشيخ خالد بن أحمد بأن «مشاركة رئيسة وزراء المملكة المتحدة في القمة هو أكبر إثبات على ذلك، والبيان المشترك الذي صدر عن القمة الخليجية البريطانية كان واضحا، ويؤكد على هذا الالتزام وهذه الشراكة بعيدة المدى في مختلف المجالات الدفاعية والأمنية ويؤكد على نظرة مشتركة في مختلف المجالات». وأشار معالي وزير الخارجية إلى أن تلك «الشراكة تنطبق أيضاً في علاقة دول الخليج مع الولايات المتحدة، وأن العلاقات مع الولايات المتحدة لم تكن محصورة بفترة رئاسية واحدة، وإنما هي ممتدة لعقود ومنذ أوائل القرن العشرين»، معربا عن «تطلع دول المجلس للعمل مع حكومة الرئيس الأميركي دونالد ترمب الجديدة لما فيه خير ومصلحة الجميع». وختم قائلاً: «إن العلاقات الخليجية الأميركية قائمة على أمن واستقرار المنطقة». «التعاون»: لا نقف مع طرف ضد آخر باليمن أكد معالي وزير الخارجية أن دول التحالف لدعم الشرعية في اليمن لبت نداء من السلطة الشرعية ولم تقف مع طرف ضد آخر، مشدّدا على أن التحالف ليس مع طرف ضد آخر، وأنه ضد أي تدخل خارجي، وضد أي ضرر لليمن وللمصالح الحيوية لهذا البلد وجيرانه، وأضاف «نريد أن تتوقف شحنات الأسلحة التي تأتي من إيران وكذلك التدخل الذي يودي بحياة أبناء اليمن يوميا وكذلك أبناء دول مجلس التعاون من البحرين والمملكة العربية السعودية والإمارات المتحدة وهؤلاء دماؤهم عزيزة علينا، ولقد تدخلنا فقط لإعادة الاستقرار لهذا البلد بكامل مكوناته». من جانبه، أكد الأمين العام لمجلس دول التعاون الخليجي على مكانة اليمن لدى دول المجلس وقال: إن جهود دول التعاون منذ عام 2011 تصب في أن يتم إيجاد عملية سلمية وحفظ الدماء اليمنية ومساعدة اليمن في عدم الانزلاق في حرب أهلية، وهو أساس المبادرة الخليجية بالحل السلمي ودعم الشرعية وإعادتها وبسط سيطرة السلطات الشرعية على كافة الأراضي اليمنية، وقد استجاب المجلس لهذا الطلب بهدف العودة للحل السياسي، ويريد المجلس أن يعمل على الجانب الإنساني مع الإخوة في اليمن، وأكدنا على رؤية خادم الحرمين وتنفيذها بشكل مباشر من قبل المجلس الوزاري، والتي كانت تركز على المواطن الخليجي، عدا بندين خاصين باليمن وهما إعادة اليمن حال الوصول لحل سلمي، وتأهيل الاقتصاد اليمني للاندماج مع الاقتصاد الخليجي، وتلك تمثل روح التعاون مع اليمن ورغبة قادة دول المجلس لدعم أشقائنا وإخواننا في اليمن ونتمنى أن يصلوا إلى الحل السلمي السياسي المطلوب. ونوه الزياني بأن المجلس يعمل مع الأمم المتحدة منذ عام 2011؛ حيث استطاع مجلس التعاون أن يطبق الفصل الثامن من ميثاق الأمم المتحدة، مشددا على أهمية التعاون مع الأمم المتحدة، وقال إننا ندعم جهود إسماعيل ولد الشيخ أحمد طالما أننا نعمل جميعا للوصول إلى حل سلمي سياسي في إطار المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني الشامل وتنفيذ قرار 22/2016. رئيسة وزراء بريطانيا: 3 مليارات جنيه إسترليني لتعزيز أمن الخليج أكدت تيريزا ماي، رئيسة الوزراء البريطانية، استعداد بلادها تخصيص 3 مليارات جنيه إسترليني لتعزيز أمن حلفاء المملكة المتحدة في دول الخليج، وستعمل على منع أي هجمات على منطقة الخليج من أية جهة كانت، حتى لو كانت شبكة الإنترنت. وتعهدت تيريزا ماي رئيسة الوزراء البريطانية في كلمتها أمس أمام قمة مجلس التعاون الخليجي المنعقد في العاصمة البحرينية المنامة بـ «التصدي لعدوانية» إيران، مؤكدة على أهمية التوصل إلى «شراكة استراتيجية» بين بلادها ودول الخليج. وقالت تيريزا ماي في كلمتها أمام قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية: إن بريطانيا ستساند الدول الخليجية في «التصدي لعدوانية» إيران، متعهدة بترسيخ «شراكة استراتيجية» مع هذه الدول. وأضافت: «علينا... أن نواصل مواجهة الأطراف... التي تزيد أفعالها من عدم الاستقرار في المنطقة». وتابعت ماي، وهي أول رئيسة وزراء بريطانية وأول امرأة تتحدث في القمة الخليجية: «أود أن أؤكد لكم أنني على دراية تامة بالتهديد التي تمثله إيران بالنسبة إلى الخليج ومنطقة الشرق الأوسط». وتابعت «علينا... العمل معا من أجل التصدي للتصرفات العدوانية لإيران في المنطقة». كما شددت على أهمية التوصل إلى «شراكة استراتيجية» بين بريطانيا ودول الخليج بهدف تعزيز أمن دول الخليج، بما يشمل الاستثمار في مجالات التسليح وكذلك التدريب في البحرين والأردن. وتحدثت ماي عن رغبة حكومتها في تعزيز العلاقات التجارية مع دول الخليج الغنية بالنفط، بينما تستعد بريطانيا للخروج من الاتحاد الأوروبي، قائلة بعد اجتماعات ثنائية جمعتها بقادة دول مجلس التعاون: «أريد لهذه المحادثات أن تمهد الطريق للتوصل إلى اتفاقات تجارية طموحة». وأكدت ماي أن أمن الخليج هو أمن بريطانيا، مشددة على ضرورة مكافحة التطرف بشكل قوي؛ إذ لا يهدد الخليج فقط، بل الشوارع البريطانية ذاتها. تماما مثل تعهدها بمكافحة تنظيم داعش، حيث قالت: «نحن على قلب رجل واحد من أجل مكافحة تنظيم «داعش» الإرهابي». وأشارت رئيسة الوزراء البريطانية إلى أن بريطانيا وعُمان تعدان معاً لتدريبات عسكرية مشتركة العام المقبل. وشددت ماي على أهمية تعزيز الدفاع في مواجهة الجرائم الإلكترونية، وذكرت أنه سيتم إرسال خبير جرائم إلكترونية بريطاني إلى المنطقة لمساعدة دول الخليج على تعزيز أمنها الإلكتروني. الشيخ خالد: إيران مطالبة بتغيير سياستها تجاه جيرانها نفى معالي الشيخ خالد بن أحمد وزير الخارجية بمملكة البحرين وجود أي نية للإساءة إلى إيران وقال إن موقفنا هو وقف الإساءات التي تأتينا من إيران، مبينا أن أي موضوع يتعلق بالتعدي على السيادة يأتي من طرف إيران ضد دول مجلس التعاون ودول المنطقة، وكذلك الإخلال بحسن الجوار جاء من إيران تجاه دول المنطقة، ولم يبدر من دول المنطقة أي شيء تجاهها، وأعرب عن تطلعه أن تتخذ إيران خطوات مهمة جدا في تبديل سياستها الخارجية، وأضاف: إذا أرادت إيران أن تنجح كما نجحت في إقناع العالم بأنها جادة في مسألة الملف النووي، يجب أن تبذل نفس الجهد في إقناعنا بأنهم جار مهم ومنفتح علينا ويتطلع إلى إقامة علاقات معنا، وأن توقف الإساءات التي تأتي منها تجاه دولنا. واستنكر معالي وزير الخارجية الأفعال التي تقوم بها إيران تجاه دول الخليج مثل تصدير الثورة، قائلا إنه إن كانت عندهم الثورة فهي ثورتهم، ولكن هذا الأمر ليس له أي علاقة بدول المنطقة، وكذلك دعم الإرهاب في كل مكان في دولنا يجب أن يتوقف، ويجب احترام سيادة الدول بشكل كامل، وإن حدثت كل هذه الأمور فسوف نتجاوب مع إيران، أما إذا استمرت في سياستها في التدخل والمحاربة والمساهمة في خسارة الأرواح والسيطرة على الدول كما يجري في بعض الدول العربية فنحن سنستمر في الدفاع عن موقفنا في هذا الشأن. الحشد الشعبي تشكل على أساس طائفي في رده على سؤال بشأن موقف دول مجلس التعاون من القضية العراقية والحشد الشعبي، قال معالي وزير الخارجية بمملكة البحرين إن المسائل هناك تشكلت على أساس طائفي في العراق، وتعد مشاركة الحشد الشعبي في المهمة دون أن ينضم الانضمام الكامل للجيش العراقي من أهم المنعطفات في القضية العراقية، وتساءل معالي الوزير قائلا: لماذا يستمر الحشد الشعبي بهيئته وصفته المستقلة، فعملية استمرار هذا الحشد بالشكل الذي هو عليه ستعمق الانقسام الطائفي في هذا البلد العربي الشقيق، وكلما أبعدت المسائل الطائفية والتهميش فإننا نرى العراق على الطريق الصحيح، ونتمنى للعراق كل الخير والاستقرار.;
مشاركة :