هل يستحق طلابنا كل هذا اليوم الدراسي

  • 12/10/2016
  • 00:00
  • 489
  • 0
  • 0
news-picture

ما زالت أفكار التلقين هي السائدة في تعليمنا العام في المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية، وتخف بعض الشيء في المرحلة الجامعية لأن طلاب وطالبات هذه المرحلة ما زالوا يحملون المذكرات وبعض المجلدات للاطلاع والحفظ منها. أما في التعليم العام فما زال الحفظ والتلقين وحشو الأدمغة والانكباب على حل الواجبات الذي يستغرق أكثر من ساعتين أو ثلاث مجرد نقش وكتابة بعض الحروف والجمل وحل المسائل الرياضية دون استيعابها أو فهمها، فأصبح الوسط المدرسي بموجب الكتاب والمنهج يحضر الطالب كل صباح وهو يحمل رزمة من الكتب التي أتعبت كاهله ذهاباً وعودة، يتصبح وقت المدرسة الذي يمتد إلى سبع ساعات يومياً، إلى درجة أن بعض معلمي ومدرسي بعض المواد قد ينتهي العام الدراسي ولم يكمل منهجه، مما يجعله يمر على هذا المنهج مرور الكرام حتى ينهي المقرر، فأصبح هذا الطفل وخاصة من هم في عمر السادسة وفي المراحل الأولية يأتي إلى مدرسته مجرد حضور متكرر، وقد تصبح المدرسة عامل طرد له لأنه يعيش وقتاً طويلاً ومملاً ومنفراً، أولاً لطول المدة المفترض أنها لا تتجاوز أربع ساعات بحيث يقلل المنهج والمقرر الدراسي الذي قد يكون أغلبه حشوا وسوء كيلة لكي ينسجم مع الوقت. ثانياً: أن يكون الوسط الدراسي عامل جذب من أنشطة محببة في مختلف وسائل الترفيه واللعب، وأن تدخل التربية والتعلم عن طريق اللعب، وهذه نظرية حديثة في التربية والتعليم. أين التعليم الفني والتشكيلي؟ أين التحبيب إلى القراءة والمسابقات؟ أين الدوريات والمسابقات الرياضية داخل المدرسة وبين مدارس المنطقة؟ كل ما هنالك مجرد رمي (الكرة، كرة القدم) في أغلب المدارس رميها في الساحة وجعل الطلاب يتسارعون ويقذفون الكرة ويلعبون، حتى الحكم منهم وفيهم، أين الكرة الطائرة؟ أين كرة السلة؟ أين الألعاب السويدية؟ أين ألعاب القوى الخفيفة حسب المساحة المتاحة؟ أليس هذا الوقت كما قلنا وقتا طاردا لوجدان الطالب وعقله وفكره وبالتالي كرة المدرسة؟ والدليل على ذلك أن الطلاب يفرحون بعدم الذهاب إلى المدرسة إذا كان هناك تأجيل للدراسة، وفي الإجازة الأسبوعية، ولا يذهبون كل يوم إلا وهم مكرهون، فهم لا يلامون لأنهم في عمر وسن لا يحتاج إلى هذا اليوم الدراسي الطويل الممل، وخاصة في فصل الشتاء والأمطار، دون إشغاله بتربية وتعليم عن طريق اللعب والفرح لاجتذابهم إلى هذا الوسط، ومما يزيد الطين بلة الواجبات المدرسية وكثرتها. فقد يجنح بعضهم ويهرب من هذا الوسط ويترك الدراسة والمدرسة إذا لم يجدوا من يعالج هذه المشكلة المدرسية من قبل مختص اجتماعي (أخصائي اجتماعي مدرسي) وليس مرشدا طلابيا لأنه أدرى وأعرف وأفهم في هذه المشاكل المدرسية، وقد يكون هذا الهروب منعطف الانحراف، بأن يحتك ببعض رفاق السوء الذين هم على شاكلته، ويزينون بعض المواقف الانحرافية (فينحرف)، وأنا اكتب من واقع وخبرة ميدانية لأكثر من ثلاثين سنة في التعامل مع سلوك الأحداث المنحرفين والمعرضين للانحراف. إن أساس المشكلة وبدايتها من المدرسة بحيث أصبحت عامل طرد لبعض الطلاب لعدم علاج مشاكلهم، فينجرفون وينجرفون ويأتون بسلوك مضاد للمجتمع، لذا لا بد أن ينظر في يومنا الدراسي الممل ومناهجنا وأنشطتنا في التعليم العام.

مشاركة :