ما بعد المباراة | هل يستحق إسبانيول كل هذا العناء يا زيدان؟

  • 2/1/2016
  • 00:00
  • 30
  • 0
  • 0
news-picture

بقلم | محمود ماهر - أمطر ريال مدريد شباك ضيفه «إسبانيول برشلونة» بنصف دستة أهداف، مساء اليوم الأحد، في واحدة من مباريات الجولة الـ22 من الليجا، ليستفيد زين الدين زيدان سقوط أتلتيكو مدريد يوم أمس على ملعب كامب نو أمام برشلونة في قمة الجولة. وقلص ريال مدريد فارق النقاط بينه وبين أتلتيكو مدريد لنقطة واحدة، وأبقى على فارق النقاط بينه وبين فياريال - صاحب المركز الرابع - بـ3 نقاط. والآن نحلل معكم اللقاء على هيئة نقاط، والبداية دائمًا مع: الايجابيات | «1» بدأ زيدان المباراة بالرسم التكتيكي 4-3-3، وأثناء سير المباراة كان يتحول التكتيك لـ4-4-2 بسبب تغيير رونالدو لتموضعه من الجناح الأيسر إلى داخل منطقة الجزاء كمهاجم ثاني جوار كريم بنزيمة. وترك رونالدو مسؤولية صناعة الكرات من على الرواق الأيسر للبرازيلي مارسيليو دائم التقدم لمساندة إيسكو، وحظى خاميس بمساندة ممتازة ومستمرة من مودريتش وكاربخال من الجهة اليمنى. هذه التحركات أو تغيير بعض اللاعبين بالذات رونالدو وإيسكو لمراكزهما في الخط الأمامي أربك حسابات إسبانيول منذ الدقائق الأولى، وهذا نتج عنه انشغال المدافعين بكريستيانو رونالدو بتكثيف الرقابة عليه داخل صندوق العمليات. وبالفعل لحظة تمرير خاميس رودريجيز للكرة العرضية التي جاء منها الهدف الأول، كانت كل الرقابة على رونالدو وإيسكو وهذا سهل المأمورية على كريم بنزيمة الذي صعد دون مضايقة واضحة ليحول الكرة برأسه على أقصى يمين حارس المرمى الليتواني «آرلاوسكيس» الذي كان يلعب لأول مرة مع إسبانيول اليوم!. «2» استغلال الريال لضعف المنطقة اليسرى لإسبانيول التي تواجد فيها الظهير الإسباني «دوارتي» ولاعب الوسط السنغالي كثير المشاكل «ديوب»، فكثف الفريق لعبه عليها بانطلاقات خاميس وكاربخال وتمريرات مودريتش ومارسليو وكروس الدائمة نحوها، ليصنع خاميس الهدف الأول ويسجل الهدف الثالث قبل أن يسجل رونالدو الهدف الرابع بعد ذهابه إلى تلك الجهة!. «3» الانضباط التكتيكي للوكا مودريتش وإيسكو منح الريال الاتزان والحيوية في خط الوسط، كانا يعودان بصفة دائمة لتأدية الدور الدفاعي للتغطية أو لاستلام الكرة من راموس وفاران لبدء الهجمة بشكل أسرع، اعتبرهما السبب الرئيسي في الفوز اليوم، ولنعد عدد الأخطاء التي أُرتكبت ضدهما من قبل لاعبي إسبانيول خلال الشوط الأول. «4» يُحسب للمدير الفني الروماني «جالكا» عدم تسليمه بالأمر الواقع خلال الشوط الثاني، فقد عمل على تحسين فريقه في النواحي الدفاعية والهجومية، فقام بإخراج الظهير الأيسر الإسباني المخيب للآمال «دوارتي» للدفع بمواطنه «فونتيس» ليغلق به المساحات على خاميس رودريجيز، وفي نفس الدقيقة سحب الجناح الأيسر «سيفيا» ودفع بالكوستاريكي دوارتي، ومن هنا نجح في تقييد حركة مودريتش وأجبر كاربخال على التموقع في المناطق الخلفية دون التقدم إلى الأمام كما كان يحدث في الشوط الأول. وضاعت ثلاث فرص مؤكدة من إسبانيول لتسجيل هدف التقليص، الكرة الأولى من رأسية بعد ركنية نفذت من الجهة اليمنى، ومرت جوار القائم بقليل، والفرصة الثانية من تصويبة أبعدها نافاس بأعجوبة، وبعدها فرصة ثالثة ضاعت بسبب ضعف اللمسة الأخيرة للاعب سيلا. «5» تجربة زيدان للثلاثي «خيسي وكاسميرو ولوكاس سيلفا» بدلاً من مودريتش وكروس وبنزيمة بدءً من الدقيقة 63 حتى الدقيقة 75 من القرارات المتميزة لزيدان خلال الشوط الثاني. وانعكست تلك التغييرات بالايجاب على الأداء العام للفريق في الدقائق الـ15 الأخيرة، وقلصت من صحوة إسبانيول الذي كان على مقربة من تسجيل هدف. منح هؤلاء اللاعبين الفرصة عند التفوق برباعية نظيفة خطوة كانت مثالية وتستحق الإشادة من زيزو، فدائمًا ما أكون ضد الاستعانة باللاعبين صغار السن أو الجدد في مباريات صعبة أو عندما يكون الفريق في موقف محرج خارج الديار مثلما حدث أمام ريال بيتس الأسبوع الماضي. التقدم برباعية نظيفة أعطى البدلاء الفرصة للعب بأريحية وهدوء أعصاب وثقة في النفس، ومن هنا صنع خيسي رودريجيز الهدف الخامس لكريستيانو رونالدو بتمريرة مميزة جدًا في الدقيقة 82 قبل أن يتسبب في الهدف السادس بعرضية في ارتفاع قاتل لدفاع إسبانيول. السلبيات | «1» أكثر سلبية لفتت نظري في أداء ريال مدريد كانت التسرع وتعجل البعض للتسجيل، لاعبو ريال مدريد كانوا يريدون تسجيل عشرة أهداف في الشوط الأول، طمعاهم في الخصم كان مبالغًا فيه بعد تسجيل ثلاثة أهداف في غضون 15 دقيقة، كان عليهم اللعب بهدوء أكبر وثبات على الأرض وليس كما فعلوا بتمريرات غريبة وأقوى من اللازم في بعض الأحيان. نعم، رونالدو جلب ركلة جزاء بمهارة عالية قبل تسجيله لهدف مذهل بمراوغتين وتسديدة صاروخية في الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول، لكن أكثر من كرة قطعت منه خارج وداخل منطقة إسبانيول، والأمر نفسه خص خاميس رودريجيز وكريم بنزيمة وإيسكو وكروس، جميع تمريراتهم كانت متوترة بفعل التسرع والطمع المبالغ فيه. البداية كانت مذهلة لكن بعد ذلك فشل الفريق في الاستفادة من توتر الخصم وخروجه من المباراة بلعبه المتسرع واندفاع لاعبيه غير المفهوم إلى الأمام. «2» قد يصدم بعض عشاق ريال مدريد هذا الكلام، لكن إسبانيول لعب هذه المباراة دون 6 لاعبين أساسيين وبتشكيلة معظمها من البدلاء واللاعبين صغار السن، ولو كان الفريق كامل العدد ربما لما انهار بهذه السهولة، فالريال لا أراه مخيف ومرعب مثل البرسا أو بايرن ميونخ أو يوفنتوس، الفريق لديه الكثير من الثغرات على الطرفين، مارسليو وكاربخال يتقدمان إلى الأمام بشكل مخيف، ربما لو إسبانيول جاهز أو لو فريق غير إسبانيول لاستقبلت شباك نافاس هدفين على الأقل في الشوط الأول. «3» شعرت أن الريال استنفذ كل طاقته وكل ما لديه في الشوط الأول من مخزون بدني وجُمل تكتيكية، عدد كبير من اللاعبين ربما 6 أو 7 لاعبين تمادوا في الركض والتحرك، واجهدوا انفسهم بالدخول في صراعات بدنية لا ناقة منها ولا جمل، والمباراة أصلاً لا تستحق كل هذا العناء بسبب سهولة الخصم وغياب معظم أعمدته الرئيسية، ما ترتب عليه انخفاض الإيقاع في الشوط الثاني حتى جاء الحل من زيدان حين دفع بكاسميرو وخيسي بالذات خلال الدقائق ال15 الأخيرة. «4» لعب إسبانيول بعصبية وبخشونة مفرطة، لو كنت حكمًا لهذه المباراة ربما لأشهرت البطاقة الحمراء مرة أو مرتين قبل انتصاف الوقت الأصلي، أربعة بطاقات صفراء أشهرت لبيريز وديوب ولوبيز وسيلا في الشوط الأول وبطاقة خامسة أشهرت لقلب الدفاع «جونزالز». مدرب إسبانيول لم يتدخل لتهدئة لاعبيه بعد أول هدف في الدقيقة السابعة، ليفقد فريقه لمدة 50 دقيقة على الأقل حتى استعادته بواسطة بعض التغييرات. للتواصل مع (محمود ماهر) عبر تويتر  - اضغط هنا @MahmudMaher

مشاركة :