أسس سبعة شبان مصريين وسودانيين فرقة غنائية لتقديم موسيقى مستمدة من التراث الغنائي النوبي «موسيقى الجنوب» والتي تتميز بألحان خاصة تضيف جواً من المرح، وعبارات قد لا تكون مفهومة إلا لمن يحمل البشرة الداكنة نفسها. وعلى رغم ذلك جعلت الفرقة من «التوجه للجميع ومواجهة العنصرية بالتفرقة على أساس اللون أو العرق أو الدين» هدفاً لهم. واختار أعضاء الفرقة اسماً لها وهو «أفرونوبيا باند»، (من أفريقيا والنوبة) للتعبير عن «الموسيقى الممتدة من أسوان وبلاد النوبة إلى داخل القارة الأفريقية، ممزوجة بموسيقى الكاريبي الملخصة في موسيقى الريغي والغناوا والجاز» والتي تقدمها الفرقة، ضمن مجموعة من الأغاني التراثية لأشهر فناني النوبة، وأخرى باللغة النوبية، بعد إعادة تلحينها. تقول مديرة أعمال «أفرونوبيا» نهال الهلالي: «نحن حريصون على تقديم موسيقى تعبر عن هويتنا وتاريخنا وجذورنا، ذلك هو المستمد من صيحة الباند «never Forget Your Roots» التي أطلقناها عام 2014 عند تأسيس الفرقة. قدمنا حالة موسيقية خاصة فاصطحبنا جمهورنا في رحلة قصيرة إلى عبق الفن النوبي وعظمة تراث موسيقى الجنوب، ذلك الفن الخالد على رغم كل الظروف والتحديات ومرور عشرات السنين على إنتاجه». تضم الفرقة كل من «تامر أمادو ومحمد كمال وWetey Rasta و Ossu وMasto وخالد الرايق وميجو ومحمود حندوقة، ومديرة أعمال الفرقة نهال الهلالي»، ويعود الفضل في تأسيسها إلى تامر الذي سعى إلى تكوين فريق متجانس يكون من العاشقين لتراث موسيقى الجنوب، وغالبيتهم كانوا يقدمون أعمالاً فنية في مصر سواء في شكل فردي أو ضمن مجموعات وفرق أخرى. ولفتت الهلالي إلى أن الفرقة استطاعت تقديم 14 حفلة في السنة الأولى، وتنقلت بين المسارح والمراكز الثقافية المتناثرة في العديد من المحافظات المصرية إضافة إلى 5 حفلات تمت إقامتهم في السنة الثانية. وأطلقت الفرقة، حملة لمواجهة العنصرية على أساس اللون، بعد مقتل 16 مسيحياً من محافظة المنيا المصرية في ليبيا على يد تنظيم «داعش» الإرهابي. «تلك الحادثة جعلت فكرتنا عن العنصرية أكثر شمولية، لنبدأ في مواجهتها ليس في نطاق حيز اللون فقط وإنما اللون أو الجنس أو اللغة أو الدنيا»، تقول الهلالي التي دشنت هي وفريقها هاشتاغ «أنا مش عنصري»، الذي تحول إلى حملة عالمية ضد العنصرية شارك فيه مصريون وعرب وأجانب عبر التقاط صور لأنفسهم بالعبارة نفسها ومشاركتها عبر الهاشتاغ. «دعماً للإنسانية ورفضاً للعنصرية وأفكارها السلبية، مأخوذة من إحدى أغاني الباند «أنا زعلان» تقول كلماتها: أنا أبيض ممزوج بسمارك، كلنا في الآخر إنسان كلنا في الآخر بني آدم». ركزت الفرقة على إعادة الأغاني التراثية في شكل أثر في الحفلات، ومن أشهر الأغنيات التي قدمتها، «زينوبة» من غناء المطرب السوداني محمود عبدالعزيز الشهير بالحوت، وأغنية «جناي البريدو» للمطرب السوداني طه سليمان، وأغنية «لو تَعرف الشوق» من غناء المطرب السوداني شرحبيل أحمد، إضافة إلى أغنية «كفاية مزاح» من غناء وليام أندريا، وأغنية «لا سلام لا جواب» للمطرب النوبي محمد فوزي. وأعادت توزيع عدد من أغنيات المطرب المصري محمد منير، منها أغنية «علموني» وأغنية «حتة حتة» وأغنية «قمر رحيل»، ولحنت «كل عين تعشق حليوه» من كلمات الشاعر الكبير أحمد فؤاد نجم.
مشاركة :