إحدى أهم الفوائد التي تحققت في قمة المنامة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية مشاركة رئيسة الوزراء البريطانية في فعاليات هذه القمة ولقاءاتها التي تمت مع القادة، والتي أفرزت مواقف علنية مساندة وقوية لدول مجلس التعاون، وبالذات في دعم أمن دول المجلس والتصدي للتدخلات الإيرانية؛ حيث أوضحت رئيسة الوزراء البريطانية بدون لبس وبوضوح تام وقوف بريطانيا إلى جانب دول مجلس التعاون ومشاركتها بفاعلية لاحتواء عدوانية نظام ملالي إيران ومحاولة التوسع في المنطقة. وبالتالي، فإن مشاركة رئيسة الحكومة البريطانية في أعمال القمة وعقد جلسة مشتركة بين قادة دول المجلس ورئيسة الحكومة البريطانية يجسد شراكة خليجية بريطانية استراتيجية ستعزز وتقوي أمن دول مجلس التعاون، فالمشاركة الإستراتيجية البريطانية، وبالذات في الإجراءات الأمنية والدفاعية ستشكل بلا شك حائط صد قويا يعترض ويفشل خطط التحالف الشرير المعقود بين نظام ملالي إيران الطائفي مع المليشيات الإرهابية الطائفية، وإعلان رئيسة الحكومة البريطانية التزام المملكة المتحدة بوضوح وبصراحة مطلقة بالمشاركة الفعلية والعملية في خطط إجراءات تحصين الأمن والدفاع عن دول مجلس التعاون تجاه أي محاولات عدوانية من قبل نظام ملالي إيران الذي حددته رئيسة الحكومة البريطانية بالاسم دون مواربة يؤكد ثبات الموقف البريطاني تجاه المنطقة، وهي الدولة الأكثر خبرة ومعرفة بقضايا المنطقة ومشاكلها، ومشاركتها الإستراتيجية والإسهام بفاعلية بإجراءات الوقاية والدفاع والحصانة الأمنية لا بد وأن يزيد من صلابة وقوة الإجراءات الدفاعية والأمنية التي اتخذتها دول مجلس التعاون، كما سيحضر القوى الدولية الأخرى التي لها علاقات وتحالف إستراتيجي كالولايات المتحدة الأمريكية وجمهورية فرنسا اللتين لهما حضور عسكري وقواعد مهمة في إقليم الخليج العربي في المناطق المحاذية. ومع أن الموقف البريطاني موقف مهم ومتقدم جداً، إلا أنه لا يعد بديلاً عن المشاركة الأمريكية ولا الفرنسية ولا حتى الإسهام الروسي والصيني في تخفيف التوتر في المنطقة على الأقل في الضغط على النظام الإيراني ليكون أكثر انضباطاً والتزاماً بالمواثيق والعلاقات الدولية، وبالذات علاقات حسن الجوار، وأن تكف عن تدخلاتها الشريرة بدول الخليج العربية وتوقف دعمها للمليشيات الإرهابية الطائفية، ولا شك أن مشاركة بريطانية وعلى أعلى مستوى سيكون حافزاً للدول الكبرى أن تبدي اهتماماً ومشاركة إيجابية وفعالة كالمشاركة البريطانية لارتباط مصالح هذه الدول والاقتصاد العالمي بما تحويه هذه المنطقة التي يؤدي أي توتر أو تهديد إلى خلق حالة من الهلع ينعكس سلباً على اقتصاد جميع الدول.
مشاركة :