رؤية صالح الصخري ترتكز القصيدة النبطية على إرثٍ عظيم من الأحداث والقوالب ،لكنها لم تتطور إلا من فترةٍ قريبة ،ويرجع ذلك إلى تموضع الخيال والقالب الشعري في أغراضٍ معينة. ولذلك نجد أن تطور المفردة النبطية أو الطرح بشكلٍ عام نتاجٍ لخروج الشعراء من حالة الثبات إلى حالة الإبتكار والتجديد في النص. ويذهب الدكتور حسن حنفي في كتابه (التراث والتجديد) إلى أن التجديد هو إعادة تفسير التراث طبقاً لحاجات العصر ،ويفرّق بين التراث والتجديد بأن التراث يعرف ماذا يقول بينما التجديد يعرف كيف يقول. وخالفه في ذلك زكي نجيب محمود في كتابه (تجديد الفكر العربي) وذهب إلى فكرة دمج التراث والتجديد معاً بحيث نأخذ ما يمكن تطبيقه من التراث وإضافته إلى المحاولات التجديدية. وأرى أن رأي الدكتور حسن حنفي ورأي زكي نجيب محمود يدعمان فكرتي القائمة على أن الحاجة أصبحت ضرورةً غير قابلة للتأجيل في خضم ما نشاهده من تطورات في الساحة الأدبية العالمية عموماً والعربية خصوصاً ولذلك نلاحظ أن ظهور الحداثة والتجديد في النصوص النبطية أتى بعد ظهور ما يسمى بجيل الثمانينات وهو الجيل الذي أخذ بيد القصيدة النبطية لتسير على خطى التجديد التي لم تتنكر لجذورها ؛ بل بقيت ممسكةً بالعصا من نصفها لتمنح التراث صبغةَ التطور والتحديث. لذلك فالحاجة للتجديد لا تعني التهرب من التراث بل محاولة تمهيد الطريق له ليعبر المراحل المستقبلية بانسيابيةٍ عقلانية لا تدع له مجالاً للتصادم أوالتضاد مع مقتضيات العصر. مرتبط
مشاركة :