هدى عمران، شاعرة مصرية تعيش بين عالمين من عوالم الأدب، تعلق روحها بين حقبتين مليئتين بمفارقات الشعر والنثر، وتتنوع مؤلفاتها بين الدواوين الشعرية والروايات الطويلة. عمران المولودة في نهاية ثمانينيات القرن الماضي، تشكلت ثقافتها مزيجاً بين وجهي مصر البحري والقبلي، أصدرت ديوانها الشعري «ساذج وسنتمنتالي» وتبعه ديوان «القاهرة»، وعندما عرجت على الرواية كتبت «حشيش سمك برتقال» حصلت من خلالها على منحة آفاق العام 2018، كما قدمت لها مؤسسة مفردات منحة أخرى لتكتب رواية مخصصة للمراهقين بعنوان «حياة الجميرز». في حديثها لـ «الاتحاد».. قالت هدى عمران: الشعر بالنسبة لي ليس مجرد فن، بل هو رحلة الشك للوصول إلى اليقين، شك لا ينقطع ويتجدد في كل زمن، واليقين يأتي كلحظات كاشفة ترتقي فيها الروح، لكنه لو أصبح صلباً لأعاق الروح لخوض رحلتها التالية والمقدرة. وأضافت «من وقت لآخر أراجع مفاهيمي حول الكتابة، واكتشفت في تلك اللحظة من حياتي أن الشعر هو المجاز بمعناه الكبير والمتسع، هو اللعب مع اللغة، هو الشاعرية والغناء، الشعر موجود في كل الفنون وفي كل الوجود، لكن القصيدة فن ثابت مستقل بذاته لا بد أن يحتوي على كل ذلك، المجاز والتجربة والشاعرية واللعب مع اللغة والمعنى الإنساني». وأوضحت: «لم أختر قصيدة النثر بطريقة متعمدة، لكنني أكتب منذ كنت مراهقة، كتبت الشعر الموزون والقصة، واكتشفت مع الوقت أنني أكتب قصيدة النثر ولا أعرف أنها قصيدة لأن ما يصدر لنا عن الشعر هو المفهوم التقليدي له». أخبار ذات صلة عبدالله بن زايد: الحوار السبيل لتسوية سياسية للأزمة في السودان «عيد الفطر».. 120.000 مصلٍ في «الأقصى» طاقة الشعر تتابع هدى عمران: «في مرحلة سابقة، كنت أرى الشعر كثافة عاطفية تخرج في لحظات إلحاح وشحذ، ثم حين أستشعر أنني أنهيت مرحلة شعورية في الكتابة تأتي مرحلة بناء الديوان عن طريق تجميع ما يمكن تجميعه وحذف ما يثقله، وبهذه الطريقة تركت حدسي يلعب الدور الأكبر، وأنجزت ديواني «ساذج وسنتمنتالي» و«القاهرة»، لكنني مؤخراً عملت على تجربة ديوان شعري - لم ينشر بعد - بطريقة مختلفة، أترك فيها العقل يعمل جنباً لجنب مع الحدس، أسميها نضجاً فنياً، أو إيماناً أنني أمتلئ بطاقة الشعر في كل وقت لكن عليّ تشذيبها وتأملها وتحريرها بطريقة مختلفة». وأشارت عمران إلى أن مرجعيتها الأولى لقصيدة النثر هي الفن المصري الشفهي، ثم قصائد التجارب الغربية مثل الشعراء الروس واليونانيين، لكنها الآن تعيد اكتشاف الشعر العربي والسير والتراجم والقصص، وتشعر بالافتتان وأنها تنتمي أكثر لهذه الثقافة الثرية. في ديوان «القاهرة» راهنت الشاعرة المصرية على البساطة المتعمدة، حيث تقول: «لقد تخلصت من الرمز الملغز من البداية نظراً لمرجعيتي الشفهية، لأنني كنت مهتمة بفكرة كيف نستمتع بالشعر، كان هذا دافعي في البداية، لكن مع الوقت ومع تعقد التجربة والقراءات، استوعبت أن البساطة هي خلاصة التعقيد الإنساني والثراء في التجربة، كلما فهمت الحياة أكثر كلما قدرت فكرة البساطة». وأوضحت «يعتقد البعض أن البساطة ضد الفن، لكن البساطة لعبة حلوة، في غاية التعقيد، ما يظهر منها فقط هو النتيجة، السطح، لكن السؤال الأهم كيف تؤثر فينا، بمعنى آخر أنا أحب كتابة القصيدة كشبكة معقدة من المشاعر والمعاني والتناقضات بأسهل طريقة ممكنة، بديلاً عن أن أكتب معنى بسيطاً، أو تهويمات معانٍ بشبكة معقدة من المجازات».
مشاركة :