وقف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان كبير الخليج بين إخوانه قادة دول مجلس التعاون الخليجي في قمة البحرين متعاضداً بيده معهم أخاً أكبر وقائداً موجهاً يوجه كل اهتماماته الخارجية في أولوياتها للخليج وأمن الخليج.. انعقدت القمة في روح ألفة وعطاء تعاون وتعاضد كبير في ظل التفات الخليجيين مع بعضهم ليرسلوا للأعداء رسالة بأن أمن الخليج واحد، وأنه خط أحمر وأن كل دول مجلس التعاون التي تتمسك بالتاريخ المجيد، وبالأصول الثابتة يداً بيد ضد أي عداء أو اعتداء يهدد أمنها أو شعوبها وأن الاتحاد الخليجي كتلة واحدة على قلب رجل واحد، وكان الملك سلمان قد قام بزياراته إلى أشقائه في الإمارات وقطر والكويت ووقفت القيادات والشعوب في ترحيب مميز سيظل شاهداً على مكانة المملكة العربية السعودية في الخليج وفي العالم ومكان سلمان الحزم في قلوب أشقائه، وهو الذي يؤكد دوماً أن البيت الخليجي واحد والشعوب متوحدة تحت لواء دول مجلس التعاون. ذلك الصرح الكبير الذي يضم في جنباته السعودية والإمارات وقطر والكويت والبحرين وعمان متفقين متوافقين قيادات وشعوباً ماضياً ومستقبلاً بهموم مشتركة وتحديات واحدة. وقد جاءت هذه الزيارات في وقتها، فالفتن تحيط بالمنطقة من كل مكان حيث لا يزال الانقلابيون في اليمن يمارسون الانتهاكات بحق الشعب اليمني ومقدراته رافضين الانصياع للمواثيق الدولية أو الهدنة مع وجود تحديات وفتن نظام الملالي الذي يبث وينوي بث سمومه في الخليج بعد أن نفثها في العراق وسوريا وغيرها والنظام السوري يرتكب أبشع الجرائم في الشعب ووسط قلاقل في العراق وحرب ضد داعش في الموصل وغيرها، مما يؤكد أهمية التوقيت، وأيضاً حرص الملك سلمان على أهمية توطيد العلاقات ورفع مستوياتها لتُشكّل منظومة متكاملة من العطاء والإخاء. إن زيارات الخير التي سجلها الملك سلمان جاءت لتؤكد أهمية تلاحم ووئام الخليج في هذا التوقيت مع قمة خليجية استثنائية شهدت العديد من ملامح التآلف ورصدت من خلال كلمات الزعماء توحد الصف واتحاد الأهداف بشكل إستراتيجي حماية للخليج ومقدراته وشعوبه، وأرى أن هذه الزيارات ستكون انطلاقة حقيقية لتعاون في عدة مجالات وبداية مرحلة جديدة من التنسيق المتكامل والتوظيف الإستراتيجي لخطط الديبلوماسية الخارجية المتوحدة وأيضاً فتح مجالات واعدة للاستثمار الخليجي، وكذلك خلق مسارات فريدة من نوعها في تقديم التسهيلات الاقتصادية وأيضاً وضع منظومة مميزة من التعاون العسكري والاتحاد الإستراتيجي لمواجهة التحديات وتعاون أمني لردع الفتن ومواجهة تخطيط القاعدة وداعش وأسس متنوعة من التعاون في كل المجالات الثنائية والمشتركة بين كل الدول بمجلس التعاون تحقيقاً لأمنها وتوظيفاً لمطالب وأمنيات شعوبها في ظل تكامل فريد بعد هذه الزيارات الميمونة التي سيكتمل نتاجها الإيجابي بنتائج على أرض الواقع تعكس رؤية الملك سلمان وبُعد نظره وحرصه على الخليج وعلى صناعة دروب متكاملة متآزرة من الكفاح والنجاح بين دول الخليج. أرى أن تتضافر الجهود لبناء اتحاد خليجي مكتمل متكامل، وأن تقوم اللجان المسؤولة في أمانة مجلس التعاون بدراسة وتوظيف ما تم وضعه كأسس ومنطلقات في قمة الخليج، وأن تتعدد الاجتماعات بين دول الخليج على مستويات الوزراء والسفراء لتوظيف رؤية خادم الحرمين الشريفين وأشقائه من زعماء الخليج لمواصلة السير قدماً نحو خليج واحد وتنفيذ كل الخطط والرؤى التي توحد الصف وترفع معدلات التعاون والعلاقات المتينة بين الدول والشعوب، وأن يندحر كل الأعداء أمام هذا الكيان القيادي والشعبي الكبير.
مشاركة :