من الكويت، وتحديدا شارع الخليج العربي، انطلقت صرخة كويتية كبيرة في أذن الضمير العالمي لإنقاذ مدينة حلب السورية التي تتعرض إلى مجازر وحرب إبادة من قبل النظام السوري والميليشيات التي تدعمه، مناشدة المنظمات والمجتمع الدولي بضرورة اتخاذ خطوات سريعة لوقف ما يجري هناك. حشود غفيرة من المواطنين والمقيمين، تداعت للاعتصام عصر أمس، انتصارا ودفاعا عن سكان حلب في سورية في وجه المجزرة التي يواجهونها، في وقفة تضامنية حضرها نواب حاليون وسابقون، ورجال دين ومنظمات طلابية وجمعيات نفع عام. وقد بدأت الحشود بالتوافد على مكان التجمع الذي شهد تواجدا أمنيا كبيرا من وزارة الداخلية التي أغلقت المدخل الرئيسي للسفارات باستثناء من لديه عمل أو مراجعة. وخصصت وزارة الداخلية للاعتصام المواقف المقابلة لمجمع السفارات بمنطقة الدعية، إلا أن الحشود توجهت إلى ساحة الجزيرة الخضراء، مشيا على الأقدام للانضمام إلى تجمع مماثل كان هناك ليشكلوا تجمعا كبيرا. وفي كلمات من المشاركين قال النائب جمعان الحربش إنه «من الكويت الأرض الطيبة يقف شعبها اليوم مع الأشقاء السوريين، كما وقف ومازال مع القضية الفلسطينية، ووقف مع لبنان، وأول من طالب بطرد السفير السوري. فاليوم تقدم سورية 500 الف شهيد» مشيرا إلى ان «الحصار على حلب استمر 5 سنوات، والآن تجري التصفيات بالشوارع مع هتك الأعراض ولا مجير لهم إلا الله». طالب الحربش دول مجلس التعاون الخليجي وتركيا بطرد السفير الروسي، نحن «لدينا أدوات ضغط لذلك، ونشكر استجابة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في إقامة صلاة القنوت في المساجد» داعيا لفتح باب التبرعات لدعم الجيش الحر. من جانبه طالب النائب مرزوق الخليفة بموقف رسمي من الحكومة تجاه إخوتنا في حلب والسعي لإيجاد موقف خليجي موحد ضد النظام السوري وحلفائه وعلى رأسهم الحليف الأكبر روسيا. وطالب وزير الداخلية تسهيل دخول من له عائلة أو عائل هنا ليدخلوا للكويت. فيما طالب النائب ثامر السويط بطرد السفير الروسي وقطع العلاقات معها «لأننا بلد الإنسانية ولا تتشرف بهؤلاء المجرمين» لافتا الى «اننا طلبنا تحديد جلسة وسنتخذ اجراءاتنا تجاه قضية اخواننا السوريين بالتوازي مع الحكومة لتحديد اجراءاتها، ولن نقبل بابادة اخواننا. وستكون لنا وقفة في مجلس الأمة في الجلسة الخاصة». اما النائب عبدالله فهاد فقال «سنقدم الكثير من الحلول عقب الجلسة الخاصة باذن الله وسيكون هناك الكثير، ونطالب وزارة الداخلية فتح المجال امام دخول السوريين طالما اننا بلد الانسانية وتفعيل الاسعاف الجوي فنحن لسنا باقل من الدول الاوروبية التي تهافتت لاستقبال الشعب السوري. وأضاف أن الحضور كان رسالة نصرة لاهلنا في حلب ، مشيرا الى ان اول من تداعى لهذه القضية هو البرلمان الكويتي . وتابع: اول النصر كان نصر الشعب الكويتي ان استرد مجلس الأمة من خلال ارادة حقيقية ولذلك طلبنا عقد جلسة طارئة ، داعيا إلى النصر الشعبي بالضغط على الحكومات، وهذه التجمعات توكد اننا امة واحدة. وبين فهاد، انه بعد جلستنا الطارئة سنقدم حلولا ستكون عملية بإذن الله ، مردفا انه اذا كنا نتكلم عن بلد انساني فعلى وزارة الداخلية ان تفعل دورها بجلب عائلات اهلنا في حلب وان يتفعل الاسعاف الجوي مبينا ان الدول الاوربية تنافست على الشعب السوري ونحن احق بالشعب السوري منها. من جانبه، قال النائب حمدان العازمي ان هذه الوقفة ليست غريب على الشعب الكويتي لنصرة اخواننا في سورية موجها رسالة لجميع رؤساء الدول متى نتحرك خاصة ونحن نشاهد هذه الاشلاء والقتل للاطفال والرضع، إذا سكتنا عن هذه المجازر فالدور سيكون على جميع الدول العربية، مطالبا الحكومة الكويتية بأن تطرد السفير الروسي والايراني والعراقي أيضا. وقال النائب وليد الطبطبائي اننا حضرنا هنا لإيصال رسالتنا للسفير الروسي القابع في سفارته وليوصلها الى بوتين واضاف حلب لم تسقط ولا تسقط ومن سقط نحن العرب والمسلمين اما اهل حلب فرجالها ونساؤها ابطال وحلب لن تستسلم لانهم قاتلوا روسيا وهزموها ونحن الذين استسلمنا . واكد اننا سنقف مع الثورة السورية حتى تنتصر، ولن نخذلهم وهذه الوقفة ليست غريبة على اهل الكويت، ونسألهم الا يقف الدعم والتضامن الكبير منهم. بدوره، قال النائب السابق مبارك الخرينج رسالة كتبتها على عجل للمجتمع الدولي وإلى الشعب الروسي والرئيس بوتين من شعب الكويت الأبي أن توقف هذه الحرب التي راح ضحيتها مئات الآلاف، فباسم السلام باسم الشعوب المحبة للسلام أن توقف هذه الحرب رسالة عاجلة لبوتين أن يستجيب لهذه الرسالة والبدء بحل هذه الأزمة . من جانبه، قال المستشار زيد بن غيام إن روسيا استخدمت الفيتو في وجه قرار لتخفيف معاناة الأشقاء، وهذا الحق وجه استعماري جديد، وقد شكلنا لجنة في الخرطوم لوقف الفيتو وستكون هناك مظاهرات حاشدة ضد هذا الحق الاستعماري. ونحن ضد روسيا وبوتين وإيران، وستكون لنا وقفة جادة ضدهم فحلب هي الفيصل «رافعا حذاءه بوجه داعمي بشار الأسد». بدوره، قال الشاعر نواف العراك نشكر رئيس السودان عمر البشير على هدمه السفارة الايرانية واقامة مسجد عمر بن الخطاب مكانها . اما النائب السابق احمد الشحومي، فقال إن المجازر في سورية تستصرخ الضمير العالمي، ونستغرب كيف ينام الحكام العرب وهناك شيوخ واطفال يقتلون ونساء تغتصب. بدوره قال الداعية يوسف السند إن الإرادة الحرة هي التي تنتصر، وسيحقق الشعب السوري الانتصار مثلما حقق الأفغان الانتصار على الروس وكنت شاهدا على مناظر الذل للأسرى الروس وهم في التراب. من جانبه قال حاكم العبيسان ان أهل حلب يتصدون لعدو الله ورسوله، مثلما حصل في أفغانستان الذين واجهوا الطغيان الروسي» مطالبا الأحرار في حلب بالصمود وان يتوحدوا في مواجهة العدو الروسي. من جانبه طالب مدير الجمعية الكويتية لحقوق الإنسان المحامي محمد الحميدي، جميع المنظمات الدولية بالتحرك سريعا والتدخل الفوري لوقف ما يحدث في حلب، متسائلا عن الوقت الذي ستتحرك بها جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامي. وقال ان من المعيب ان يفرح بعض ابناء بلدي لهذه المجازر التي تحدث في سورية. بدوره، قال الشيخ الدكتور محمد العوضي ان الشعوب العربية قامت بدورها وساهمت وساعدت، ولكن لا يكون نصرة حقيقية لاخواننا في سورية ضد الروس وايران فقط بالغذاء والاغاثة والبطانيات وهذا جهد كبير يؤجرون عليه، وعملوا ما عليهم لكن نحتاج الى مؤسسات لها ثقلها كالبرلمانات العربية، ونتساءل اين دور الحكام والانظمة، فمتى يتحركون والشعوب تؤيدهم. فالمسألة ليست ان تهزم حلب، وانما سنجد ما يحدث انتقل عندنا وسنجد الرؤوس تتطاير بشوارعنا». من جانبه، قال النائب خالد العتيبي ان قادة العالم وشعوبها تخلت عن الشعب السوري وهذا تمايز يدل على أن أرخص دم هو الدم العربي ولابد أن أن نقف ضد هذا النظام مطالبا بطرد السفير الروسي والانتصار للشعب السوري. من جانبه طالب النائب السابق حسين القويعان بفتح التبرعات أمام الشعب الكويتي، وان تكف الحكومات يدها عن مساندة الدول التي تدعم النظام السوري. فيما قال الحربش بنهاية المظاهرة ان «لدينا رسالة سنسلمها للسفير الروسي ووزارة الخارجية الكويتية ان الشعب الكويتي لا يقبل بوجود سفير روسيا ولا سفير ايران ومن يتطاول على دين اهل الكويت والشام سنوقفه عند حده». من أجواء التجمع • رفض النواب المشاركون مطالبة عدد من الحضور التوجه الى السفارتين الروسية والايرانية للمطالبة بطرد سفيريهما، واكدوا ان رسالة المتظاهرين وصلت، ثم سار الحضور عائدين باتجاه مواقف السفارات مرددين شعارات مختلفة تطالب بطرد السفير الروسي وقالوا «الشعب يريد طرد السفير». • قاطع احد الحضور الشيخ محمد العوضي أثناء كلمته، وقال «لماذا دائما تتكلمون عن الشيوخ والعلماء ولا تتكلمون عن الاعضاء؟» فاستمر العوضي بكلمته مطالبا البرلمانات العربية والحكام بان يكون لهم موقف. • حمل عدد من الحضور لافتات منوعة بالعربية والانكليزية تشجب موقف روسيا وايران والنظام السوري على ابادتهم الشعب السوري المحاصر بحلب والمناطق الاخرى. • تنوعت الشعارات التي رددها الحضور، منها «هي لله هي لله، لا للسلطة ولا للجاه» وكذلك «الشعب يريد طرد السفير». • بدأت المظاهرة الساعة 3 عصرا عند المواقف الموجودة على شارع الخليج بمنطقة السفارات، وبعد الحضور المكثف طلب المتظاهرون التوجه الى نقطة تجمع اكبر بالمواقف المقابلة للجزيرة الخضراء. • انتهت المظاهرة الساعة 5:30 مساء بعدما رجع المتظاهرون الى نقطة التجمع بمواقف السفارات، مرددين شعارات تطالب بطرد السفير.
مشاركة :