تحقيق: هند مكاوي معرفة شريك الحياة لطبيعة شريك حياته وطريقة تفكيره، وأن تكون لديه المهارة في التعامل مع الشخصية التي أمامه باحتراف وإدراك، من أهم سبل تجنب الخلافات التي تعكر صفو الحياة الزوجية، لذلك حرصت مراكز التنمية الأسرية على إنشاء برامج تثقيفية توعوية بطريقة التعامل مع شريك الحياة، وكيفية تحسين التفاعل بين الزوجين، وإنشاء أسر هادئة ومستقرة، مما ينعكس على الأبناء، وبالتالي على المجتمع. ومن هذه البرامج، برنامج ألفة الذي استضاف الاستشارية الأسرية عفاف الجاسم، ومن خلال استعراض أفكاره وكيفية تطبيقه والاستفادة منه نستطيع التعرف إلى أهمية هذه البرامج، وتأثيرها في أفكار الزوجين، واكتشاف أخطائهم، في طريقة التعامل وتصحيحها. تقول عفاف الجاسم: من المهم توعية المتزوجين، والمقبلين على الزواج، بكيفية التعامل مع شريك الحياة، وهناك مهارات حيوية في التعامل، يجب أن يكتسبها الطرفان، حتى يستطيعوا العبور بسفينة الحياة إلى بر الأمان، وتضمن البرنامج العديد من النقاط الهامة، منها إكساب المشاركين المعارف والمهارات لرفع مستوى الثقافة الزوجية، وتحسين التفاعل والتفاهم بين الزوجين، ومواجهة مشكلات الحياة والتكيف معها، كما توجه خططاً للمقبلين على الزواج، عن كيفية الإعداد لحفل الزواج، والتخطيط لميزانية الأسرة. وتؤكد دينا المازمي، موظفة بدائرة الخدمات الاجتماعية، أن حضور مثل هذه البرامج مهم للغاية، لأنه يؤهل الفتاة للتعرف إلى الحياة الزوجية، وكيفية التعامل وفهم شريك الحياة، وألا تنصدم بالواقع بعد الزواج من تحمل مسؤوليات ومشكلات وخلافه، ويجعلها تقبل على الحياة الزوجية، وهي على وعي وإدراك بما ستقابله من مواقف مختلفة، وكيفية التعامل معها، وتفادي المشكلات، التي من الممكن أن تسبب خلافات كبيرة، ربما تصل إلى الطلاق، وذلك لأن الطرفين ليسا على وعي بكيفية التصرف عندما تواجههما هذه المشكلات، بينما هي مشكلات بسيطة، تحتاج فقط لهدوء وتفكير، وتحل بكل سهولة وبساطة. من جانبها ترى مريم عبد الجليل موظفة بدائرة الخدمات الاجتماعية بالشارقة أن العلم والخبرة ليس لهما حدود أو نهاية، فمهما ظن الإنسان أنه امتلك من الخبرة ما يكفي، إلا أنه ينقصه الكثير، وما جعلني أشارك في برنامج ألفة، هو أنني تزوجت في عمر صغير جداً، وكان والدي ووالدتي متوفيين، وليس لدي الخبرة في التصرف في المواقف المختلفة أو إدارة الحياة، ولكن مع مرور السنين، اكتسبت خبرات كثيرة، والتعرض للمشكلات والمواقف المختلفة، صقل خبراتي، ولكني رأيت نفسي في حاجة للمزيد من المعلومات والخبرات في مجال إدارة الحياة الأسرية، والتعامل مع الزوج والأبناء، لذلك لم أتردد في المشاركة، عندما علمت بتنظيم دورات للمتزوجين والمقبلين على الزواج، تقدم لهم الدعم والنصائح، واستفدت كثيراً من الحضور، ووجدت نفسي أقوم بتصرفات خاطئة في مواقف مختلفة، وتعلمت من المحاضرات، كيف يجب أن يكون رد الفعل الصحيح، كما أنني اكتسبت خبرات جديدة، سوف أعمل على نقلها لأبنائي وأقاربي، حتى يستفيدوا، وسأنصحهم دائماً بحضور تلك المحاضرات والاستفادة منها. تقول نجاة سيف بورحيمة اختصاصي أول برامج أسرية بمراكز التنمية الأسرية: تتكون مبادرة ألفة من ثلاثة برامج، هي: أوركيد، ويخص المقبلين على الزواج، والجوري، ويخص فئة المتزوجين، والنرجس، ويهتم بالفئة العامة، وهذه المبادرة انبثقت من منطلق اهتمام إدارة مراكز التنمية الأسرية بفئة المقبلين على الزواج والمتزوجين، للوصول إلى الاستقرار والتناغم الأسري، فقد لوحظ تدني الوعي لدى الشباب بشكل عام بأبسط وأهم المعلومات المتعلقة بالحياة الزوجية، مما يؤدي إلى فشل العلاقة الزوجية، أو إنهائها بشكل يؤثر في الزوجين والأطفال والعائلة الممتدة للطرفين، لذا فإن الإرشاد بأساسيات الزواج الناجح، ومهارات التعامل، يقلل نسبة الخلافات الأسرية. وتشير شيخة السويدي موظفة، إلى انتشار الطلاق المبكر، في مجتمعاتنا الحديثة، فلا يمكث الزوجان شهوراً أو سنة، وينفصلان، وهذه الحالات كثيرة في المحاكم، ويرجع ذلك لعدم قدرة كلا الطرفين على تفهم الطرف الآخر والتعامل والتأقلم مع الحياة الجديدة، ويصل الخلاف بينهما لأقصى درجة، حتى يصل إلى الطلاق، لذلك كانت أهمية حضور هذه البرامج التي تتحدث عن الزواج، وتوعي وتنصح المقبلين على الزواج، كبيرة، لأنها تعطيهم فكرة عن المستقبل، وبالنسبة لي كان الحضور مهماً، لأني أستقبل حالات لديها مشكلات أسرية، والنصائح التي تقدمها المدربة أثناء المحاضرة، تفيدني كثيراً في علاج تلك الحالات. سهل وبسيط ومقنع أثنى علي أحمد العبدولي، أحد المشاركين في المحاضرات، على أسلوب المدربة، وقال: في الحقيقة إن أسلوب المدربة سهل وبسيط ومقنع، وتوجه نصائح بأسلوب جيد، وتذكر أمثلة من الواقع والمواقف التي نتصرف فيها بشكل خاطئ، والتي تسبب المشكلات، وكيف نتفاداها، وهذه أول مرة أحضر فيها مثل هذه المحاضرات، وقد وجدتها مفيدة للغاية، ويجب على كل رجل الحضور والاستفادة، وستنعكس بشكل إيجابي على حياته الأسرية، ومن ضمن الأشياء التي نصحت بها المدربة وعملت بها هي ضرورة اختيار الوقت المناسب عند الحديث مع الزوجة، وأن يكون في وقت بعيد عن الضغط العصبي من الأبناء، أو انشغالها في أعمال المنزل، وهكذا يجب على الزوجة اختيار الوقت المناسب للحديث مع زوجها، والبعد عن الأوقات التي يكون فيها ضغط عمل. نتائج مُرضية يقول عبد الباقي الحوسني موظف: اقترحت عليَّ زوجتي الحضور معها لبرنامج ألفة، وكنت في البداية متردداً، ولا أرغب في الحضور، وبعد إصرار منها، وإقناعي، وافقت، وبالفعل حضرت ولم أكن متوقعاً النتائج المُرضية التي استخلصتها من المحاضرات، وكم هي مهمة ومفيدة للمتزوجين والمقبلين على الزواج، وأنصح جميع الرجال بالحرص على حضور هذه المحاضرات، وقد حرصت أن أعير الكتيب الذي حصلنا عليه في المحاضرة لأصدقائي، تشجيعاً لهم على حضور تلك المحاضرات، وكيف أن لها تأثيراً إيجابياً على الحياة الأسرية، وتزيد من خبرة الطرفين في التعامل مع المواقف المختلفة.
مشاركة :