اختارت الفنانة السورية "سوسن وتي"، لمعرضها الفني عنوانا مقتبسا من أبيات كتبها الشاعر الفلسطيني محمود درويش (1941 - 2008)، "واقعيا كالسماء"، ساعية من خلاله إلى الخروج خارج إطار الهوية المكانية. المرأة إيقاع المجتمع تقول سوسن، "أنزعج كثيرا عندما يُسأل أحدهم عن جنسيته، ومن بعدها محافظته ومن بعدها منطقته، وكأننا لا ننتمي جميعا إلى سماء واحدة، لذلك اخترت هذا العنوان شعارا لمعرضي لأتحدث عن الإنسان المجرد من أي جنسية وأرض". واختارت الفنانة، من خلال معرضها الذي افتتحته، مطلع الأسبوع، المرأة لتعبر بها عن معانٍ متعددة كالنُبل، والقوة، والسيادة، مشيرة إلى أن المرأة هي التي تزن إيقاع المجتمع والأمة، وتمثل السيادة في بيتها وأسرتها، وهي ما عبرت عنه من خلال لوحتها "الإيقاع". وعن المأساة الإنسانية التي يعيشها الشعب السوري، قالت سوسن وتي، "حاولت كثيرا أن أبتعد عن السياسة حتى لا أكون ترسًا في الآلة السياسية، التي تتعامل معنا كأدوات لها، لكنني مع كل مرة حاولت البعد فيها عن المعاناة، أجد أنها تملأني من جديد"، مضيفة، "بعد حصار داريا (قرب دمشق)، وجدتني أرسم لوحة تعبر عن التهجير، كانت هذه البنت تجسد الأرض، تغمض عينيها بوشاح والطيور تحلق من فوق رأسها في عكس الاتجاه كالطيور المهاجرة التي تهرب من أرضها، تأثرت كثيرا بمشهد التهجير وجسدته في اللوحة التي أسميتها داريا". مكتبة ومعرض أقيم المعرض في مكتبة "بيدجز" التي تستضيف عددا من الفعاليات الثقافية والفنية، في إسطنبول، وقال سامر القادري "مؤسس المكتبة" (سوري)، "المكان ليس مكتبة تحديدا، ولكن بمثابة مركز ثقافي، للفنانين والمبدعين العرب، والجنسيات الأخرى". مضيفا، "لا يجوز لأحد أن يحكم على غيره قبل أن يعرفه ويراه، ولذلك حرصت على فكرة الاندماج من خلال الأعمال الفنية، حتى نرى غيرنا من جنسيات مختلفة وثقافات أخرى وحضارات متنوعة". متابعا، "هذا المعرض الفني الـ15، الذي تستضيفه المكتبة، من قبل، كان هناك معرض للكاريكاتير شارك فيه 170 فنانا من دول مختلفة، ولدينا ورش مسرح دائمة أسبوعيا، ودروس موسيقى وجلسات فنية، وورش تبادل لغوي، والعديد من الأنشطة المتعلقة بقراءة الكتب، وكذلك نستضيف جلسات للعلاج النفسي للكبار عن طريق الاستماع".