رفض مستوطنون إسرائيليون يقيمون في بؤرة عشوائية في الضفة الغربية المحتلة الخميس اقتراحاً لمغادرة المنطقة طواعية، ما يثير مخاوف من اندلاع أعمال عنف مع اقتراب موعد إخلائها. وقررت المحكمة العليا الإسرائيلية أن بؤرة «عمونا» الاستيطانية التي أنشئت في تسعينيات القرن الماضي، أقيمت على أراض فلسطينية خاصة وتجب إزالتها بحلول 25 كانون الأول (ديسمبر) 2016. وبعد فشل جهود مكثفة لإقرار مشروع قانون لتشريع البؤر الاستيطانية العشوائية، قدمت الدولة لسكان «عمونا» مقترحاً بنقلهم الى مستوطنات قريبة. ورفض المستوطنون عرض الدولة، مؤكدين أنه يرمي فقط الى نقل 12 عائلة مستوطنين من أصل 40 عائلة. وأكدت الناطقة باسم مجلس مستوطنات بنيامين الإقليمي ايلينا باسينتين أن العائلات الـ28 المتبقية ستضطر للانتقال الى مساكن موقتة في مستوطنة «عوفرا» القريبة، بينما تسعى الدولة لإيجاد حل بعيد الأمد. واعتبر مستوطنو «عمونا» أن عرض الدولة «مليء بالثغرات» مع أنه يبدو جيداً. وأكدوا في بيان أن «الدولة لا تلتزم بأي شيء، وكل شيء يتوقف على سلسلة إجراءات قانونية دون أي ضمانات لنجاحها أو قبول الدولة بها». وصوت 24 مستوطناً لقبول الاتفاق بينما عارضه 58. وأكد البيان: «كنا على استعداد للقبول بهدم منازلنا الخاصة والانتقال من مكان الى مكان آخر، طالما أن المستوطنة اليهودية تبقى على الجبل. ولكن المقترح الذي حصلنا عليه لا يعطينا أي تأكيدات أو التزام بأننا سنحصل على منازل جديدة». وتظاهر نحو 500 شخص غالبيتهم من الشبان مساء الثلثاء في القدس، ورقصوا وغنوا قرب منزل رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو داعين الى وقف هدم «عمونا». وتقع مستوطنة «عمونا» التي يقيم فيها ما بين 200 و300 مستوطن يهودي، في شمال شرقي رام الله، وهي مستوطنة غير قانونية ليس فقط بموجب القانون الدولي بل أيضاً وفق القانون الإسرائيلي ذاته. ويعتبر المجتمع الدولي جميع المستوطنات غير قانونية، سواء أقيمت بموافقة الحكومة الإسرائيلية أم لا. ويعتبر المجتمع الدولي الاستيطان عقبة كبيرة أمام عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين. ويعارض مسؤولون من اليمين المتطرف ودعاة الاستيطان ومستوطنو «عمونا» مغادرة المنطقة، بينما يتابع المجتمع الدولي التطورات لمعرفة ما إذا سيتم الامتثال لأمر المحكمة. ويتخوف البعض من إمكان اندلاع اشتباكات بين القوات الإسرائيلية والمستوطنين عند تطبيق أمر الإخلاء، كما حدث عام 2006 بعد هدم تسعة مساكن دائمة في البؤرة نفسها.
مشاركة :