ويعد هذا العمل، الذي مولته مؤسسات أهلية، الأول من نوعه في العالم العربي، والسابع على مستوى العالم، بحسب الفنانة الهولندية. ونجحت Teeuwen في إتمام العمل بشكل كامل، في غضون ثلاثة أشهر، من العمل المستمر، بمساعدة عمال فلسطينيين، لديهم خبرة في مجال البناء والحدادة. ورغم خطورة العمل ومشقته، مقارنةً بكِبر سن الفنانة، إلا أنها أصرت على إنجازه. وبدأت الفنانة مشروعها، بعملية تأمين لجدران وأسقف المنزل حتى لا يقع، بمساعدة حداد فلسطيني، قام بتثبيت جسور حديدية كبيرة أعلى وحول المنزل، ومن ثم بدأت بتنظيف المنزل من الركام. وكان جميع ما كان في المنزل من رُكام، مادة الفنانة الهولندية الرئيسية في العمل، فسدت بها جميع جدران المنزل بشكل هندسي مُتقن، دون استخدام الإسمنت. كما جلبت قطع من الجبس الأبيض، ووضعتها بشكل مُتقن حول أحد أعمدة المنزل المكون من طابقين. وشيدت كذلك، أعمدة خشبية مطلية بالخراسان أسفل قطع السقف التي توشك أن تقع. وكانت الفنانة الهولندية Teeuwen تقضي أكثر من 6 ساعات يوميا، داخل المنزل المُدمر، وتنقل بيدها الحجارة، وتُعطيها للعمال وتأمرها بوضعها بالشكل التي ترغب به، رغم كبر سنها. وتقول الفنانة لمراسل "الأناضول":" أعمل في المباني، التي يتم تدميرها، عبر تدخلي بها كفنانة". وأضافت:" منذ مسيرتي المهنية حتى اليوم، أشرفت على سبع مباني، أربعة منها في هولندا، وخامس في روسيا، وآخر في جنوب إفريقيا، والسابع في غزة". وتضيف:" اختياري للعمل في غزة، خطوة جديدة في مسيرتي المهنية". وتابعت:" حياتي تسير في قطبية ثنائية غريبة، ألا وهي المقاربة بين التدمير والبناء، والربط بين الفوضى والنظام، بين الوقوف والسقوط، هذه القطبية هي الموضوع الأساس في حياة الإنسان". وتستطرد الفنانة الهولندية:" في غزة لا أستطيع أن اقترب من تلك الثنائية القطبية، لأنها عاشت ثلاث حروب في عشر سنوات، الكثير من المباني دُمرت، لكن الناس في غزة يعيدونَ بناءها؛ يبنون من جديد بيوتاً ومباني وكذلك يبنون حياةً جديدة". وأردفت:" مجيئي إلى أرض غزة لا يعني أنني ألقيت للتو خطاباً سياسياً، فأنا لستُ امرأة سياسة، ولا صحفية ولا حتى اجتماعية، أنا فقط فنانة، ولذلك فلغتي هي الفن". من جانبه، يقول محمد أبو دقة "37عامًا"، المساعد الرئيس للفنانة الهولندية، لمراسل "الأناضول"، إن العمل بدأ منذ نحو 3 شهور. وأضاف:" طبيعة مهمتي كانت مشاركتها في تحويل المنزل المُدمر للوحة فنية، رغم المخاطر الجمة التي تحدق بنا، لأن المنزل الذي سنعمل به آيل للسقوط وخطير جدًا، ورفضت شركات التأمين وضع تأمين على حياتنا". ويوضح أبو دقة، أنه وافق على العمل، الذي عُرض عليه، رغم المخاطر، وتحمس كثيرًا للمشاركة فيه، كونه "المشروع الأول من نوعه في الوطن العربي والسابع عالميًا". وأضاف:" العمل شاق ومُكلف، لكن العزيمة والإرادة صنعته بهذا الشكل أخيرًا". الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :