لا وجود لهزيمة اكبر من ان ينتصر نظام على شعبه. الانتصار على حلب هو الهزيمة بعينها. لو كان الشعب السوري مع النظام، لما كانت حلب قاومت طوال اربع سنوات الحصار والتجويع في ظلّ قصف مستمرّ طاول المدارس والمستشفيات وبيوت الناس العاديين بحجة انّ كلّ سوري إرهابي. من لديه ادنى شكّ في انّ حلب ستنتصر، مهما طال الزمن، يستطيع العودة سنوات قليلة الى خلف. قاومت حلب النظام العلوي منذ أواخر سبعينات القرن الماضي. كذلك قاومت حماة التي ازيل قسم منها في العام 1982 وما زالت تقاوم. هل تغيّر شيء بعد ما يزيد عن ثلاثة عقود على مجزرة حماة؟ يزرع الانتصار على حلب ونقل قسم من أهلها الى مناطق قريبة من الحدود التركية البذور لمزيد من الحروب السورية في مرحلة لا مكان فيها سوى للاسئلة. الثابت الوحيد هو ان النظام السوري انتهى الى غير رجعة. انّه نظام يأتي بالروس والإيرانيين وتوابعهم للدفاع عنه. أي مستقبل لنظام من هذا النوع في منطقة تشهد تحولات في العمق ولا تزال تعيش في ظلّ ترددات الزلزال العراقي الذي نتج عن الاجتياح الاميركي للبلد في ربيع العام 2003 والذي كان من نتائجه تقديمه على صحن من فضّة الى ايران. تبدو حلب بداية وليس نهاية في الصراع على سوريا الذي كشف أيضا مدى الجبن والعجز الاوروبيين ومدى الغياب العربي لمصلحة اللاعبين الأربعة: الروسي والايراني والتركي والإسرائيلي. خيرالله خيرالله
مشاركة :