حرب «القارة الأفريقية» بين المغرب والجزائر

  • 12/17/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

تصاعدت حدة ما وصفته الدوائر السياسية في باريس، بـحرب القارة الأفريقية بين المغرب والجزائر، في ظل المنافسة بين الجارتين العربيتين على النفوذ في القارة السمراء، واستقطاب الحلفاء، بوسائل متعددة، أهمها تنشيط العلاقات التجارية والإقتصادية، وتقديم الدعم الفني والمالي، وعقد تحالفات أمنية وعسكرية، بحسب تقرير الوكالة الفرنسية للتنمية في الدول النامية، مما أشعل أيضا الحرب الإعلامية بين البلدين. ضربة دبلوماسية وتترصد كل دولة لتحركات الأخرى، في متابعة حثيثة  للمبادرات داخل دول القارة الأفريقية، وفي محاولة لإجهاض المساعي والمقترحات من جانب الدولتين المغرب والجزائر وكل منهما تسعى لتسجيل نصر أفريقي على الأخرى .. وترى الدوائر السياسية الجزائرية، أن اقتراح المغرب مبادرة سماها منتدى شمال غرب إفريقيا، في محاولة منه لضرب الجزائر في الظهر، ولإيجاد حلف جديد في القارة الإفريقية، وتقديم نفسه كقوة إقليمية على حساب الجزائر، وأول تجربة ميدانية لهذه المبادرة المغربية كانت في السينغال بعنوان منتدى السلم والأمن في إفريقيا، غاب عنها وقاطعها كل الفاعلين في القارة الإفريقية، ما يعني تلقي الرباط ضربة دبلوماسية قوية ستقتل المبادرة المغربية في المهد. منتدى شمال ـ غرب أفريقيا ويشير التقرير الفرنسي، إلى طرح الملك محمد السادس، خلال زيارته الأخيرة إلى نيجيريا،  مبادرته منتدى شمال – غرب إفريقيا، طالبا من الرئيس النيجيري الانضمام إليها، غير أن الطرف النيجيري اكتفى بأخذ العلم بالمبادرة المغربية دون تقديم رد إيجابي عليها، طالبا تعميق المحادثات حول هذه المبادرة، وهو رفض دبلوماسي عليها، رغم  تأكيد الجانب المغربي بأن مبادرته ستشكل بنية مرنة تتمحور حول مشاريع ملموسة هدفها التنمية الاقتصادية والاجتماعية إلى جانب تحقيق سلم وأمن مستدامين. لكن الرد السريع على مبادرة منتدى شمال غرب إفريقيا المغربية، جاء من منتدى السنغال حول السلم والأمن في أفريقيا، المنظم بإيعاز ورعاية من الرباط، حيث انتهى بمقاطعته من قبل كل القادة والرؤساء الأفارقة، وأيضا من منظمات الاتحاد الأفريقي، وفي ذلك أكثر من رسالة على أن ملف الأمن والسلم ومحاربة الإرهاب أكبر من أن يحمله المغرب الذي ليس باستطاعته أن يكون قاطرة في القارة السمراء. دول الساحل الأفريقي وتسعى المملكة المغربية، لإنشاء تكتل منتدى شمال ـ غرب أفريقيا بينما  تغازل الجزائر دول الساحل  الغربي الأفريقي، بأن تأخذ زمام الأمور بيدها، وهو تكريس واضح لمبادرة دول الميدان التي ناضلت من أجلها الجزائر برفقة دول الساحل لمحاربة الإرهاب في المنطقة، بحسب تقرير صحيفة الخبر الجزائرية، مشيرا إلى  تمسك موريتانيا  بمبادرة دول الساحل في ميدان الأمن ومحاربة الإرهاب، ما يعني أن المبادرة المغربية ليس لها منفذ سياسي للوصول إلى غرب إفريقيا. اختراق دبلوماسي وتؤكد الدوائر السياسية الفرنسية، أن حرب أفريقيا بين المغرب والجزائر، تقع تحت شعار تحقيق اختراق دبلوماسي وبينما حققت المغرب ما وصفته بانتصار سياسي، خلال زيارة الملك محمد الخامس، لأربع  دول افريقية مؤخرا، إلا أن نائب رئيس نيجيريا، ييمي أوسينباجو، خالف كل التوقعات، بتصريحه أول أمس، بالجزائر العاصمة، أن الجزائر ونيجيريا تربطهما علاقات تاريخية قوية تعززت من خلال مشاريع التعاون المشتركة العديدة. خاصة الطريق العابر للصحراء بين الجزائر ولاجوس، وأنبوب نقل الغاز العابر للصحراء الرابط بين نيجيريا وأوروبا عبر الجزائر، والربط عبر الألياف البصرية بين الجزائر وأبوجا، ما يعني أن حكاية أنبوب الغاز بين نيجيريا والمغرب مجرد فقاعة ، وفقا لتعبير الدوائر الفرنسية. وفي المقابل أعرب الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، عن دعمه لنيجيريا في مكافحتها للإرهاب والتطرف، ما يعني أن مراهنة المغرب على اختراق أو إضعاف محور الجزائرـ أبوجا، باء بالفشل ، وليس بمقدور المغرب تشكيل محاور خارج معاقله الضيقة المعروفة في القارة الإفريقية، بحسب تعبير خبراء استراتيجيون في الجزائر. ومن جهة أخرى، جاء في برقية لوكالة المغرب العربي للأنباء الحكومية ، أنه على إثر الأزمة الإنسانية المرتبطة بالهجرة، والناجمة عن الترحيل الجماعي لأشخاص ينحدرون من بلدان جنوب الصحراء نحو النيجر، أعطى الملك محمد السادس ، تعليماته من أجل منح مساعدة عاجلة من طرف مؤسسة محمد الخامس للتضامن، والوكالة المغربية للتعاون الدولي، ووزارة الداخلية، لفائدة هؤلاء الأشخاص المطرودين والموجودين في وضعية هشاشة قصوى بأحد المراكز بشمال النيجر.. الأمر الذي اعتبرته الدوائر السياسية في الجزائر، استغلال مغربي  لـقضية المهاجرين لاستفزاز الجزائر ! شارك هذا الموضوع: اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة)انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)

مشاركة :