الآلاف من سكان شرق حلب افترشوا الأرض وينتظرون إجلاءهم وسط الصقيع والجوع - خارجيات

  • 12/18/2016
  • 00:00
  • 16
  • 0
  • 0
news-picture

حلب - ف ب - لا يزال الالاف من المدنيين والمقاتلين ينتظرون وسط برد قارس وظروف انسانية مأساوية استئناف عملية اجلائهم من مدينة حلب غداة تعليقها. وأكد المسؤول عن ملف التفاوض من جانب الفصائل المعارضة التوصل الى اتفاق لاستئناف عمليات الاجلاء، في حين قال مسؤول عسكري سوري ان الاتفاق «لم يتبلور بعد» غداة تعليق تنفيذه اول من أمس. وأعلن مسؤول في المعارضة، ان «إيران ومسلحون تابعون لها يعطلون تنفيذ اتفاق الإجلاء من حلب الى حين مغادرة المطلوب إجلاؤهم من قريتين شيعيتين إلى مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة».وامضى الالاف من السكان وبينهم عدد كبير من الاطفال ليلتهم في الشوارع او داخل المنازل المهجورة الفارغة من اي اثاث، حيث افترشوا الارض في ظل تدني الحرارة الى ست درجات تحت الصفر. ويعاني السكان من ارهاق وتعب شديدين عدا عن الجوع والعطش، ويقتات معظمهم على التمر ولا يجدون حتى مياه ملوثة للشرب». وحسب الامم المتحدة، لا يزال نحو 40 الف مدني عالق في حلب وما بين 1500 الى خمسة آلاف مقاتل مع عائلاتهم. وكان عدد كبير من السكان توجهوا أول من أمس، الى حي العامرية للخروج ضمن الحافلات، وعمد كثيرون الى احراق مقتنيانهم واتلاف ما كان متوفرا في منازلهم من اغراض وطعام ومؤونة، باعتبار انهم لن يعودوا، ليفاجأوا اثر ذلك بتعليق تنفيذ الاتفاق. ومنذ الخميس الماضي، تم اجلاء نحو 8500 شخص بينهم ثلاثة الاف مقاتل من مناطق سيطرة الفصائل في حلب، وفق «المرصد السوري لحقوق الانسان»، بينهم 500 حالة بين جريح ومريض على الاقل. وتمت عملية الاجلاء بموجب اتفاق تم التوصل اليه برعاية روسية تركية، بعد سيطرة قوات النظام خلال شهر على معظم الاحياء الشرقية التي كانت تحت سيطرة الفصائل منذ العام 2012، تاريخ انقسام المدينة بين الطرفين. وكان من المفترض ان تستمر عملية الاجلاء اياما عدة، الا انه جرى تعليقها أول من أمس، بعدما اتهم الجيش السوري المقاتلين بخرق الاتفاق. وأكد مصدر عسكري سوري ان تعليق الاجلاء جاء اثر اقدام المسلحين على «اطلاق نار، ومحاولة اخذ مخطوفين (معهم من حلب الشرقية) ومحاولة تهريب اسلحة متوسطة في حقائب». وينص الاتفاق الاساسي على خروج المسلحين مع اسلحتهم الخفيفة فقط. وحسب «المرصد السوري لحقوق الانسان»، فإن تعليق الاتفاق جاء ايضا اثر منع الفصائل خروج الجرحى والحالات المرضية من بلدتي الفوعة وكفريا المواليتين في محافظة ادلب (شمال غرب) المجاورة. وتضمن الاتفاق وفق الاعلام السوري الرسمي، إجلاء جرحى ومرضى من بلدتي الفوعة وكفريا اللتين يحاصرهما مقاتلو المعارضة. وشهدت الليلة قبل الماضية مفاوضات بين الاطراف المعنية تمهيدا لاستئناف عملية الاجلاء من حلب، مع محاولة كل طرف تحقيق «مكاسب» اضافية. وقال الفاروق ابو بكر من «حركة أحرار الشام» المكلف التفاوض عن الفصائل المعارضة «تم التوصل لاتفاق بين الثوار وروسيا وإيران في شأن حلب، ونعمل على استئناف عملية الاجلاء اليوم (أمس) ان شاء الله». اضاف انه بموجب الاتفاق «سيخرج كل اهل حلب والمسلحين» من المربع الاخير تحت سيطرة الفصائل، مقابل خروج عدد لم يحدده من بلدتي الفوعة وكفريا وميدنتي مضايا والزبداني في ريف دمشق. في المقابل، أعلن مصدر عسكري سوري، أمس، ان «الامور لم تتبلور بعد» مشيرا في الوقت ذاته الى «مسار ايجابي» في ما يتعلق بعملية الاجلاء من الفوعة وكفريا. ويسري على مضايا والزبداني والفوعة وكفريا اتفاق تم التوصل اليه في سبتمبر 2015 بين الحكومة السورية والفصائل المقاتلة باشراف الامم المتحدة يتضمن وقفا لاطلاق النار. وينص على وجوب ان تحصل عمليات الاجلاء منها وادخال المساعدات بشكل متزامن. وقال مدير «المرصد السوري» رامي عبد الرحمن انه يتوقع ان «تُستأنف عملية الاجلاء من حلب في الساعات المقبلة تزامنا مع نقل حالات طبية وجرحى وعائلاتهم وايتام وحالات لم شمل من بلدتي الفوعة وكفريا ضمن قائمة تضم اربعة الاف اسم». واوضح ان ادخال الزبداني ومضايا في الاتفاق «يأتي ارضاء للمقاتلين باعتبار ان المدينتين مرتبطتان بالاتفاق السابق مع الفوعة وكفريا». واوضح أحمد الدبيس، المسؤول عن وحدة من الاطباء والمتطوعين تتولى تنسيق عمليات الاجلاء «وصلتنا تطمينات من جهات عدة بان الاخلاء سيتم خلال 24 ساعة» لافتا الى ان سيارات الاسعاف ما زالت في «الخطوط الخلفية» بعد سحبها اول من أمس. الى ذلك، تظاهر الاف الاشخاص اتوا من كافة انحاء تركيا، أمس، قرب الحدود السورية احتجاجا على الحصار المفروض على شرق حلب المحرومة من المساعدات الانسانية. ووصل المتظاهرون في قوافل تحت شعار «افتحوا الطريق الى حلب»، على بعد ثلاثة كيلومترات من نقطة جلوي غوزو الحدودية في الجانب التركي قرب معبر باب الهوى الذي نقل من خلاله المصابون بجروح بالغة من شرق حلب الى تركيا للعلاج. وكتب على يافطات رفعوها «لا يمكن ترك حلب تحت القصف». ونظم التجمع «مؤسسة الاغاثة الانسانية التركية» التي تضطلع بدور كبير في توزيع المساعدات على ثاني مدن سورية. وردد المتظاهرون «روسيا القاتلة، اخرجي من سورية!» و»الامة ستحاسب ايران!». كما نقلت القوافل مساعدات انسانية للسوريين الذين تم اجلاؤهم من حلب. وحسب المنظمة التركية فان الاف السيارات و1500 شاحنة تنقل مساعدات انسانية وصلت الى الحدود تلبية لندائها. وقالت متظاهرة شابة «لن نترك اخواننا بايدي طغاة». وكانت انقرة اطلقت عملية ديبلوماسية مع اطراف النزاع الرئيسيين. واكد وزير الخارجية مولود تشاوش اوغلو انه اتصل هاتفيا «13 مرة» بنظيره الايراني أولمن أمس. وقد يصوت مجلس الامن الدولي اعتبارا خلال ساعات على قرار فرنسي تدعمه واشنطن يطالب بنشر مراقبين دوليين للاشراف على عمليات الاجلاء، كما قالت السفيرة الاميركية في الامم المتحدة.

مشاركة :