واشنطن - وكالات - دعا الرئيس الاميركي باراك اوباما الى نشر «مراقبين محايدين» في حلب متهما النظام السوري وحلفاءه الروس والايرانيين بشن «هجوم وحشي» على المدينة حيث تم تعليق عملية اجلاء المدنيين ومقاتلي المعارضة. وقال اوباما في مؤتمره الصحافي في البيت لمناسبة نهاية العام ان «العالم موحد ضد الهجوم الوحشي الذي شنه النظام السوري وحليفاه الروسي والايراني على مدينة حلب»، معتبرا ان «ايديهم ملطخة بهذه الدماء وهذه الفظائع». واضاف اوباما الذي تنتهي ولايته في 20 يناير «لقد رأينا استراتيجية متعمدة لحصار وتجويع المدنيين الأبرياء وشهدنا الاستهداف المستمر للعاملين في المجال الإنساني والعاملين في المجال الطبي (...) تحولت احياء بكاملها الى ركام. لا نزال نتلقى اشارات عن اعدام مدنيين. القانون الدولي يتعرض لكل انواع الانتهاكات. ان مسؤولية هذه الاعمال الوحشية تقع على طرف واحد: نظام الاسد وحليفتيه روسيا وايران». واعتبر ان الرئيس الاميركي ان «الاسد لا يمكنه ان يكسب شرعيته على وقع المجازر»، داعيا الى نشر «مراقبين محايدين» في حلب للاشراف على جهود اجلاء المدنيين الذين لا يزالون محاصرين. وأوضح أوباما: «لسنوات، عملنا من أجل وقف الحرب الأهلية في سورية وتخفيف المعاناة الإنسانية... لقد كانت من أصعب القضايا التي واجهتها كرئيس للبلاد». وأشار إلى أن «الولايات المتحدة كانت أكبر جهة مانحة في العالم للمساعدات الإنسانية إلى الشعب السوري»، وكرر دعوته إلى «وقف إطلاق نار أوسع يمكن أن يخدم كأساس لحل سياسي بدلا من الحل العسكري». وألقى باللوم على روسيا «لتدخلها لمنع اتخاذ إجراءات أقوى في مجلس الأمن ضد انتهاكات النظام السوري المروعة للقانون الدولي». أضاف: «المسؤولية عن هذه الوحشية تكمن في مكان واحد فقط - مع نظام الأسد وحليفيه روسيا وإيران- وهذا الدم وهذه الأعمال الوحشية تلطخ أيديهم». ورداً على دعوة الرئيس المنتخب في إقامة «مناطق آمنة» لمحاولة مساعدة المدنيين المحاصرين في الصراع الدموي السوري، قال أوباما قال «إن الفكرة من الصعب للغاية تطبيقها». أضاف إن الفكرة تمثل «تحديا مستمرا» لأن المناطق الآمنة ستطلب حماية من قوات برية وهو أمر من غير المرجح أن توافق عليه الحكومة السورية وحلفاؤها في موسكو وطهران. من ناحية أخرى، تعهد الرئيس اوباما ببعث «رسالة واضحة» الى روسيا لمحاولة التأثير على نتائج الانتخابات الاميركية، ودعا دونالد ترامب والحزب الجمهوري الى وضع الامن القومي فوق كل اعتبار. واتهم اوباما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بانه اصدر شخصيا اوامر للقيام بعمليات قرصنة معلوماتية يعتقد العديد من الديموقراطيين انها اثرت على فرص هيلاري كلينتون بالفوز. وخلصت الاستخبارات الاميركية الى ان الهدف من قرصنة البريد الالكتروني للحزب الديموقراطي ونشرها، كان ايصال ترامب الى البيت الابيض. لكن مع تصاعد حدة التوتر بين الولايات المتحدة وروسيا والغضب في الاوساط الاميركية بعد فوز ترامب المفاجئ في الانتخابات الاميركية، حاول اوباما المحافظة على هدوئه واعدا بالرد. وبعد ان اكد للاميركيين ان الاقتراع بحد ذاته لم يكن مزورا وعد ب«بعث رسالة واضحة لروسيا او جهات اخرى بعدم القيام بذلك لاننا قادرون على الرد بالمثل». واكد اوباما ان «لا شيء يحصل في روسيا من دون موافقة فلاديمير بوتين»، مشيرا الى انه طلب شخصيا من بوتين خلال لقاء في سبتمبر «الكف عن ذلك». وقال للصحافيين قبل التوجه الى هاواي لتمضية عيد الميلاد «في الواقع لم نر اي تلاعب في الاقتراع». وحول الرد، قال اوباما ان البعض سيتخذ علنا وانه في بعض الاحيان «سيتلقى الروس الرسالة مباشرة من دون نشرها». وقال اوباما «لا يمكن للروس التأثير علينا او اضعافنا. روسيا بلد اصغر واضعف واقتصادها لا ينتج سلعا يرغب اي بلد في شرائها باستثناء النفط والغاز والاسلحة. ليست دولة تبتكر». لكن الرسالة الاشد لهجة وجهها اوباما الى ترامب والجمهوريين الذين قللوا من شأن القرصنة المعلوماتية. وقال مستندا الى استطلاع اخير «اكثر من ثلث الناخبين الجمهوريين يؤيدون فلاديمير بوتين، فكيف يمكن لهذا الامر ان يحدث؟». ودعا اوباما الرئيس المنتخب الى قبول تحقيق مستقل غير منحاز. وقال: «آمل في ان يشعر الرئيس المنتخب بالقلق الذي نشعر به والتأكد من ان اي نفوذ اجنبي لم يؤثر على العملية الانتخابية». وفي حين دعا اوباما الى فتح تحقيق، تدور معركة سياسية في واشنطن بين الجمهوريين الراغبين في اجراءات في الكونغرس يمكنهم التحكم بها والديموقراطيين الذين يريدون لجنة مؤلفة من الحزبين. وقال اوباما ان «المقاربة الموحدة التي يمكن للرئيس المنتخب القبول بها هي تأييده لعملية مستقلة يشارك فيها الحزبان». ورفض اوباما الاتهامات الموجهة اليه بانه تأخر في الرد على ادعاءات بالتدخل الروسي في العملية الانتخابية. وقال: «كان هدفي الاول التحقق من ان نزاهة العملية الانتخابية لم تتأثر والا يعتبر اي تصريح ادلي به او يدلي به مسؤول في البيت الابيض منحازا». واضاف: «يمكن لبوتين اضعافنا تماما كما يحاول اضعاف اوروبا اذا بدأنا نقبل بمفهوم ترهيب الصحافة او توقيف معارضين او التمييز بحق افراد لعقيدتهم او لمظهرهم».
مشاركة :