قال المدرب جابرييل ميلتو عشية استقالته من منصب المدير الفني لنادي اندبيندينتي الأرجنتيني أول أمس السبت، أنه قرر التنحي عن منصبه بعد ستة أشهر من توليه إياه، مؤكدا أنه سيظل يتذكر طوال حياته الفترة، التي قضاها بين جدران هذا النادي. وقد يكون ما قاله ميليتو هو نفس ما تفوه به المدربين الـ 23، زملاء ميليتو، الذين استقالوا أو أقيلوا من مناصبهم خلال عام 2016 داخل 80 بالمئة من أندية دوري الدرجة الأولى الأرجنتيني. ويعتبر ميليتو هو رابع المدربين الراحلين عن اندبيندينتي منذ مجيء رئيس النادي، القيادي النقابي البارز لسائقي الشاحنات، هوجو مويانو، في منتصف .2014 وكان عمر دي فليبي هو أول الراحلين عن اندبيندينتي خلال تلك الحقبة، بعدما صعد به إلى دوري الدرجة الأولى، ليأتي من بعده المدربان خورخي الميرون، الفائز مؤخرا بالدوري الأرجنتيني مع لانوس في الموسم الماضي، وماوريسيو بيليجرينو، الذي يتولى حاليا تدريب نادي ديبورتيفو الافيس في أسبانيا. وبعد ذيوع خبر استقالة ميليتو، أحد أيقونات نادي اندبيندينتي، طالبت جماهير النادي باستقالة الرئيس مويانو، وطالبوا اللاعبين بعدم الانتظام في صفوف الفريق. ولا يحدث هذا الأمر عادة في كرة القدم، حيث من الدارج والمألوف في كثير من الأحيان أن تمارس الجماهير أو أنصار النادي المعروفين بتشددهم "أولتراس"، الضغط على المدربين ليرحلوا. وعلى جانب آخر، قال المدرب كريستيان دياز بنبرة ساخرة عندما قرر الاستقالة من منصب المدير الفني لنادي أوليمبو في الرابع من كانون أول/ديسمبر الجاري: "أشكر أولتراس على زيارتهم الأخيرة للتدريبات وعدم تقديم المساندة لنا". وتعد النتائج السيئة والخلافات مع إدارات الأندية أو النزاعات مع اللاعبين أبرز الأسباب وراء حمى استقالات المدربين، التي تجتاح الكرة الأرجنتينية. وقال ريكاردو كاروسو لومباردي، الذي استقال من منصب المدير الفني لهوراكان قبل أسبوعين: "اللاعبون تجابوا معي دائما ولم أرغب في أن يقعوا في المشاكل، الفريق كان متجانسا ورائعا ولكن إذا لم تحقق الفوز تبدأ المشكلات في الظهور". وكاروسو لومباردي هو ثاني المديرين الفنيين لهوراكان خلال عام 2016، فقد سبقه إلى هذا المنصب المدرب إدواردو دومينجيز. وحل نيستور أبوزو بديلا مؤقتا لكاروسو في منصب المدير الفني لهوراكان، ولكن إدارة النادي تعاقدت مع خوان مانويل ازكونزابال، الذي سيتولى المهمة الفنية للفريق مطلع .2017 وقبل التحاقه بالجهاز الفني لفريق هوراكان بأيام قليلة، استقال ازكونزابال من منصب المدير الفني لأتلتيكو توكومان. واستعانت أندية تيمبرلي وراسينج وسارمينتو وبيلجرانو واندبيندينتي هذا العام بخدمات العديد من المدربين، بواقع مديرين فنيين لكل فريق. ويبقى ريفر بليت الفريق الوحيد من بين الأندية الكبيرة في الدوري الأرجنتيني، الذي احتفظ بمدربه، مارسيلو جايردو، الذي ظل في منصبه طوال 30 شهرا، توج خلالها ريفر بليت بستة من أصل ثمانية ألقاب محتملة. ورغم ذلك، أثار جايردو الشكوك حول استمراره مع ريفر بليت، عندما أعلن يوم الجمعة الماضي أنه يحتاج لبضعة أيام لاتخاذ قرار حول مستقبله، بعدما قاد فريقه للتويج ببطولة كأس الأرجنتين، بالإضافة إلى التأهل إلى بطولة كأس ليبيرتادوريس 2017، وهي البطولة، التي توج بلقبها في .2015 وخاض ناديا بوكا جونيورز وسان لورينزو هذا العام تجربة تغيير المدربين، حيث حل جويمو باروس سكوليتو في منصب المدير الفني لبوكا جونيورز على حساب أدولفو أروبارينا، بينما استعان سان لورينزو بخدمات دييجو أجويري وبابلو جويدي. واحتفظت ستة أندية فقط من أصل 30 ناديا في الدوري الأرجنتيني بمدربيهم بدون تغيير منذ مطلع العام الجاري: وهم ريفر بليت (جايردو) واستوديانتيس (نيلسون فيفاس) ولانوس (خورخي الميرون) وباتروناتو (روبين فوريستيو) وتايريز (فرانك كوديلكا) وجودي كروز (سيباستيان مينديز). بيد أن مينديز أعلن رحيله عن النادي مع بداية عام .2017 وينضم إلى قائمة المدربين الراحلين عن مناصبهم هذا الموسم في الكرة الأرجنتينية، المدرب المخضرم خيراردو مارتينو، الذي قرر ترك منصب المدير الفني لمنتخب الأرجنتين الأول في السادس من يوليو الماضي. وتقدم مارتينو باستقالته بعد تسعة أيام من سقوط الأرجنتين أمام تشيلي في نهائي بطولة كوبا أمريكا المئوية، وسط صعوبات ضخمة واجهته لإعداد الفريق لخوض منافسات دورة الألعاب الأولمبية 2016 في ريو دي جانيرو، والتي أقصيت الأرجنتين من منافسات الدور الأول بها. ورحل مارتينو عن المنتخب الأرجنتيني تاركا منصبه للمدرب ادجاردو باوزا، الذي ثارت الكثير من الشكوك حول إمكانية استمراره مع الفريق، الذي تولى قيادته في الخامس من أغسطس الماضي.
مشاركة :