لم تتعرض قناة فضائية لهجوم متواصل مثل ما تتعرض له قناة العربية. الحرب الشرسة عليها تستخدم فيها جميع الأسلحة المشروعة وغير المشروعة وبأساليب أغلبها غير شريفة، وعبر منافذ مختلفة، مواقع إنترنت وخطب ومقالات تتهجم على العربية وموظفيها بل وحتى مشاهديها. اتهمت العربية بالخيانة والكفر! حتى وصل الأمر للتعرض لأعراض العاملين والعاملات فيها. الهجوم الشرس أو بالأحرى الكره الكبير الذي يظهره البعض للعربية هو نتاج لآيدولوجيات يحملها بعضهم ولا يعجبه الخط الإعلامي للقناة لذلك يكرهونها. هم يكرهون العربية لأنها ترفض رعاية الرسالة الدموية للجماعات المتطرفة، وهم يكرهونها لأنها ترفض بث الأكاذيب والفتن التي يرغبون بترويجها، ويكرهونها أيضاً لأنها جاءت خياراً وبديلاً أكثر اعتدالاً من بعض القنوات الإخبارية المؤدلجة التي عبثت بالعقل العربي كثيراً وجعلت منه بوقاً يردد شعارات لا يجني من ورائها إلا الضياع. يكرهون العربية لأنها نجحت في تصحيح المفردات الإعلامية التي كانت بعض الوسائل الإعلامية ترددها وكانت السباقة لاستخدام لفظ انتحاري وجماعات انتحارية للإرهابيين بدلاً من نضالية، يكرهونها لأن العربية جاءت كأداة إعلامية هادئة ومتخصصة تقدم الحدث بتغطية موضوعية وواضحة لا تعتمد على آراء تقدم في صورة صراخ ومعارك. العربية أعادت بعض الهدوء الذي افتقده المشاهد العربي وقدمت صياغة حقيقية للإعلام الناضج المبني على نقل الوقائع كما هي بدون الانحياز لموقف أو جهة أو حزب مؤكدة على أن الإعلام ليس له إلا نقل الصورة كما هي ويقف على الحياد من الأحداث. لذلك كله يكرهون العربية، وأيضاً لأنها قامت بتعرية الكثير من الخفايا التي كان البعض يتحصّن بها وصنعوا من خلالها لأنفسهم بطولات وهمية. إنهم يكرهونها لأنها تدار بعقول مستنيرة ومبدعة ونحن أمة تغتال مبدعيها وتقصيهم وتنتقص من جهدهم. وأقول لخصومها: أرجوكم استمروا في كرهكم للعربية فهذا الكره زادها شعبية ومتابعة وأصبحت القناة الأكثر انتشاراً وتوهجاً..
مشاركة :