الجيش السوري يحض آخر المسلحين والمدنيين على مغادرة حلب

  • 12/20/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

حض الجيش السوري اليوم الثلاثاء، آخر المقاتلين والمدنيين المحاصرين في بعض أحياء حلب الشرقية على مغادرتها تمهيدا لإعلان سيطرته على كامل المدينة، في انتصار يعد الأبرز لدمشق منذ بدء النزاع قبل نحو ست سنوات. وأعلنت روسيا الثلاثاء اتفاقها مع إيران وتركيا خلال اجتماع ثلاثي في موسكو على أهمية «توسيع»، وقف إطلاق النار في سوريا، مبدية استعدادها للعب دور الضامن في محادثات سلام مرتقبة بين النظام والمعارضة. وتمهيدا لإعلان سيطرته على كامل المدينة، قال مصدر عسكري سوري لـ«فرانس برس» الثلاثاء، إن «الجيش أطلق نداء عبر مكبرات الصوت لمن تبقى من المسلحين والمدنيين الراغبين بالمغادرة، للخروج من الأحياء الشرقية في حلب». وأضاف، أنه إثر ذلك «من المفترض أن يدخل الجيش لتنظيف المنطقة بعد خروجهم». وفيما كان من المتوقع استكمال إجلاء المدنيين الثلاثاء، لم تخرج إلا عشر حافلات صباحا من شرق حلب، وفق اللجنة الدولية للصليب الأحمر، فيما كانت عشرات الحافلات دخلت خلال النهار إلى آخر جيب تحت سيطرة الفصائل المقاتلة. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، لـ«فرانس برس»، إن الحافلات كانت تنتظر إشارة للخروج بعد التأكد من خروج حافلات تقل سكانا من بلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتين والمحاصرتين من الفصائل المقاتلة في محافظة إدلب (شمال غرب)، والمشمولتين بالاتفاق. وبحسب عبد الرحمن، فإن نحو عشرين حافلة دخلت الثلاثاء إلى البلدتين من دون أن تخرج منهما، ولم تتضح بعد أسباب ذلك. وفي منطقة الراشدين تحت سيطرة الفصائل المعارضة غرب حلب، شاهد مراسل «فرانس برس» ثماني حافلات متوقفة وعلى متنها المئات من المدنيين الآتين من الفوعة وكفريا بانتظار إكمال سيرها إلى حلب الغربية. ونقل عن مقاتل في المكان قوله، إن الحافلات تنتظر إجلاء دفعة ثانية من الأحياء الشرقية لحلب لإكمال طريقها. وتحدثت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا»، عن «تأخير فى إخراج الدفعة الأخيرة»، من شرق حلب جراء ما وصفته بـ«خلافات بين المجموعات الإرهابية ومنعهم دخول حافلات تقل دفعة جديدة، من كفريا والفوعة إلى حلب». وبحسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر، تم إجلاء «750 شخصاً»، من الفوعة وكفريا حتى الآن فقط. وإلى جانب المقاتلين والمدنيين من حلب، يشمل اتفاق الإجلاء وفق الفصائل المقاتلة، إخراج أربعة آلاف شخص من الفوعة وكفريا، إضافة إلى 1500 آخرين من مدينتي مضايا والزبداني المحاصرتين من قوات النظام في ريف دمشق. «حالات تعيسة» .. ومنذ بدء عملية الإجلاء الخميس، أحصت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إجلاء 25 ألف شخص من شرق حلب، وفق ما قالت إنجي صدقي المتحدثة الإعلامية باسمها لـ«فرانس برس» الثلاثاء، مشيرة إلى «آلاف» ما زالوا ينتظرون إجلاءهم داخل حلب. وتوقع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الثلاثاء، انتهاء عملية الإجلاء «خلال يوم أو اثنين» كحد أقصى. وتأتي عمليات إجلاء المحاصرين من مدنيين ومقاتلين من حلب بموجب اتفاق روسي تركي إيراني، بعد سيطرة قوات النظام السوري على معظم الأحياء الشرقية التي كانت تحت سيطرة الفصائل منذ العام 2012، تاريخ انقسام المدينة بين الطرفين. وبدأت عملية الإجلاء الخميس قبل أن يتم تعليقها لأيام ثم استئنافها في الساعات الأولى من يوم الإثنين. ومن بين الذين تم إجلاؤهم ليل الإثنين الثلاثاء، وفق صدقي، «14 جريحا في حالة طبية حرجة»، فيما غادر جرحى آخرون هذا الصباح على متن الحافلات باعتبار أن وضعهم يسمح بنقلهم فيها». ووصف مدير منظومة الإسعاف في ريف حلب الجنوبي بشار ببور، حالات الأشخاص الذين تم إجلاؤهم صباحا، بـ«التعيسة». وقال، «الجميع يعانون من البرد»، مضيفا، أنه شاهد «عجوزا ينزل من الباص وهو يرتجف» من شدة البرد. وأوضح، أن غالبية المغادرين يطلبون «الطعام والمياه والبطانيات». وشاهد مراسل «فرانس برس» من منطقة الراموسة جنوب حلب، النقطة التي تسلكها الحافلات أثناء خروجها من المدينة، جنودا وضباطا سوريين يمشون في المنطقة وآخرون يتجمعون حول إطارات مشتعلة للتدفئة. وقال أكرم وهو جندي سوري، «آمل أن يكون اليوم آخر يوم لخروج المسلحين، لأننا موعودون بإجازة واستراحة في حال انتهت العملية اليوم». وكان العديد من الأشخاص ينتظرون خروج أقربائهم. وقال نهاد سيخ (55 عاما)، وهو سائق سيارة أجرة لـ«فرانس برس»، «انتظر خروج أخي البالغ من العمر سبعين عاما من شرق حلب». وأضاف، أن شقيقه صعد على متن الحافلة منذ ساعات ولكنها ما زالت تنتظر إشارة الانطلاق. «ضمان» مفاوضات السلام .. ومع قرب انتهاء عمليات الإجلاء، يستعد النظام السوري لإعلان سيطرته على كامل مدينة حلب، في انتصار يعد الأكبر لدمشق، بدعم رئيس من حليفتها روسيا. لكنها تشكل في المقابل ضربة قاسية للمعارضة السورية التي سيصعب عليها تعويض خسائرها. في موسكو، أعلن الوزير الروسي سيرجي لافروف، في بيان مشترك إثر انتهاء اجتماع مع نظيريه الإيراني والتركي، أنهم «اتفقوا على أهمية توسيع وقف إطلاق النار وإتاحة إدخال المساعدات الإنسانية وتنقل المدنيين على الأراضي السورية». وقال، إن «إيران وروسيا وتركيا مستعدة للمساعدة في التحضير لاتفاق بين الحكومة السورية والمعارضة وللعب دور الضامن». وذلك غداة إعلان المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا، أن الأمم المتحدة تنوي الدعوة إلى جولة جديدة من المفاوضات في جنيف في الثامن من فبراير/ شباط. وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الثلاثاء، على مواصلة التعاون مع روسيا، «في مختلف المجالات وخصوصا حول سوريا»، مضيفا، «لن نسمح على الإطلاق بتدهور علاقاتنا مع روسيا»، غداة مقتل سفير موسكو لدى أنقرة برصاص شرطي تركي.

مشاركة :