الجيش السوري يحض آخر المسلحين والمدنيين على مغادرة حلب

  • 12/21/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

حض الجيش السوري أمس الثلثاء (20 ديسمبر/ كانون الأول 2016) آخر المقاتلين والمدنيين المحاصرين في بعض أحياء حلب الشرقية على مغادرتها تمهيداً لإعلان سيطرته على كامل المدينة، في انتصار يعد الأبرز لدمشق منذ بدء النزاع قبل نحو ست سنوات. وأعلنت روسيا أمس (الثلثاء) اتفاقها مع إيران وتركيا خلال اجتماع ثلاثي في موسكو على أهمية «توسيع» وقف إطلاق النار في سورية، مبدية استعدادها للعب دور الضامن في محادثات سلام مرتقبة بين النظام والمعارضة. وتمهيداً لإعلان سيطرته على كامل المدينة، قال مصدر عسكري سوري لـ «فرانس برس» أمس إن «الجيش أطلق نداءً عبر مكبرات الصوت لمن تبقى من المسلحين والمدنيين الراغبين بالمغادرة، للخروج من الأحياء الشرقية في حلب». وأضاف أنه إثر ذلك «من المفترض أن يدخل الجيش لتنظيف المنطقة بعد خروجهم». وفيما كان من المتوقع استكمال إجلاء المدنيين أمس (الثلثاء)، لم تخرج إلا عشر حافلات صباحاً من شرق حلب وفق اللجنة الدولية للصليب الأحمر، فيما كانت عشرات الحافلات دخلت خلال النهار إلى آخر جيب تحت سيطرة الفصائل المقاتلة. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن لـ «فرانس برس» إن الحافلات كانت تنتظر إشارة للخروج بعد التأكد من خروج حافلات تقل سكاناً من بلدتي الفوعة وكفريا والمحاصرتين من الفصائل المقاتلة في محافظة إدلب (شمال غرب) والمشمولتين بالاتفاق. وبحسب عبد الرحمن، فإن نحو عشرين حافلة دخلت أمس إلى البلدتين من دون أن تخرج منهما ولم تتضح بعد أسباب ذلك. وفي منطقة الراشدين تحت سيطرة الفصائل المعارضة غرب حلب، شاهد مراسل «فرانس برس» ثماني حافلات متوقفة وعلى متنها المئات من المدنيين الآتين من الفوعة وكفريا بانتظار إكمال سيرها إلى حلب الغربية. ونقل عن مقاتل في المكان قوله إن الحافلات تنتظر إجلاء دفعة ثانية من الأحياء الشرقية لحلب لإكمال طريقها. وتحدثت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» عن «تأخير في إخراج الدفعة الأخيرة» من شرق حلب جراء ما وصفته بـ «خلافات بين المجموعات الإرهابية ومنعهم دخول حافلات تقل دفعة جديدة (...) من كفريا والفوعة إلى حلب». وبحسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر، تم إجلاء «750 شخصاً» من الفوعة وكفريا حتى الآن فقط. وإلى جانب المقاتلين والمدنيين من حلب، يشمل اتفاق الإجلاء وفق الفصائل المقاتلة، إخراج أربعة آلاف شخص من الفوعة وكفريا، إضافة إلى 1500 آخرين من مدينتي مضايا والزبداني المحاصرتين من قوات النظام في ريف دمشق. حالاتهم «تعيسة» ومنذ بدء عملية الإجلاء الخميس، أحصت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إجلاء 25 ألف شخص من شرق حلب، وفق ما قالت المتحدثة الإعلامية باسمها، إنجي صدقي لـ «فرانس برس» أمس (الثلثاء)، مشيرة إلى «آلاف» ما زالوا ينتظرون إجلاءهم داخل حلب. وتوقع وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف أمس انتهاء عملية الإجلاء «خلال يوم أو اثنين» كحد أقصى. وتأتي عمليات إجلاء المحاصرين من مدنيين ومقاتلين من حلب بموجب اتفاق روسي تركي إيراني، بعد سيطرة قوات الجيش السوري على معظم الأحياء الشرقية التي كانت تحت سيطرة الفصائل منذ العام 2012، تاريخ انقسام المدينة بين الطرفين. «ضمان» مفاوضات السلام ومع قرب انتهاء عمليات الإجلاء، يستعد الجيش السوري لإعلان سيطرته على كامل مدينة حلب، في انتصار يعد الأكبر لدمشق، بدعم رئيس من حليفتها روسيا. لكنها تشكل في المقابل ضربة قاسية للمعارضة السورية التي سيصعب عليها تعويض خسائرها. في موسكو، أعلن الوزير الروسي سيرغي لافروف في بيان مشترك إثر انتهاء اجتماع مع نظيريه الإيراني والتركي أنهم «اتفقوا على أهمية توسيع وقف إطلاق النار وإتاحة إدخال المساعدات الإنسانية وتنقل المدنيين على الأراضي السورية». وقال إن «إيران وروسيا وتركيا مستعدة للمساعدة في التحضير لاتفاق بين الحكومة السورية والمعارضة وللعب دور الضامن». وذلك غداة إعلان المبعوث الدولي الخاص إلى سورية، ستافان دي ميستورا أن الأمم المتحدة تنوي الدعوة إلى جولة جديدة من المفاوضات في جنيف في الثامن من فبراير/ شباط. وأكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان الثلثاء على مواصلة التعاون مع روسيا «في مختلف المجالات وخصوصاً بشأن سورية» مضيفاً «لن نسمح على الإطلاق بتدهور علاقاتنا مع روسيا» غداة مقتل سفير موسكو لدى أنقرة برصاص شرطي تركي.

مشاركة :