وقعت المؤسسة العامة للحي الثقافي «كتارا» صباح أمس الثلاثاء اتفاقية تعاون ثقافية مع المعهد الثقافي العربي في واشنطن وذلك بحضور كل من سعادة الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا والدكتور جون ديوك انتوني رئيس المعهد الثقافي العربي في واشنطن دي سي. وبهذه المناسبة، قال سعادة الدكتور خالد بن ابراهيم السليطي، المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا: «إن الاتفاقية تأتي مكملة لسلسلة الاتفاقات التي تم توقيعها مع مجموعة من المؤسسات والمنظمات الثقافية العربية والدولية هذه السنة وفي مقدمتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو، ومعهد العالم العربي في باريس، بالإضافة إلى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو). وأشار مدير عام كتارا إلى أنّ أهمية هذا التعاون ينطلق من كونه يساهم في تأسيس علاقة دائمة ومنتظمة من شأنها أن تعزز دور كتارا في إثراء الساحة الثقافية والمعرفية العربية والدولية، مبيناً أن هذه الاتفاقية تتماشى مع الأهداف الاستراتيجية التي تعمل عليها كتارا والساعية إلى بناء الشراكات مع المؤسسات الثقافية الخليجية والعربية والدولية للمساهمة في النهوض بالثقافة بكل مفرداتها وأشكالها. وأوضح أن هذه الاتفاقية وغيرها من الاتفاقيات التي تمت تفعيلها مع المؤسسات الثقافية الكبرى ستعمل على تطوير سبل التعاون الثقافي والمعرفي والإعلامي، وتبادل الخبرات والمعلومات من خلال برامج محددة وإطلاق المبادرات وإقامة الأنشطة والفعاليات التي ترتكز على تفعيل العمل الثقافي وترسيخ المعرفة والانفتاح على العالم. من جهته، قال الدكتور جون ديوك أنتوني، رئيس المعهد الثقافي العربي في واشنطن دي سي: «إن الاتفاقية مع كتارا تهدف إلى تعزيز العلاقات الثقافية بين قطر ودول الخليج والعالم العربي من جهة والمؤسسات الثقافية والمعرفية في الولايات المتحدة الأميركية من جهة أخرى». وأضاف د.أنتنوني أن المؤسسة العامة للحي الثقافي «كتارا» في قطر أصبحت اليوم من أهم المؤسسات الثقافية في العالم العربي وأكثرها نشاطاً وتأثيراً، التي قد تسهم من خلال هذه الشراكة في مساعدة المعهد فيما يقوم به من التعريف بالثقافة العربية وإسهاماتها الحضارية والإنسانية من شرقها وغربها وهو ما ينعكس إيجابا في تغير الصورة النمطية عن العرب في المنظور الغربي. وأضاف د.أنتوني أنّ برنامج «النموذج لجامعة الدول العربية» Model Arab League الذي يتم تنظيمه بشكل مستمر في مدن الولايات المتحدة الأميركية وفي دول الخليج وعواصم مختلفة من الدول العربية يعتبر من أكثر البرامج التعليمية شعبية من بين البرامج التي تتمحور حول تعميق الحوار والتفاهم والتقارب بين الأميركيين والعالم العربي ويهدف إلى إعداد قادة المستقبل من الجيل الجديد وخريجي المعاهد العلمية والدبلوماسية وطلبة الجامعات العريقة. وفي ختام كلمته أكد الدكتور أنتوني أن العام القادم سيشهد انطلاقة كبيرة، فهناك العديد من الأنشطة والفعاليات التي سيتبناها المعهد الثقافي العربي في واشنطن. كما سيتم التركيز على إقامة الفعاليات الثقافة الخليجية العربية بالتحديد، وتعزيز برنامج تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، بالإضافة إلى الاحتفاء والتكريم لمجموعة من الشخصيات والقيادات والرموز التي ساهمت في إثراء الساحة الثقافية بجهودها وانجازاتها في دول الخليج والعالم العربي بشكل عام. وفي الختام تبادل الطرفان الدروع التذكارية تقديراً لأهمية التعاون المشترك من أجل إثراء الساحة الثقافية الخليجية والعربية والعالمية. الجدير بالذكر أن الدكتور جون ديوك أنتوني، بالإضافة إلى ترؤسه المعهد الثقافي العربي في واشنطن دي سي، فهو يعمل حالياً في اللجنة الاستشارية للسياسة الاقتصادية العالمية بوزارة الخارجية الأميركية، ومستشاراً ومحاضراً منتظماً في شؤون شبه الجزيرة العربية والخليج العربي في وزارة الدفاع ومجموعة من مراكز التفكير والمعاهد العلمية الأميركية العريقة. ويذكر أنّ د.أنتوني حاصل على شهادة الدكتوراه في العلاقات الدولية ودراسات الشرق الأوسط من كلية جونز هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة (SAIS) في واشنطن دي سي. وهو عضو في المجلس الاستشاري لدراسات الشرق الأوسط، ومعهد أمين ريحاني. كما عمل أستاذاً جامعياً مشاركاً وأستاذاً زائراً، وأستاذاً مساعداً في الجامعة الأميركية في القاهرة، وفي مركز الدراسات العربية المعاصرة بجامعة جورج تاون، وكلية أولش للخدمة الخارجية، ومركز أكسفورد للدراسات الإسلامية، وجامعة بنسلفينيا، جامعة فيرجينيا، وجامعة تكساس وغيرها وللدكتور أنتوني مجموعة كبيرة من الكتب والمقالات، كما نشر العديد من الدراسات والبحوث العلمية والتي تتعلق بالمصالح العربية -الأميركية ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والعالم الإسلامي. وهو يشغل أيضاً رئيس تحرير المجلة الفصلية الشهيرة التي يصدرها المجلس الوطني «The Council Chronicle». السليطي: الاتفاقية تهدف إلى مدِّ جسر التواصل الحضاري أكد خالد بن ابراهيم السليطي، المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا أن هذه الشراكة العالمية مع المعهد الثقافي العربي في واشنطن، تهدف إلى بناء جسر من التواصل الثقافي والحضاري بين العالم العربي والشعب الأميركي والمؤسسات الثقافية التي تعمل في أهم وأكبر عاصمة مؤثرة في العالم في واشنطن دي سي. وهي أيضاً تسعى إلى إرساء أرضية مشتركة للتبادل الثقافي والتفاهم وتعزيز القيم الإنسانية المشتركة، وتبني برامج ثقافية وفنية وتعليمية يتحقق من خلالها فهم أعمق للثقافة والحضارة العربية والإسلامية، وإيجاد تعاون فاعل ومستمر لإجراء الحوارات والنقاشات وإقامة البرامج والأنشطة والفعاليات عبر تنظيم أنماط مختلفة من المحاضرات التعليمية والندوات العلمية، وورش العمل، وبرامج دعم اللغة العربية لغير الناطقين بها، وعقد المؤتمرات الثقافية الدولية. المعهد الثقافي يساهم في زيادة فهم الأميركيين للعالم العربي أشار د.أنتوني إلى أنّ المعهد الثقافي العربي في واشنطن، يسعى أن يكون نموذجاً مثالياً لعرض وتقديم الحضارة والثقافة العربية لشعوب شمال وجنوب أميركا، وأكد أنّ الرسالة التي يقوم عليها المعهد الثقافي العربي تأتي مكملة للجهد الذي انطلق من تدشين مجلس العلاقات الامريكية العربية، وتهدف بالدرجة الأولى إلى زيادة وعي الأميركيين ومعارفهم وفهمهم للعالم العربي، والشرق الأوسط وشمال إفريقيا والعالم الإسلامي بشكل عام، من خلال تبني البرامج والمشاريع والإصدارات الإعلامية، وتأليف الكتب العلمية والمطبوعات التعريفية، وعقد الفعاليات والأنشطة المتنوعة، وإقامة المشاريع الثقافية والتعليمية والبرامج التي تهدف لبناء القدرات القيادية التي عقدت مجموعة منها في دولة قطر.;
مشاركة :