السلطات الالمانية تواجه انتقادات بعد اعتداء برلين

  • 12/22/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

برلين (أ ف ب) - تشهد المانيا جدلا متصاعدا حول خلل في عمل السلطات بعد الاعتداء بشاحنة على سوق في برلين تبين ان المشتبه به الرئيسي فيه كان معروفا بانه اسلامي متطرف قد يكون خطرا ولم يتم توقيفه. وفي هذا الاطار، اعلنت شبكتا تلفزيون المانيتان ان شرطة مكافحة الارهاب الالمانية اوقفت اربعة اشخاص في مدينة دورتموند (غرب) على علاقة بمنفذ الاعتداء على الارجح. وقال ارمين لاشيت احد مسؤولي الاتحاد الديموقراطي المسيحي حزب المستشارة الالمانية انغيلا ميركل بشأن الثغرات التي منعت توقيف انيس العامري "ليس هذه هي الطريقة لضمان امن المانيا". واضاف في تصريحات للاذاعة العامة ان "المعلومات التي لدينا عن الطريقة التي عملت بها السلطات تشكل صدمة". بدأت الشرطة الالمانية الاربعاء، اي بعد يومين على الاعتداء الذي اوقع 12 قتيلا في سوق للميلاد في برلين وتبناه تنظيم الدولة الاسلامية، عملية بحث على المستوى الاوروبي عن التونسي انيس العامري (24 عاما) الذي رفض من قبل طلب لجوء تقدم به. واعلنت السلطات الالمانية الخميس ان ستة من القتلى المان، موضحة انه عرفت هوية قتيلة سابعة هي اسرائيلية. - نقاط خلل كثيرة - الى جانب الانتقادات حول سياستها السخية في استقبال المهاجرين، اصبح على المستشارة انغيلا ميركل مواجهة الجدل حول الخلل في عمل السلطات على مختلف المستويات بشأن مراقبى المشتبه به الرئيسي الذي تبحث عنه كل الاجهزة الامنية في البلاد. وقال ستيفان ماير المسؤول في حزب ميركل ايضا ان قضية العامري يؤكد الثغرات في النظام القائم "كما لو اننا ننظر اليه بمكبر". وقد عثر على محفظته واوراقه في الشاحنة التي اقتحمت مساء الاثنين سوقا بمناسبة عيد الميلاد. لكن رجال الشرطة ركزوا طوال نهار الثلاثاء على مشتبه به باكستاني، تمت تبرئته والافراج عنه في نهاية المطاف. والعامري معروف من قبل شرطة جهاز مكافحة الارهاب والنيابة. وخلال الجزء الاكبر من 2016 وضع تحت المراقبة في برلين للاشتباه بانه كان يعد لعملية سطو من اجل شراء اسلحة اوتوماتيكية وتنفيذ اعتداء. وتم التخلي عن التحقيق في غياب ادلة دامغة. وقد رفض طلب اللجوء الذي تقدم به لكن عملية ابعادة عطلها بلده. وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الاميركية انه كان معروفا من قبل السلطات الاميركية ايضا بسبب اتصاله لمرة واحدة على الاقل مع تنظيم الدولة الاسلامية وقيامه بعمليات بحث على الانترنت من اجل صنع متفجرات. وعنونت صحيفة "بيلد" الشعبية "فشل اجراءات ابعاد" بينما تحدثت صحيفة "دي فيلت" المحافظة عن "اخطاء". وعبرت مجلة "دير شبيغل" عن دهشتها. وكتبت على موقعها الالكتروني ان "السلطات كانت تراقبه ونجح مع ذلك في الاختفاء". وقالت الصحيفة المحلية "دارمشتيتر ايكو" ان احد المشاكل هو تعدد الصلاحيات والسلطات في دولة فدرالية. وتساءلت "لماذا شخص مثل المشتبه به التونسي تمكن من لعب لعبة القط والفأر مع السلطات المكلفة ابعاده؟". واضافت "لان النظام الفدرالي يمثل خطرا على الامن، اذا كان لا يعي مشاكله". وكتبت صحيفة "سود دويتشه تسايتونغ" ان "الامر استغرق بعض الوقت قبل ان تلتفت الشرطة الى العامري وتعتبره مشتبها به". - اعادة فتح سوق عيد الميلاد - بعد ثلاثة ايام على الاعتداء، يبدو ان الشرطة لا تملك اي فكرة عن المكان الذي قد يكون مختبئا فيه. وقد عرضت مكافأة قدرها مئة الف يورو لتوقيفه. ونقلت صحيفة "دي فيلت" عن محقق طلب عدم كشف هويته ان الشاب المطارد والمسلح على الارجح "هرب". وخلال عملية دهم في مدينة دورتموند، قامت الشرطة بتفتيش شقتين "وتوقيف اربعة اشخاص"، كما قالت شبكتا التلفزيون "في دي ار" و"ان-تي في" على موقعيهما على الانترنت. وذكرت "ان-تي في" ان الاشخاص الاربعة عم اقرباء للمشتبه به التونسي. وتقع دورتموند في مقاطعة رينانيا شمال فيستفاليا (غرب) حيث عاش الشاب التونسي والمعروفة بانها تضم عددا كبيرا من الناشطين السلفيين. وقام نحو مئة شرطي صباح الخميس بعملية دهم ثانية بعد تفتيش جرى الاربعاء لمركز لايواء اللاجئين في غرب المانيا في ايميريش حيث اقام الرجل قبل اشهر، كما ذكرت وكالة الانباء الالمانية. وتم تفتيش شقتين في برلين مساء الاربعاء من دون جدوى. وعلى الرغم من كل ذلك، تحاول برلين استئناف حياتها الطبيعية. وقد سمحت الشرطة باعادة فتح سوق عيد الميلاد قبيل ظهر الخميس. وقال المسؤولون في السوق ان "اتخاذ هذا القرار لم يكن سهلا في وضع كهذا". واحتراما لذكرى الضحايا، منعت انارة اضواء الميلاد والحفلات الموسيقية. وسيرفع الستار عن لوحتين تكريما للضحايا.

مشاركة :