الشارقة: محمد ولد محمد سالم انطلقت مساء أمس الأول بقصر الثقافة في الشارقة، الدورة الثانية عشرة من مهرجان الإمارات لمسرح الطفل، وحضر الافتتاح إسماعيل عبدالله رئيس مجلس إدارة جمعية المسرحيين الإماراتيين، رئيس المهرجان، وحبيب غلوم مدير المهرجان، ومسرحيون وجمهور غفير من الأسر وأطفالهم، وأعلن في البداية عن أسماء أعضاء لجنة التحكيم التي يترأسها إبراهيم سالم، وتضم في عضويتها كلا من: حميد سمبيج، وخالد البناي، وياسر سيف، وفيصل الدرمكي. تعكف اللجنة خلال أيام المهرجان على النظر في ستة عروض هي التي قبلت في منافسات هذا العام وهي: ملكة الثلج لجمعية دبا الحصن للثقافة والتراث والمسرح، من إعداد جمال الصقر وإخراج مبارك ماشي، ومسرحية بابا بارني لمسرح دبي الأهلي من تأليف عبدالله صالح وإخراج عبدالله بن لندن، ومغامرات كتاب لمسرح رأس الخيمة الوطني، من تأليف حميد فارس وإخراج محمد حاجي، وطرزان للمسرح الحديث بالشارقة، تأليف سلطان بن دافون وإخراج عمر الملا، وسارة والغراب الجاهل لمسرح دبي الشعبي تأليف أحمد الماجد وإخراج محمد سعيد السلطي، وسلوم والبوكيمون لمسرح الفجيرة، تأليف مها حميد وإخراج صابر رجب. وشهد حفل الافتتاح تكريم شخصية المهرجان لهذا العام، وهو الفنان الممثل عبدالله مسعود، وصاحب مسيرة فنية بدأت على خشبة المسرح منذ بداية التسعينات، وتطورت لتشمل التمثيل والكتابة والديكور، ما أعطاه حضورا قويا على الساحة المسرحية الوطنية. كما عرضت أيضا في ليلة الافتتاح مسرحية ملكة الثلج وبدأت باستعراض غنائي راقص تحث فيه كلمات الأغنية التي كتبها أحمد الماجد على التعاون من أجل الحفاظ على المدينة، وعلى الاستفادة من قطع الثلج في بناء المساكن، وصناعة أشياء مفيدة لحياة المجتمع، ثم تغير المشهد، ليصبح داخل قصر ملكي حيث تدخل الفتاة آناابنة الملك على أختها ألسا، وتوقظها لكي تذهب معها للعب، وتبدو ألسا متكاسلة، لكنها حين تذكر لها أنهما ستصنعان رجل الثلج تهب ألسا من نومها، وتخرج مهرولة معها، ويصنعان رجل ثلج، وأثناء اللعب به، تحرك ألسا يدها في الهواء في اتجاه آنا فتصاب آنا بتجمد، وتصرخ ألسا طالبة النجدة من أبويها، اللذين يحملان الفتاة إلى المعالج، فيعالجها، بدوائه الخارق، ويقول لهم: إن ما حدث هو بسبب قوة خارقة في يدي ألسا تستطيع تجميد كل شيء، وأن هذه القوة ستزداد كلما كبرت، وينصحهم بالحذر عليها، وعندما يعود الملك إلى قصره، يغلق على ألسا غرفتها، ويمنعها من الخروج، ويحذر الجميع من فتح بابها أو الدخول إليها. يموت الملك وزوجته بتدبير سري من أمير ودوق من أتباعهما، وتصبح ألسا ملكة، ويخدع الأمير آنا التي تقبل بالزواج منه، لكن ألسا ترفض ذلك الزواج وتتشاجر مع أختها، وتغادر القصر مخافة أن تؤذيها بقوتها الشريرة، وتتبعها آنا لتعيدها إلى قصرها، وأثناء حديثهما، تشير ألسا إلى أختها بيدها خطأ فيتجمد قلبها، ويأخذها الدليل، إلى المعالج الذي يخبرهم أن دواءها الوحيد هو أن تحب حبا صادقا، فيحملها الدليل فورا إلى الأمير، لكن الأمير الذي تولى إدارة المملكة بعد مغادرة ألسا لها، وقد اطمأن بأن المملكة أصبحت له، يرفض الزواج من آنا، وكان قد جلب ألسا، وسجنها، لكنها تقطع السلاسل وتهرب من السجن، فيتبعها يريد قتلها، وأثناء محاولته قتلها، تتدخل آنا المريضة فترتمي على أختها لكي تحميها من ضربة سيفه، فيستقر السيف في جسم آنا، فينظر إليها الأمير فإذا هي آنا، فيصاب بالصدمة لأنه قتلها بالخطأ، لكن آنا لا تموت، وإنما تسقط في يدي أختها للحظات، ولا تلبث أن تعود واقفة نشطة، ليقول لنا تابعها، إنها وصلت إلى الحب الحقيقي، عندما أرادت أن تفدي أختها بنفسها، وهذا الحب الحقيقي هو الذي أذهب التجمد عن قلبها، وجعلها تعود نشطة، وتعانق أختها، التي تعود ملكة. وهنا ينفضح أمر الأمير والدوق، وتأمر ألسا بسجنهما، ومحاكمتها، فيأخذان إلى السجن مكبلين بأغلال العار والخديعة. وقد انعكس طول العرض أيضا على الممثلين الذين لم يؤدوا أدوارهم بشكل جيد، وكان هناك ضعف في بعض الأحيان لدى بعضهم. وظف مبارك ماشي كل إمكاناته الإخراجية والسينوغرافية لكي يقدم عرضاً باهراً، وقد استغل تقنية شاشة العرض بذكاء، فأغنته عن الكثير من الديكور، فعكس عن طريقها أجواء مختلف الأماكن التي تدور فيها الأحداث، كمشاهد القصر من الداخل، وأجواء البحر، والجبال الثلجية، وغيرها، كما وظف الأغاني والرقص بشكل يتناسب مع الأحداث، لكن العرض طال أكثر من اللازم، واتسم بالمشاهد السريعة التي تمر كالبرق الخاطف، فتشوش بكثرتها ذهن المتلقي، وكان يمكن دمج الكثير منها أو الاستغناء عنها بالحوار حتى تصبح المسرحية محكمة سريعة الإيقاع، ويبدو أن المخرج كان واقعا تحت تأثير مشاهد المسلسل الكرتونيملكة الثلج المأخوذ عن نص المسرحية، ففي أغلب المشاهد محاكاة لذلك المسلسل، حتى أزياء وأشكال الشخصيات تشبهه، وقد حد هذا من قدرة المخرج على التفكير الحر، وإعطاء بصمته الخاصة.
مشاركة :