انطلاق الدورة 13 لمهرجان الإمارات لمسرح الطفل في قصر الثقافة

  • 12/23/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة: عثمان حسن تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، انطلقت مساء أمس الأول بقصر الثقافة في الشارقة، فعاليات الدورة 13 لمهرجان الإمارات لمسرح الطفل، والذي تتنافس على جوائزه 8 عروض مسرحية، ويختتم في 29 من الشهر الجاري.وقد اشتمل حفل الافتتاح الذي حضره عبدالله العويس، رئيس دائرة الثقافة، وإسماعيل عبدالله، أمين عام الهيئة العربية للمسرح، رئيس المهرجان، والدكتور حبيب غلوم، مدير المهرجان، على عرض شريط فيديو يوثق لمسيرة المهرجان منذ انطلاقته عام 2005، وتكريم شخصيتي المهرجان؛ الفنانة الإماراتية مريم سلطان، والفنان الفلسطيني الراحل ذيب داؤود.بدأت الفنانة مريم سلطان، التمثيل عام 1976، وهي قامة فنية كبيرة، كان لها وما يزال حضورها النوعي وبريقها اللافت وأداؤها الساحر على الخشبة، وهي عضو مؤسس في مسرح الشارقة الوطني منذ 1976، وعضو مؤسس في مسرح دبي الشعبي، وفي جمعية المسرحيين، وحصلت على العديد من الجوائز في مهرجانات خليجية وعربية، أهمها جائزة أفضل ممثلة في «الإمارات لمسرح الطفل» عام 2010، عن دورها في عرض «مدينة العسل» للشارقة الوطني.أما الراحل ذيب داؤود، فشارك خلال مسيرته الفنية العامرة بالعطاء في كثير من العروض، وكان صديقاً مخلصاً للجميع، وشارك في مسارح الأطفال والكبار، غير أن انتماءه كان لفرقة المسرح الحديث، ومن أعماله اللافتة في مسرح الكبار «صرخة» و«مجرد دمى»، و«خلطة ورطة» و«شيطان البحر»، وفي مسرح الطفل «سعود نينجا»، و«بستان المحبة» و«مريوم والسنافر»، و«الصندوق» و«القراصنة الضحكون»، و«البطاريق تغني» وغيرها.واشتمل الحفل على تكريم فرقة مسرح الشارقة الوطني، وتسلمها الفنانان المخضرمان أحمد الجسمي، والدكتور محمد يوسف، بوصفها الفرقة الفائزة بجائزة جمعية المسرحيين في دورتها الأولى.كما تم التعريف بلجنة التحكيم المشكلة من الأعضاء: الحسن النفالي من المغرب، وعبدالله مسعود وعبد الرحمن الملا من الإمارات، ومصطفى رشيد و هيفاء حسين من البحرين، إضافة إلى لجنة تحكيم الأطفال وهي: العنود طارق المازمي، وأمل جاسم المشيري، ونورة نبيل الحوسني.تلا ذلك عرض مسرحية «الجائزة»، من إنتاج فرقة المسرح الحديث في الشارقة، وهي من تأليف الكاتب العراقي أحمد الماجد، وإخراج عمر الملا، وبطولة: نيفين ماضي، وبدور «حرير»، وأحمد ناصر «عنكب»، وفيصل علي «عنعن»، وطلال محمود «دعسوق»، وخليفة البحري «حرشوف»، وبدرية آل علي «عنكبوتة»، وعفراء المهيري «رفيف»، وباسل التميمي «هبهوب»، وسالم القرص «كنعون»، وعبدالله محمد «فروش»، والطفل خالد أحمد بدور «شرنوف»، إضافة إلى صالح أصغر البلوشي، ومحمد دهقاني، وعبدالله الشحي. وقد أنجز العمل فريق فني مكوّن من: محمد جمال؛ مصمم إضاءة، وميرزا المازمي (توزيع وتلحين موسيقي)، وميلانا رسول (تصميم أزياء)، وفارس الجداوي (تصميم ديكور)، وخليفة البحري (تصميم رقصات)، و شارك مؤلف المسرحية في كتابة أغانٍ العرض، وصمم ياسر سيف الماكياج.ثنائية الخير والشر هي الفضاء الذي تدور فيه أحداث المسرحية، بالتركيز على المضامين الإيجابية، كالتعاون والمحبة والصداقة، حيث اختار المؤلف أن تدور أحداث عرضه في بيئة جاذبة للأطفال، من عالم العناكب والفراشات، ومن خلال «جائزة» يتنافس عليها فريقا (الحشرات والعناكب)، وهي جائزة البيئة الأنظف والأجمل، يبرز فريق الفراشات باعتباره يمثل الجانب الإيجابي، فيما ينزع فريق العناكب، إلى الشر وحياكة المؤامرات للإيقاع بهذه الفراشات الجميلة، وبدا واضحاً أن الشخصية المحورية التي تمارس فعل الشر هي «عنكب»، هذه الشخصية التي تستدرج «عنعن» وهي في الأصل شخصية مركبة بين الخير والشر، لكن «عنكب» ينجح في استمالته إلى جانبه، فيسلك دروب صديقه، ويمعن في أذى الفراشات، ومن خلال كثير من الأحداث والمواقف يعود «عنعن» إلى رشده، ويساعد الفراشات للقضاء على الشر.على الجانب الآخر، هناك فريق الفراشات، الذي يستعد لقدوم مولودة جديدة، تولد من الشرنقة، فتبرز شخصية «فروش» الذي يتدخل في ما لا يعنيه، ليسهم في ضياع الفراشة الصغيرة، وتضل طريقها نحو حديقة العناكب، وهنا يقوم «عنكب» باستغلالها لكي تدب الفتنة بين بيئتي الفراشات والعناكب، كما تبرز شخصيات إيجابية من كلا الطرفين وهي: «حرشوف» القوي، و«حرير» المحبة للخير، و«رفيف» الطيبة، و«هبهوب» الذي يمثل الضمير الخفي ويعيد المخلوقات إلى رشدها، إضافة إلى الدور الذي تمثله شخصية «دعسوق» حارس الحديقة، ومنظم الجائزة من أجل تقديم الأفضل والحفاظ على بيئة نظيفة، وهؤلاء جميعاً ينجحون في إخماد نار الشر، وعزل «عنكب» وكشف ألاعيبه، وطرده من الحديقة. الإخراج بذل مخرج المسرحية جهداً لافتاً، لجهة توظيف عناصر السينوجرافيا، من ديكور، وأزياء، وإضاءة، وماكياج في تصميم وتنفيذ مشهدية لافتة، أوحت ببيئة الفراشات والعناكب، هذه الزخرفة المشهدية على الخشبة أوحت بالفضاء الدرامي للنص، فكان للإضاءة على وجه الخصوص دور لافت في هذا الإطار، بما وفرته من مساحات ملونة على كامل خشبة العرض، وبما وفرته من مساقط ضوئية عمودية، وظفت بمهارة لتخدم للعرض الذي قدم إبهاراً بصرياً ملوناً، إضافة إلى تلك الحركات الراقصة التي صاحبتها فقرات غنائية منتقاة بعناية، مما ولد شعوراً فنياً وتذوقاً جمالياً ملحوظاً.المؤثرات الصوتية، لعبت هي الأخرى دوراً موازياً في خدمة العرض، وكذلك التمثيل كان له دور في تقديم عرض يناسب شريحة الأطفال، فمعظم الشخصيات قدمت أداء رشيقاً في الحركات، وأضاء هذا كله على الشخصيات وأدوارها.

مشاركة :