وما أدراك ما السياسة؟ | محمد أحمد مشاط

  • 12/24/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يقول: لن نبتعد عن الحقيقة إن قلنا بأن الغالبية العظمى من البالغين في الشعوب العربية - كما يبدو - يفهمون في السياسة، ومداخلها، ومخارجها، أكثر من أي سياسي محترف! ويعرفون سيناريوهات إبداعية لا يمكن أن يتصورها، أو أن تخطر على ذهن ذلك السياسي المحنّك! ولا تكف تلك التحليلات، والتوقعات، والحلول السياسية، في كل القضايا الإقليمية والعالمية في الجلسات، والمقاهي، والصالونات، ومناطق العمل والترفيه، وفي منصات التواصل الاجتماعي. ويرى إنها حالة من «الفيروس» العربي الشرق أوسطي الذي لا يكف عن التنظير، والتخيّل، ومن ثم التصديق. وأن هذه الظاهرة السياسية عندنا، لا تماثلها أي حالة عالمية. فقد عرف من متابعته لمختلف الشعوب غير العربية، بأن متابعتهم السياسية معتدلة في الغالب، بل غير دقيقة وغير لصيقة، بل ويمكن القول بأنها غير مهتمة في معظم الأحيان. وبالطبع هناك استثناءات، ولكن ما يشير إليه هنا هو هذه «الظاهرة» السياسية المطبوعة ببروز واضح في جيناتنا. ويروي بأن أغرب الأمثلة على عدم المتابعة السياسية لدى الشعب الأمريكي، ما شاهده على التلفاز حين سأل مراسل صحفي أحد المترشحين من الحزب الجمهوري عن رأيه لما يجري في حلب؟ فقال المترشح: ماذا تعني بكلمة حلب؟ فاستغرب الصحفي كيف لا يعرف مرشح لمنصب سياسي كبير في الولايات المتحدة، أن هناك مدينة في العالم اسمها حلب. ويضيف راوينا: ونحن بدورنا نتساءل إن كان هذا السياسي المحترف الذي لو فاز في الانتخابات لتبوأ منصباً عالياً وحساساً؛ لا يعرف ولا يهتم ولا يتابع موضوعاً عالمياً مثل هذا. فكيف إذن ستكون متابعة أو اهتمام المواطن الأمريكي العادي للقضايا العالمية؟ ثم يقول: ليس المطلوب هنا لأن نكون مثل الأوروبيين أو الأمريكيين فلا نبالي ولا نهتم لأن هذا محال، وذلك لأننا منذ أكثر من سبعين سنة قد تقاذفتنا السياسة والمكائد والحروب في هذه المنطقة، فمن الطبيعي أن نتأثر بها ومنها. فلا بأس إذن بالقليل من السياسة نقضِّي بها الوقت، ولكن العمل الجاد فيها لا بد أن يفعله الذين يحترفونها. m.mashat@gmail.com

مشاركة :