ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة !!

  • 12/26/2016
  • 00:00
  • 23
  • 0
  • 0
news-picture

قال أمير الشعراء احمد شوقي : وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا المثل العربي يقول (تمخض الجبل فولد فأرا) ونقصد هنا قرار مجلس الأمن بإدانة سياسة الاستيطان في الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية التي دأب على انتهاجها الكيان الصهيوني منذ مابعد حرب الأيام الستة في سنة 1967 بهدف قضم وضم ماتبقى من الأراضي الفلسطينية وذلك بموافقة 14 دولة في مجلس الأمن وامتناع الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت تستخدم حق الفيتو في أي قرار يدين إسرائيل وهو ما اعتبره البعض انتصارا للقضية الفلسطينية. مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس المسؤول عن ملف المفاوضات مع إسرائيل صائب عريقات اعتبر يوم التصويت هو حدث تاريخي غير مسبوق وإنجاز للسلطة الفلسطينية لأن لأول مرة يدين مجلس الأمن الكيان الصهيوني. كان رد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سريعا وحاسما فقد قرر مراجعة العلاقات مع هيئة الأمم المتحدة والقطع الفوري للتمويلات عن خمس هيئات تابعة للأمم المتحدة عقابا لمجلس الأمن على اتخاذ قرار يدين سياسة الاستيطان الإسرائيلية والجدير بالذكر أن إسرائيل منذ إعلانها كدولة في سنة 1948 بعد قرار التقسيم الشهير رقم 181 لم تنفذ أي قرار لمجلس الأمن. نعتقد أن الضجة التي صاحبت القرار مبالغ فيها فهو قرار لاتلتزم فيه إسرائيل والمعروف أن أي قرار يصدر من مجلس الأمن غير ملزم ما لم يكون تحت الفصل السابع تماما كقرار تحرير الكويت حيث يكون مصحوبا بعقوبات وجدول زمني وعدم تطبيقه يعطي الحق لمجلس الأمن باستخدام القوة وهو ما لا ينطبق على القرار الأخير الذي أدان الكيان الصهيوني . هناك مقولة مشهورة للزعيم المصري الخالد جمال عبدالناصر وهي (ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة) وقالها بعد هزيمة سنة 1967 حيث بدأت حرب الاستنزاف مباشرة بعد الحرب واستمرت إلى 6 أكتوبر 1973 حيث اندلعت حرب العبور واستطاعت مصر بالقوة استرجاع شبه جزيرة سيناء التي احتلتها إسرائيل ولو استجاب الرئيس الفلسطيني آنذاك ياسر عرفات وكذلك الرئيس السوري في ذلك الوقت حافظ الأسد لدعوة الرئيس المصري الراحل أنور السادات رحمه الله بالتفاوض المباشر مع إسرائيل في منتجع كامب ديفيد لكان العرب استعادوا كل الأراضي المحتلة ونقصد سيناء والجولان والضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية ولكن اتخذت القمة العربية قرارا مدمرا وهو مقاطعة مصر واتهام الرئيس المصري أنور السادات بالخيانة وعقد صلح منفرد مع إسرائيل وهو ما تسبب في ضياع الجولان والقضية الفلسطينية. إن الكيان الصهيوني لا يفهم إلا لغة القوة وهو لا يحترم ولا يعترف بقرارات مجلس الأمن حتى لو كانت بالإجماع لأنه بكل بساطة من يتحكم في مجلس الأمن هي الخمس دول دائمة العضوية وهي الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وكلها لها علاقات مع إسرائيل وهي عاجزة عن مواجهتها كونها الابنة المدللة لأمريكا. إن القضية الفلسطينية تراجعت كثيرا ولم تعد لها الأولوية كما كانت في السابق وكل ذلك بسبب المؤامرة الصهيونية المجوسية على الدول العربية وإدخال المنطقة في نفق مظلم تحت مسمى ثورات الربيع العربي التي هي مؤامرة مكشوفة لإعادة رسم خريطة المنطقة وتقسيمها إلى دويلات حتى يسهل ابتلاعها ونهب خيراتها وتنفيذ الجزء الثاني من اتفاقية سايكس بيكو التي رسمت خريطة جديدة للمنطقة يجري اليوم نفسها ورسم خريطة جديدة أخرى مكانها تحت سمع وبصر مجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة وكل الهيئات والمنظمات العالمية لأننا نعيش في غابة البقاء فيها للأقوى وليس لقرارات مجلس الأمن التي سوف تمزقها إسرائيل وترميها في مزبلة مجلس الوزراء الإسرائيلي ولاعزاء للشعوب العربية التي تحولت إلى لاجئين بسبب ضعف الأنظمة العربية العاجزة عن حماية شعوبها. أحمد بودستور

مشاركة :