يا فخامة الرئيس.. الوعود وحدها لا تكفي!

  • 3/30/2014
  • 00:00
  • 39
  • 0
  • 0
news-picture

كان بودي قبل أن يغادر فخامة الرئيس الأميركي "باراك أوباما" أراضي المملكة في ختام الزيارة التي التقى خلالها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، أن يمكن الإعلام السعودي من الاستماع إلى إيجاز من فخامته حول الضمانات التي قدمتها واشنطن للرياض لترجمة وعودها من أقوال إلى أفعال في عدد من الملفات الهامة والحساسة في المنطقة. التطمينات التي قدمها أوباما للسعوديين في زيارته، -وخصوصا ما يخص منها الملف النووي الإيراني- جيدة، ولكن الأهم من وجهة نظري أن يكون لرسائل الطمأنة تلك، قاعدة ضمانات تجنب تعميق الفجوة بين البلدين وتحديدا لناحية الملفات العادلة، التي أظهرت الولايات المتحدة إزاءها مواقف أقل ما يمكن وصفها بـ"المتخاذلة". لا يمكن لأحد أن يزايد على متانة وصلابة العلاقات التي تربط بين الرياض وواشنطن. فتلك العلاقات وعلى الرغم من الأزمات العاصفة التي مرت بها إلا أنها تجاوزتها بـ"أقل الأضرار"، ويمكن الخلوص إلى تلك النتيجة بقراءة سريعة لتصريحات أي من المسؤولين السعوديين أو الأميركيين عن مستوى وطبيعة تلك العلاقة، ناهيك عن الاتصالات التي تتم على مستوى القيادتين في أي من الأزمات التي تضرب المنطقة. ولكن، هل يتوقع أكثر المتفائلين أن تعود العلاقات بين البلدين إلى أوجها في ظل المواقف الأميركية الحالية. الواقع يقول إن السعوديين لم يبخلوا على صديقتهم أميركا بالنصح في الكثير من الملفات، ولكن الحليفة كانت تصم آذانها. وما الحالة العراقية على سبيل المثال وتقديم العراق الدولة للإيرانيين على طبق من ذهب في عهد الرئيس السابق جورج بوش الابن، إلا خير دليل على ذلك. العقدة تكمن في أن أوباما جاء على تركة ثقيلة خلفها له سلفه في البيت الأبيض، الذي خاض غمار حربين في سنوات قليلة، والنتيجة لا أفغانستان سلمت، ولا العراق ازدهرت. يجب على المسؤولين الأميركيين أن يعوا جيدا أنه ليس المطلوب منهم أن يكونوا "مقاتلين" على الدوام ولا "مسالمين" على الدوام. فواشنطن كقوة عظمى ومؤثر في المنطقة، يراد منها "العدالة" وليس غير العدالة شيء. الواضح أن واشنطن ومن خلال مواقفها المترددة في الموضوع السوري لا تزال تشعر بخطأ ما ارتكبته بحق كل من كابول وبغداد، ولكن هل يعقل أن يكون ذلك على حساب إرادة شعب تم إبادة جزء منه بالسلاح الذي حذرت أميركا منه واعتبرته خطا أحمر؟.. وهل يمكن أن تقود واشنطن جهود سلام يُقوّض بشكل يومي على يد المحتل الإسرائيلي عبر تضخم السرطان الاستيطاني واستفحال مساعيه الرامية إلى "تهويد القدس"؟ وهل يمكن أن تعقد أميركا صفقات سرية مع الإيرانيين على حساب أمن ومصالح الخليجيين؟ وهل يمكن أن تتبنى الولايات المتحدة كقوة عظمى علاقة مع جماعة ثبت تورطها بالإضرار بأمن مصر؟ كثير من الأسئلة كان بودي أن يجيب عنها أوباما قبل أن يستقل طائرته الرئاسية.

مشاركة :