ملف السياسة الخارجية... في أيدٍ أمينة - مقالات

  • 12/27/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

في خضم كل هذا الصراع حولنا، لا بد لنا من فهم دقيق لواقع بلدنا من أجل تجنيبه ويلات ودمار جرتها على نفسها شعوب ودول حولنا، فالصراعات المسلحة والانقسامات الطائفية والنشاطات الارهابية على أشدها، وفي ظل هذا كله لا بد لنا من البحث عن الوصفة المناسبة للحد من انعكاس كل هذا على بلدنا الصغير المسالم! تلك الوصفة تبدأ بتشخيص المشكلة، والمشكلة حولنا هي في صراع دولي اقليمي لا يبدو أن لبلدنا فيه مصلحة مباشرة، بل ربما نكون من الدول القليلة التي ارتكز وجودها على الساحة العالمية بمقدار مساهمتها في إرساء دعائم الأمن والسلام الاقليمي والعالمي، وعليه فلا يقف الموضوع على عدم استفادتنا مما يحدث حولنا من نزاعات وحسب، بل إن استمرارها في حد ذاته هو مما لا يخدم مصالحنا الوطنية واستقرارنا الداخلي. تلك الحقيقة كانت ولا تزال محل نظر القيادة السياسية التي ما فتئت تهيب بالمواطنين التركيز على شؤون الوطن وترك موضوع السياسة الخارجية للبلاد لعناية القيادة العليا التي أثبتت على الدوام قدرة كبيرة على قراءة الواقع ومتغيرات السياسة العالمية والتعامل معها بشكل يحفظ للبلد أمنه وسلامته. هذه القراءة ترتكز على اعتبارات عدة، أهمها الفهم الدقيق لعوامل استقرار البلدان الصغيرة في محيط اقليمي ملتهب، كما تأخذ في عين الاعتبار موضوع النسيج الاجتماعي الداخلي وكيفية تحصينه ضد ارتدادات الواقع الاقليمي، مع ضرورة اتباع سياسة التقارب مع كل اللاعبين الرئيسيين على المسرح الاقليمي والدولي إن سمحت الظروف لذلك. لهذا كله، علينا جميعاً أن نعي خطورة التناول غير المسؤول للصراعات الدائرة حولنا، فالصراع كبير وهو أضخم من مشاعرنا التي يسهل التلاعب بها تحت شعارات الدين والطائفة، والانسانية أحيانا! في «الزمانات»... اختار اجدادنا هذه الأرض ليستقروا بها ويبنوا على أرضها بيوتهم، وقبلها أحلامهم وآمالهم، اختاروا هم هذه الأرض التي توسموا فيها كل الخير، وعلينا جميعا أن نستمر في رعاية تلك الأحلام النبيلة التي رأت في هذه الأرض متسعا لنا جميعا... فهل نعي ذلك؟ alkhadhari@gmail.com Twitter: @dralkhadhari

مشاركة :