حركة «داعش» الإرهابية، قامت قبل أسبوع تقريباً بحرق جنديين تركيين وهما أحياء. وقبلها بنحو عامين، أحرقت الطيار الأردني معاذ الكساسبة، مستندة في حرقها للبشر إلى فتاوى بعض مشايخ السلفية، والذين أجازوا ذلك صراحة، هذا عدا إجازتهم لقتل الوالدين والأقربين، في حال لم يتبعوا مذهبهم ومسلكهم غير السوي، والمغال والخارج عن الملة. فالتكفير والتبديع والتفسيق ديدنهم، إن لم تتبع أهواءهم فأنت زنديق، كافر، إلى آخره، من صفات يرفضها ديننا الحنيف ويعاقب عليها في شدة. فالإسلام يعني التسليم إلى أمر الله، وطاعته. الإسلام هو السلام مع النفس، ومع الغير، هذا هو الإسلام الحقيقي، لا السلفية التي زرعت الكراهية، والتكفير، ومحاربة الآخرين بناء على الظنون، والشكوك، حتى أحالوا حياة الناس إلى جحيم لا يطاق. فأي دين هذا الذي تنتمي إليه جماعة «داعش» الإرهابية؟ السلفية مذهب مخالف للسنة، ولا صلة له بها بتاتاً، وهذه هي الحقيقة المُرّة التي لا يريد أتباعه سماعها، فهذا المذهب تأسس تحديداً على يد ابن تيمية، واندثر، لولا إحياؤه مجدداً في صحراء الجزيرة العربية، قبل قرنين من الزمان، وما فعله أتباعه من حروب، ومجازر بحق أهل الإسلام، وقتلتهم المشهورة لعثمان بن معمَر، أمير منطقة العيينة في محراب المسجد، وفي صلاة الجمعة، وهذه موثقة، وغيرها من أمور يندى لها الجبين. وإن أردت عزيزي القارئ الاستزادة من مؤامرات وجرائم هؤلاء الخوارج المغالين، فما عليك سوى البحث عن كتاب الشيخ سليمان بن عبدالوهاب، رحمه الله، الذي كشف غلو هؤلاء قبل مئتي عام، ودعوتهم التكفيرية الدموية! خلاصة القول:على الدول الخليجية أن تنتهج نهج دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، التي استأصلت مسمى السلفية التكفيرية من الوجود، وشددت على الوسطية والتسامح، واحترام معتقدات الآخرين، التي دعانا إليها ديننا الحنيف، وعدم التعرض إلى أصحابها بسوء. twitter:alhajri700
مشاركة :