أكدت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا اليوم (الثلثاء) أن الحديث عن رحيل الأسد أصبح من الماضي، موضحةً أنه لم يعد هناك من يتحدث عن رحيله باستثناء المعارضة الأكثر تشدداً «المتطرفون والإرهابيون»، تزامناً مع إعلان موسكو أن تخفيف الولايات المتحدة القيود على إمداد المعارضة ببعض أنواع الأسلحة «عمل عدائي». وطالبت زاخاروفا في مؤتمر صحافي وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون بتغيير خطابه السياسي حول سورية البعيد من الواقع، واستغربت من إصراره على رحيل بشار الأسد. وقالت: «أتفهم جيداً أن جونسون ليس ديبلوماسياً محترفاً، لكن لا يجوز أن يصل لمثل هذا الحد». وأضافت: «حتى إن لم يكن بوريس جونسون على علم بذلك، لم يعد هناك من يتحدث عن (رحيل الأسد) باستثناء المعارضة الأكثر تشدداً: المتطرفون والإرهابيون. أما زملاء جونسون، فقد غيروا خطابهم في هذا الشأن». يأتي ذلك فيما نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان قوله إن طهران «ستدرس السماح لروسيا باستخدام قاعدة همدان الجوية مجدداً إذا طلبت موسكو ذلك». وأفاد دهقان بأن بلاده تدرس إمكان إرسال مستشارين عسكريين إلى مدينة حلب السورية إذا لزم الأمر. وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال إن الحكومة السورية تجري محادثات مع المعارضة قبيل اجتماع أوسع نطاقاً محتمل في أستانة، في حين أعلنت الهيئة العليا للمفاوضات أن لا علم لها بالمحادثات. ونفى عضو الهيئة جورج صبرا إجراء محادثات مع الحكومة السورية، وأكد: «لا علم لنا بوجود اتصالات بين المعارضة والنظام السوري. بالتأكيد ليس لنا علاقة بهذا الموضوع». وذكر مصدر ديبلوماسي أن ممثلين عن الجيشين الروسي والتركي يجرون مشاورات مع المعارضة السورية في أنقرة في شأن كيفية إنجاح وقف محتمل لإطلاق النار على مستوى البلاد، بحسب ما قالت وكالة الإعلام الروسية. وفي وقت سابق، وصفت زاخاروفا قرار الرئيس الأميركي باراك أوباما تخفيف القيود على إمداد المعارضة ببعض انواع الأسلحة بأنه «عمل عدائي يهدد سلامة طائرات روسيا الحربية وأفراد جيشها»، موضحةً أن «هذا القرار يهدد طائرات سلاح الجو الروسي والعسكريين والديبلوماسيين الروس وسفارتنا في دمشق التي تعرضت مرارا للقصف، لذلك نعتبر هذه الخطوة عدائية». وأكد البيان أن القانون الأميركي الذي يسمح بتزويد المعارضة السورية بأسلحة مثل منظومات مضادة للصواريخ والطائرات «لا يستبعد التعاون مع روسيا، إذا كان ذلك «يخدم مصلحة الأمن الأميركي، خصوصاً في مجال الرقابة على الأسلحة وتأمين إجراء العمليات في أفغانستان (...) إن مثل هذا الموقف مضر، وسورية خير دليل على ذلك، لأن واشنطن تخلت هناك عن التعاون المتكامل مع روسيا ضد (الإرهابيين)». من جهتها رحبت «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة من الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) بالقرار، معربةً عن أملها في الحصول على صواريخ مضادة للطائرات. وقال الناطق باسم القوات طلال سيلو: «على رغم عدم امتلاك داعش طائرات حربية إلا أن قواته تريد أنظمة مضادة للطائرات محمولة على الكتف لحماية نفسها من أي أعداء في المستقبل». من دون توضيح من هم هؤلاء الأعداء. لكنه أكد أنه لا يوجد حالياً أي مواجهة بين «قوات سورية الديموقراطية» والحكومة السورية وداعميها الروس. إلى ذلك، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن لديه أدلة على أن قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة تقدم دعماً لجماعات إرهابية في سورية بما في ذلك تنظيم «داعش» و«وحدات حماية الشعب الكردية» و«حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي. وتابع أردوغان في مؤتمر صحافي بالعاصمة التركية أنقرة: «يتهموننا بدعم داعش»، لكنهم «هم من يقدمون الآن الدعم لجماعات إرهابية، منها داعش ووحدات حماية الشعب الكردية وحزب الاتحاد الديموقراطي. هذا واضح جداً. لدينا أدلة مؤكدة بالصور والتسجيلات المصورة». ميدانياً، تواصل قوات النظام السوري قصفها وادي بردى الخاضع لسيطرة المعارضة في ريف دمشق، في إطار هجوم بدأ الأسبوع الماضي لاستعادة السيطرة على هذه المنطقة الاستراتيجية التي يسري فيها ينبوع رئيسي تستمد منه العاصمة معظم إمداداتها من المياه. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن المياه القادمة عبر أنابيب من الوادي جرى قطعها عن العاصمة على أن تبقى مقطوعة لثلاثة أيام مقبلة. وتقول قوات النظام إن «الفصائل الموجودة في عين الفيجة في الوادي الواقع شمال غربي دمشق، قامت بسكب مادة الوقود «المازوت» ومواد أخرى في الأنابيب التي تضخ المياه نحو دمشق، فيما نفت الفصائل الموجودة في منطقة الوادي صحة هذه المعلومات، معتبرة إياها «عارية من الصحة، وادعاءات لتبرير عمليات النظام العسكرية في قرى وبلدات وادي بردى». وأضاف المرصد أن «مناطق في بلدة كفربطنا الواقعة في غوطة دمشق الشرقية تعرضت للقصف، من دون معلومات عن خسائر بشرية». وأفاد مقاتلون في المعارضة وسكان اليوم بأن القصف طاول عدداً من البلدات في منطقة الوادي الذي يقع على بعد حوالى 18 كيلومتراً شمال غربي العاصمة في إطار هجوم كبير بدأه الجمعة الماضي، وتابعوا أن «الحرس الجمهوري وميليشيات حزب الله اللبنانية يسيطران على الطرق المؤدية إلى البلدات في الوادي ومنحدرات الجبال المحيطة في المنطقة». وقال سكان إن القتال تركز أمس على قرية بسيمة على طرف الوادي حيث يسعى الجيش وحلفاؤه للتوغل أكثر في جيب يضم عشر قرى يقطنها ما يقدر بـ100 ألف شخص. وإلى جانب ينبوع المياه الرئيس في وادي بردى تقع المنطقة على الطريق من دمشق إلى الحدود اللبنانية التي تعمل بمثابة خط إمداد لميليشيات «حزب الله»، وقال شهود إن «القصف الجوي تسبب في خروج محطة ضخ المياه الرئيسة لينبوع عين الفيجة من الخدمة»، وينقل خط إمداد تحت الأرض في المنطقة حوالى 65 في المئة من المياه إلى أحياء دمشق. من جهة اخرى قال «المرصد» إن أحد أبرز قياديي تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في سورية المعروف بأبو جندل الكويتي قتل لدى محاولة مقاتلي التنظيم إخراج «قوات سورية الديموقراطية» من قرية جعبر، بعدما انتزعت السيطرة عليها من المتشددين أمس.
مشاركة :