الالتزام بالأنظمة المرعية دليل على وعي المجتمع واحترامه لأنظمة بلاده في الداخل والخارج، وينقل صورة مشرفة عن مجتمعه. والأمة التي لا تحترم أنظمتها أمة مخلخلة الالتزام، وضعيفة المفاهيم، وقصيرة النظر، وقليلة الإنتاجية، لا ترقى إلى أن تكون قدوة يقتدى بها في تسيير شؤون الحياة بصورة لا نتوءات تعترضها، ولعل من الأنظمة المقياس التي تواجه المرء في تنقلاته بين أقطار العالم، ويشعر بها ميدانيًّا هي أنظمة المرور، فإذا لاحظ المراقب الواعي بأن الحركة المرورية تسير بصورة إنسيابية لا خلل ولا تجاوز فيها، اتّضح أنه -قسرًا- يحترم أنظمتها، فلا تجاوزات تربك الحركة، وقد تتسبب في أذى الآخرين، فيشعر المراقب بالمسؤولية الاجتماعية اتجاه هذا النظام أو ذاك، فيقف إلى ذاكرته المثل الدارج (ياغريب كن أديب)، وإذا واجه العكس في الحركة المرورية فيردد (مع الخيل يا شقراء)، فيتحلل من روح الانضباطية، ويسير كما يسير القوم. وما نشاهده يوميًّا في كل مكان في مدن المملكة وطرقاتها خير مثال بعدم التزامنا بالأنظمة المرورية بصورة تفرض احترام والتزام الوافدين بالنظام المروري بالمملكة، فنرى منهم العجب العجاب في اختراق الأنظمة المرورية، بالتجاوزات، وقطع الإشارات، ومعاكسة السير، ورمي المخلّفات في الطرقات، وطمس بعض أرقام السيارات؛ هروبًا من مخالفات (ساهر)، وارتكاب مخالفات قاتلة، وخاصة إطلاق العنان للسرعة في المدن وخارجها. وسبب كل هذه المخالفات المرورية من الوافدين هو عدم احترام بعض شبابنا لأنظمة المرور، وتراخي بعض رجال المرور، مع أن وسائل الرقابة الإلكترونية لا تبقي حجة لرجل المرور، ولكن غياب الوعي الوطني، وعدم الالتزام الاجتماعي، وعدم احترام الأنظمة تجرّئ الكثير على التجاوزات المرورية، فمن أمن العقوبة أساء الأدب. والله المستعان.. وقـفـة: فلا والله ما في العيش خير ولا الدنيا إذا ذهب الحياء إذا لم تخش عاقبة الليالي ولم تستحي فافعل ما تشاء (أبو تمام) f-d-aljohani@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (41) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :