يتنى عميلٍ له يخيّط ثيابه - عبد العزيز المحمد الذكير

  • 3/31/2014
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

العنوان جزء من شطر شعر عامي يقول: مقعَدِه بالحسا ماهوب صيده جِفالي = مير يتنى عميلٍ له يخيّط ثيابه. وكلمة "يتنى" مفردة نجدية بحتة تعني "ينتظر" – أي إن المحبوب لم يكن ناكراً للمحبة والقرب، لكنه ينتظر خياطاً بالحسا(الأحساء) يتعامل معه عادة، ويُفضله، كي يُسلمه ملابسه الجديدة. يدل القول دون ريب أن الأحساء "ماركة" زمانها في قص الثياب بأنواعها، وكذلك البشوت. والتفصيل بالأحساء ميزة. والتفصيل مثل الطب، لابد من الشخوص إن لم أقل الترداد. ظن الناس أن فيض الملابس المسبقة الصنع والمستورد منها من الصين، سيُقلل من أهمية اللجوء إلى الخياطين، واستقدام العدد الكبير منهم. كذلك ظن المستثمرون في مجالات التفصيل والخياطة أن تلك الصنعة تجلب الوافر من الرزق. ومرّت علينا مراحل نجد أن من قرر البدء في تلقّف زبائن التفصيل يبالغ في زخرفة المحل، ويعتني بالمترف من الأثاث، حتى ليكاد الداخل يظن أنه في شركة طيران، ووزع البعض منها مجالس اللقاء لتتصف بالخصوصية، بحيث لا يسمع جارك ماذا تتحدث عنه. والبعض يسألك ماذا تحب أن تتناول. وتراهم استأجروا محلات واسعة الأرجاء في شوارع مشهورة. لكنني رأيتُ أن تلك المحلات الفاخرة بدأت تتضاءل وتختفي، ويكتفي الخياطون المستقدمون بدكاكين متواضعة، لكنهم لا يعرضون إلا الأقمشة العادية. ويستحي طالب الامتياز أن يجيب على سؤال صديقه السؤال التقليدي "وين فصّلت؟" ثم تأتي مسألة الموضة أو "الموديل" التي قد تقصر الملابس الجاهزة عن مجاراتها. وقرأتُ تحقيقاً ومقابلة مع محل خياط كويتي في الكويت العاصمة، فقد ابتدع خدمة جديدة لقيتْ قبولاً. وهي أن يعمد إلى إجراء التفصيل أمام الزبون على شاشة حاسب، ويأخذ بالاعتبار أوضاع الموديلات المعاصرة تبعاً لرغبة العميل. ويختار القماش من عينات معروضة. ثم يقوم بإرسال الطلب والمواصفات إلى ألمانيا عبر الإنترنيت، وبعد أيام يصل الطرد جاهزاً للاستلام. ويقول صاحب المشروع إنه وفّر استقدام الوافدين، ورواتبهم وإسكانهم، كذلك فقد ضمن جودة العمل وحرفيته دون أن يقلق عما إذا كان العمال الذين استقدمهم مهرة أو غير ذلك. ودليل نجاح فكرة المشروع أنه افتتح فروعاً في مناطق أُخرى من الكويت.

مشاركة :