كشفت رئاسة مجلس الوزراء في اليمن رصدها محاولات حوثية للتلاعب بمناهج التعليم العام، والعمل على زرع محتويات مذهبية في بعض المواد التعليمية لطلاب الصفوف الأولية بشكل خاص، وطلاب التعليم العام عمومًا. وأكد الدكتور نجيب غلاب، مستشار رئيس مجلس الوزراء اليمني، لـ«الشرق الأوسط» أمس، أن الحركة الحوثية عمدت إلى فرض مناهج خاصة بالحركة في المدارس التي تتم إدارتها من قبل أتباعها. وأضاف أن بعض هذه المناهج تضم محتويات مذهبية بما يخدم الأيديولوجية الحوثية، مشيرًا إلى أن الحوثيين منعوا توزيع مناهج التربية الإسلامية واللغة العربية المعتمدة، وأسندوا للمدرسين اختيار ما يرونه مناسبًا. وقال غلاب: «المناهج التي أعدها أنصار التمرد لم تفرض على جميع مدارس التعليم العام حتى الآن، واقتصرت في العام الدراسي الحالي على المدارس التي يديرها أنصار التمرد، على أن يعمم المنهج الجديد في الموسم الدراسي المقبل، وهو المنهج الذي تم زرع محتويات طائفية مركزة في أجزاء مختلفة منه». وبحسب مصادر تعليمية مستقلة، تواجه مناهج التربية والتعليم في المدن التي يسيطر عليها الحوثيون، مخاطر التطييف المذهبي، في ظل توجهات جدية للجماعة المتمردة في اليمن لإجراء تعديلات على المقررات المدرسية. وكشف المركز اليمني للدراسات والإعلام التربوي (جهة مستقلة)، توجه الحوثيين نحو تعديل مقررات مدارس التربية والتعليم في اليمن، و«تفخيخها بأجندات طائفية»، ما ينذر بمخاطر ثقافية وفكرية على الطلاب الدارسين، الذين لا يزال معظمهم في سن الطفولة. وأمام ذلك، تعمل وزارة التربية والتعليم التابعة للسلطات الشرعية على مقاومة السياسات الحوثية التي تروج لمناهج مذهبية، في حين باشر وزير التربية والتعليم التابع للتمرد، ويدعى يحيى بدر الدين الحوثي، وهو شقيق زعيم التمرد عبد الملك الحوثي، تشكيل لجنة لإعداد المناهج وتهيئة البيئة في الوزارة وقطاعاتها وفي المدارس، للمناهج التي يسعى التمرد إلى فرضها العام الدراسي المقبل. وتنشر الحركة الحوثية بين الحين والآخر نماذج للمناهج التي يتم إعدادها، ويتضح من العينات المسربة أنها تسعى لفرض مناهج لا علاقة لها بالتعليم وتربية النشء، وهي أشبه بالمنشورات الدعائية والتعبوية التي تروج للميليشيات الحوثية وعقائدها السياسية ذات النزعة المتطرفة المتطابقة مع الخمينية. وبحسب مستشار رئيس الحكومة الشرعية في اليمن، عمدت الميليشيات الحوثية إلى إرسال عناصرها إلى المدارس لتعبئة الطلاب والبحث عن مقاتلين، وفرض خطاب سياسي في طابور الصباح متطابق مع سياسات الحركة، فضلاً عن تعمدها إجبار الطلاب على ترديد شعارها. واتهم الحركة الحوثية بأنها ترسل أتباعها إلى الصفوف المدرسية لشرح وعرض الملفات (الملازم) الدراسية التي تمثل المصدر الفكري الوحيد المنقول عن مؤسس الجماعة حسين بدر الدين الحوثي، وتعبئة الطلاب، ودعوتهم إلى القتال. وشكلت المدارس وخصوصا في الأرياف مصدرا أساسيا للمقاتلين، وعمل الحوثيون في بعض المناطق على فرض لجان تابعة لهم على المدارس، وظيفتهم تغيير ذهنية الطلاب ودفعهم إلى جبهات القتال، وتسليحهم، وتحويلهم إلى لجان تابعة لهم في مناطق تواجدهم في قراهم أو حارات المدن الصغيرة.
مشاركة :