شذرات\ د. أميرة علي الزهراني \ «الحمد لله رب العالمين»

  • 12/31/2016
  • 00:00
  • 56
  • 0
  • 0
news-picture

نحن ندرس طلابنا بأن من أدبيات الخطاب على أنماطه كافة، حين يتضمن بين سطوره طلباً من مسؤول، أن نبدأ، ودون مبالغة، بشكر هذا المسؤول والاعتراف بفضله وامتناننا إليه، قبل الشروع في عرض طلبنا. هذا التمهيد النفسي له التأثير الأكبر في إشعار المسؤول بأن قبول طلبنا المعلن، بعد الثناء، هو من تمام فضله علينا، ووافر عطائه. لذلك لا يتردد، غالباً، في الاستجابة للطلب.. ومن هو الإنسان الذي لا يتوق للمدح والثناء مهما كان متخماً بالنعم، والتمجيد ممن حوله!!! عبارات نبدأ بها خطابنا من قبيل: «إن من دواعي سرورنا انتماءنا لهذا المكان».. أو «... نعمل تحت إدارة تحرص على كل ما من شأنه تقديم المستوى المتميز»... أو «نحن ندرك مدى استشعار إدارتنا الموقرة بأهمية تحسين الخدمات والارتقاء بمستوى العمل...»... هذه العبارات وغيرها من الجمل المتأدبة تحدث عظيم الأثر من حيث تحميل المرسل إليه مسؤولية بقائه على الصورة الجميلة التي بدأ بها الخطاب... الشأن كذلك في مجمل خطاباتنا المكتوبة والمنطوقة، التي نحمل من خلالها نوايا الإعلان عن رغبة أو أمنية من الآخر المخاطَب... وخلال تأملي سطور الكتاب الرائع للدكتور إبراهيم الدويش «تكرار الفاتحة: القوة الكامنة!» عثرت على تلك الأدبيات حاضرة وبقوة في تلك السورة العظيمة.. فقبل أن نسأل الله العظيم الهداية التي هي أساس كل فلاح؛ هداية عبور سراط كل توفيق ونجاح في الدنيا والآخرة «اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ» كانت، أولاً، تراتيل ذكر الحمد والتمجيد، والامتنان الوافر لله رب العالمين، «الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ. مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ. إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ»... ولهذا كان قبل كل دعاء بالأمنيات اعتراف مسبق بالحمد لله، والشكر على عظيم نعمه، وتمجيده بما ليق بعظمته سبحانه... ولا يزال القرآن الكريم يعلمنا كل حين من الدروس ما لم نكن نعلمه... سبحانك ربي ما أعظمك...

مشاركة :