بعد انتهاء استجواب الشيخ سلمان الحمود، وزير الإعلام والشباب السابق، تبلور لدى المتابعين للوضع السياسي، كيف سيكون شكل وحال المجلس في المقبل من الأيام. وبعد جلسة الإيداعات المليونية التي كُشف فيها بعض الأسماء وحصل فيها شد وجذب، وتبادل اتهامات، وفتح ملفات شائكة تشكل أزمة حقيقية بين السلطتين، اتضح جلياً لدينا أن هناك بعض النواب ليس لهم سقف محدد بل سيمضون قدماً نحو فتح المزيد من الملفات وإلغاء بعض القوانين، مثل زيادة الكهرباء والبنزين والمطالبة بعودة الجناسي ومراجعة الوثيقة الاقتصادية والتدخل في عمل الحكومة والتهديد باستجواب رئيسها على خلفية الأزمة بين وزير الصحة ووكيلها والتي تسير في اتجاه حل توافقي يتمثل في تقديم الوكيل استقالته ودعم للوزير من قبل مجلس الوزراء.وهذا من شأنه نزع فتيل ازمة معقدة بين السلطتين، وهذا ما نريده جميعاً، فالاستقرار مطلوب في هذه الأوقات من أجل المضي قدماً نحو تحقيق مزيد من القوانين الإصلاحية والتنموية التي يحتاجها البلد ولا يمكن أن تؤجل لأن الوقت لا يحتمل التأجيل، بل التعجيل فيها من أجل مصلحة البلد الذي عانى الكثير وتأخر عن ركب الدول المحيطة به.إذاً كما اشار رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، إلى أن هناك انفراجة قريبة وأنه متفائل، ها هي الأمور تسير نحو تقريب وجهات النظر ومن أجل التوافق بين السلطتين، وهذا ما جعل النائب يوسف الفضالة يشيد بخطوة الحكومة بعد إبلاغه بإصلاحات في وزارة الصحة، أعتقد أن الأمور تسير نحو الأفضل رغم بعض الملاحظات على وزارة الصحة، سواء في دعم ميزانية العلاج بالخارج أو تأمين عافية والتجاوزات المالية في بعض المكاتب الصحية وبعض التجاوزات في عقد مستشفى العدان وعقود الممرضات وغيرها.أتمنى أن تكون هناك تنازلات من الطرفين ليستمر التعاون بينهما، وذلك لإقرار قوانين شعبية وتنموية تفيد الوطن والمواطن الذي لا يريد سوى الاستقرار في بيت العمر وتقديم رعاية صحية أفضل والقضاء على الازدحام المروري وتحسين جودة التعليم ووقف جشع بعض التجار وغير ذلك من الأمور الحياتية البسيطة. فهو لا يريد التدخل في الشؤون السياسية. ولا يسعى لمنصب أو تكسب من اي شخص. ولا يهمه من منح مزرعة او شاليه او جاخور. ولا تهمه الإيداعات المليونية وما جرى فيها، بل تهمه حياته اليومية وكيف يسيرها ويتعايش معها ويشعر بأنه يعيش في وطنه براحة بال، والله المستعان.Mesfir@gmail.com
مشاركة :