عواصم - وكالات - أصدرت الفصائل السورية المعارضة - التي التزمت باتفاق وقف النار في سورية،أمس، بياناً أكدت فيه أن استمرار النظام السوري في انتهاكاته وخروقاته لوقف النار واقتحامه مناطق تسيطر عليها المعارضة، سيجعل الاتفاق الذي وقع مساء الخميس الماضي في أنقرة لاغياً. كما حذرت من مجزرة يحضر لها النظام وميليشيات «حزب الله» في وادي بردى. وسجل اليوم الثاني لوقف سريان الهدنة خروقا متفرقة قامت بها قوات النظام والمليشيات الداعمة لها في ريف دمشق وإدلب وحلب، وكان أبرزها هجوم واسع شنه النظام على وادي بردى في ريف دمشق بدعم من «حزب الله»، كما شن النظام هجوما على مناطق المعارضة المسلحة في حي المنشية في مدينة درعا. وأكدت مصادر، إن «معارك نشبت بين مقاتلي المعارضة ومليشيا حزب الله بعد أن شنت الأخيرة هجوما بريا من محور قرية الحسينية». أضافت أن «مروحيات تابعة للنظام ألقت براميل متفجرة على قريتي بسيمة وعين الفيجة في وادي بردى». وأوضحت مصادر محلية أن «قوات النظام وجهت إنذارا لأهالي قرية بسيمة لإخلاء القرية وإجبار المعارضة على تسليم المنطقة بالكامل، بما فيها نبع عين الفيجة»، وهي المصدر الرئيسي لتزويد دمشق بمياه الشرب. وطالبت هيئات مدنية في وادي بردى المنظمات الإنسانية والدولية بالتدخل لوقف الهجمة الكبيرة التي يشنها النظام والمليشيات الداعمة له. وفي درعا، قتل مسلح من المعارضة في هجوم لقوات النظام على حي المنشية في المدينة، وترافق الهجوم مع قصف مدفعي كثيف من جانب قوات النظام استهدف الأحياء السكنية في مناطق سيطرة المعارضة في درعا البلد. كما قصف النظام بالمدفعية منطقة كفر حمرة في ريف حلب الشمالي ومنطقة أبو رويل ومنطقة مجاورة لها في ريف حلب الجنوبي. في غضون ذلك، لفت بيان صادر عن «الجيش السوري الحر» أن الراعي الروسي لاتفاق وقف النار، قام بتوزيع نسختين مختلفتين لأطراف النزاع، ودعا مجلس الأمن إلى التريث في تبني الاتفاق. ولفت البيان المذيل بتوقيع 11 فصيلاً معارضاً، إلا أن الفصائل وقعت على اتفاق وقف النار حقناً للدماء، وقد ورد في الاتفاقية أن النظام سيوقع على بنود مطابقة، لنفاجأ في ما بعد بتصريحات متتالية لمسؤولين روس تقدم تفسيراً متناقضاً للاتفاق، ليتبين أن نسخة النظام مغايرة. ودعا «الجيش الحر» مجلس الأمن «إلى التمهل في تبني الاتفاق الى حين التزام روسيا بتعهداتها والتزامها بضبط النظام وحلفائه». وفي عمان، أكد رئيس هيئة الاركان المشتركة الأردني الفريق الركن محمود فريحات، ان بلاده دربت وبمساعدة غربية، «جيش العشائر» من قوات سورية معارضة لشن هجمات ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في المناطق الشرقية من سورية. وقال: «نحن منذ بداية الأزمة السورية لم نعمل ضد نظام الرئيس بشار الأسد في نهائيا.. علاقاتنا مع النظام (السوري) لاتزال مفتوحة... حدودنا لا تزال مفتوحة... العلاقات الديبلوماسية إلى غاية الآن موجودة». وأشار الى ان التنسيق الأمني بين بلاده والنظام السوري قائم من خلال «ضباط ارتباط» كما ينسق الأردن مع المعارضة السورية لمواجهة «الإرهاب». وردا على سؤال حول فتح الحدود الاردنية مع سورية، قال فريحات انه «لا جيش نظامي سوري على الجانب الاخر من الحدود وانما تنظيمات ارهابية» مشيرا الى ان «فصيل (خالد بن الوليد) الموالي لتنظيم (داعش) الإرهابي والمتواجد قرب الحدود الأردنية الشمالية يشكل خطرا دائما ووشيكا على المملكة». وتوقع ان تكون «المعركة المقبلة للجيش النظامي السوري في الجنوب»، وقال: «من المحتمل ان يتوجه الجيش السوري الى منطقة الغوطة الشرقية ومن ثم ينتقل الى درعا ما يعني ان المعركة المقبلة في سورية ستتركز في الجنوب». وحذر فريحات، من أن تقدم قوات «الحشد الشعبي» في تلعفر العراقية، سيؤدي إلى إنشاء «حزام بري يصل إيران بلبنان»، معبّرا عن قلق الأردن في هذا الشأن. وفي طهران (الراي)، بحث وزير الخارجية السوري وليد المعلم مع نظيره الايراني محمد جواد ظريف تطورات الوضع على الساحة السورية، كما بحث رئيس مكتب الامن الوطني السوري اللواء علي مملوك مع أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني الأمر نفسه.
مشاركة :