لا تستغرب حدوث هذا في الديرة! - مقالات

  • 1/2/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

ليس من قبيل الصدفة إطلاقاً، ولا يمكن أن يكون عملاً غير مدبر ولا مرتب منذ زمن طويل، اختفاء حاويتي بضائع من ميناء الشويخ الأسبوع الماضي، ودخولهما البلاد بلا حسيب ولا رقيب، ولاسيما في هذا الوقت بالذات من العام، الوقت الذي يستعد به أشخاص لإعمار الليالي الحمراء في شقق مشبوهة ومخيمات غير مرخصة تشهد كل ما هو خارج على القانون، وهو ما يحتم على هؤلاء بالضرورة تأمين مستلزمات تلك الليالي. نقول هذا من باب حسن الظن، نعم حسن الظن، على اعتبار أن حمولة الحاويتين تتضمن مواد ممنوعة من خمور ومشروبات كحولية وغيرها، وليس من باب سوء الظن الذي يدفعنا إلى الشك في أن تكون الحمولة مواد تهدد أمننا واستقرار مجتمعنا، أخذاً في الاعتبار ما كشف عنه من أسلحة جُلبت للبلاد وخُزنت بطرق احترافية انتظاراً للأوامر من الخارج. فالحاويتان، وفق ما أعلن، مصدرهما جهة لطالما اكتشفت حمولات قادمة منها تحتوي على مشروبات كحولية مهربة بطرق مبتكرة، فلنبق مع حسن الظن ونقول إن الحمولة تتعلق بمستلزمات «ليلة المعصية» الكبرى في رأس السنة، ولنا في عملية خروجها كلام كثير، يزيد من شجونه اعتراف الإدارة العامة للجمارك بخروجهما دون تفتيش وبشكل مريب. أولا، يكشف دخول الحاويتين خللاً أمنياً كبيراً، على الرغم مما أعلنه وتغنى به مسؤولو وزارة الداخلية عن ضبط الحدود وكل ما يدخل منها، فميناء الشويخ يعتبر من أكبر المنافذ الحدودية التي تستقبل البضائع، فكيف لمثل هذه الحادثة أن تقع بعيداً عن العيون الأمنية؟ فهل الأمر سائب إلى درجة أن سيارة شاحنة تحمل على ظهرها حاويتين عملاقتين تخرج من الميناء دون أن يستوقفها أحد أو يطلب أوراق دخولها؟، وهنا أعني رجال الداخلية بالذات لأن الحديث عن الجانب الجمركي سيكون له تفصيل. ألا يفترض أن يكون هناك حاجز أمني على مخرج الميناء للتأكد من سلامة وقانونية دخول أي شحنة قادمة، بأوراق رسمية موقعة من كل الجهات ذات الصلة بالميناء؟ وإذا كانت الإجابة عن السؤال بوجود مثل هذا الحاجز، فالسؤال الذي يطرحه هو أين كان ذلك الحاجز عند عبور الشاحنة حاملة الحاويتين؟ فهل كان غائباً أم أن عناصره في تلك الليلة أو ذاك النهار شركاء في تهريبهما؟!، وإذا كان غير موجود فمسؤولية من ترك الباب على الغارب لدخول كل شيء من دون مراقبة أمنية؟ ولاسيما أن الراصد لواقع الميناء يرى أن هناك تسيباً كبيراً ومجالات واسعة جداً لدخول المهربات من أسلاك الميناء والمنطقة الحرة المتهالكة. فهل هذه هي إجراءات الداخلية المشددة في ظل التطورات الإقليمية الملتهبة، أم ان التصريحات الوزارية فقط للاستهلاك الإعلامي؟ نريد رداً من الداخلية واضحاً حول مدى علاقتها وحدود مسؤولياتها باختفاء الشاحنتين. ثانياً، ثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن اختفاء الشاحنتين يؤكد وجود خلل فظيع في العمل الجمركي ومدى كفاءة ونزاهة القائمين على التفتيش الجمركي، وكذلك علاقة البعض منهم بمثل هذه الحالات التي تكررت كثيراً، ولم تجد لها أي حل جذري أو حتى تحديد مسؤوليات وفرض عقوبات. فهل يعقل أن تكون إدارة ذات مهمة حساسة كإدارة الجمارك تكون بهذا التسيب؟ هذا إذا ما اخذنا بعين الاعتبار ما يجري بين مسؤولين في الإدارة من صراع لم يعد خافياً، ويعرفه الصغير والكبير من موظفي الإدارة ومن يتعامل معها. القضية جد خطيرة، ولابد من وقفة حازمة تجاهها من أعلى الهرم الحكومي، لمعرفة مصير الحاويتين وكيف دخلتا ومن يقف وراء تهريبهما، وليكن الأمر علنياً وبالأسماء والإجراءات حازمة لمنع مثل هذا الاختراق الكبير لهيبة الدولة وأمنها. وتبقى مسؤولية نواب الأمة متابعة القضية حتى تتكشف كل فصولها وعدم الاكتفاء بتصاريح الشجب والاستنكار. h.alasidan@hotmail.com Dr_alasidan@

مشاركة :