معارك متقطعة في سوريا تهدد الهدنة الهشة

  • 1/2/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تدور اشتباكات متقطعة على جبهات عدة في سوريا أمس الأحد، ما يهدد هدنة هشة بدأ تطبيقها منتصف ليل الخميس الجمعة بموجب اتفاق أعلنته روسيا ونال دعماً محدوداً من مجلس الأمن الدولي. ومع دخول وقف إطلاق النار برعاية روسية تركية يومه الثالث، لم تتوقف المعارك المتقطعة والقصف في بعض الجبهات على رغم تراجع حدتها، ما دفع الفصائل المعارضة الى اتهام قوات النظام بانتهاك الهدنة والتلويح بإلغاء الاتفاق ما لم تتوقف الانتهاكات. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الأحد بأن «الهدوء لا يزال يسود على معظم المناطق السورية التي يسري فيها وقف إطلاق النار»، مشيراً في الوقت ذاته إلى «خروقات متفاوتة من حيث شدتها وكثافتها». وأشار إلى «غارات نفذتها طائرات حربية سورية صباح الأحد على بلدة الأتارب في ريف حلب الغربي» وتسببت بسقوط جرحى، وذلك بعد ساعات من مقتل طفلين جراء قصف مدفعي لقوات النظام على بلدة كفر داعل في المنطقة ذاتها. ويرتفع بذلك عدد القتلى منذ بدء تطبيق الاتفاق إلى أربعة مدنيين وتسعة مقاتلين وفق المرصد. ويأتي التوصل إلى اتفاق هدنة أعلنته روسيا الخميس ووافقت عليه قوات النظام والفصائل المعارضة، في ضوء التقارب الأخير بين موسكو، حليفة دمشق، وأنقرة الداعمة للمعارضة. وهو أول اتفاق برعاية تركية، بعدما كانت الولايات المتحدة شريكة روسيا في اتفاقات هدنة مماثلة تم التوصل اليها في فترات سابقة، لكنها لم تصمد. وتحدث مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس عن «خروقات حتى لو لم تهدد مباشرة بانهيار الهدنة». وتأتي الخروقات أمس الأحد غداة مقتل جنديين سوريين جراء تفجير شخصين حزاميهما الناسفين على حاجز للجيش في مدينة طرطوس في غرب سوريا. ومع استمرار الاشتباكات المتقطعة في منطقة وادي بردى قرب دمشق منذ أسبوع من دون أن تتراجع حدتها بعد تطبيق الهدنة، اتهمت الفصائل المعارضة الموقعة على الاتفاق في بيان السبت قوات النظام بخرق الهدنة. ولوحت بأن «استمرار النظام في خروقاته وقصفه ومحاولات اقتحامه للمناطق تحت سيطرة الفصائل الثورية يجعل الاتفاق لاغياً» داعية الطرف الروسي «كضامن للنظام وحلفائه إلى أن يتحمل مسؤولياته». ومنذ أكثر من أسبوع، بدأت قوات النظام السوري هجوماً للسيطرة على منطقة وادي بردى التي تعد مصدراً رئيسياً للمياه لدمشق. وخلال المعارك، تعرضت إحدى مضخات المياه لانفجار تبادل الطرفان الاتهامات بالمسؤولية عنه، وفق المرصد السوري. وتشهد العاصمة منذ نحو عشرة أيام انقطاعاً تاماً في خدمة المياه. وردت الفصائل المقاتلة على هذه الخروقات بإطلاق أكثر من عشرين قذيفة على بلدتي الفوعة وكفريا الشيعيتين المواليتين لقوات النظام في محافظة إدلب، التي تعد المعقل الأبرز للفصائل المقاتلة وبينها جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً) بعد خسارة المعارضة لمدينة حلب مؤخراً. دعم دولي خجول دبلوماسياً، أصدر مجلس الأمن الدولي السبت قراراً بالإجماع يدعم الخطة الروسية التركية لوقف إطلاق النار في سوريا والدخول في مفاوضات لحل النزاع المستمر منذ نحو ست سنوات، من دون أن يصادق على تفاصيل الخطة. وتعليقاً على مفاوضات السلام التي من المقرر أن تستضيفها أستانا الشهر الحالي وفق موسكو، اعتبر مجلس الأمن أن المفاوضات المرتقبة «هي مرحلة أساسية استعداداً لاستئناف المفاوضات (بين النظام والمعارضة) برعاية الأمم المتحدة» في الثامن من فبراير 2017 في جنيف. وأسف سفراء الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا لعدم إبلاغهم بعض تفاصيل الاتفاق الروسي التركي مثل اللائحة الكاملة للمجموعات المسلحة المعنية بوقف إطلاق النار. لكن نظيرهم الروسي فيتالي تشوركين اتهمهم بـ «تعقيد الأمور والسعي إلى زرع الشكوك واستعادة شعارات من زمن آخر». وأضاف «فلنعمل معاً للتوصل في 2017 إلى تسوية سياسية للأزمة في سوريا».;

مشاركة :