الدوحة - الراية : تستأنف بورصة قطر نشاطها اليوم، بعد عطلة أعياد الميلاد بالإضافة إلى الإجازة الأسبوعية، وسط توقعات بمواصلة السوق ارتفاعاتها التي أنهت بها تعاملات العام الماضي بدعم من عمليات الشراء من المستثمرين على الأسهم خاصة في قطاعات أسهم الاتصالات والعقارات والبنوك. وأبدى اقتصاديون وخبراء تفاؤلاً كبيراً باحتمال حدوث تحسّن كبير في أداء أسواق الأسهم المحلية خلال المرحلة المقبلة، مشيرين إلى أن توزيعات أرباح الشركات ستكون المحفز الأكبر للنشاط المتوقع للسوق خلال 2017، وأوضحوا أن المستثمرين سيركزون عمليات الشراء خلال المرحلة المقبلة على الأسهم التي اعتادت شركاتها على توزيع أرباح مجزية، وغالبيتها يتركّز في القطاع المصرفي. وعزا الخبراء تفاؤلهم بمستقبل السوق إلى مجموعة من العوامل، منها استمرار الإنفاق على مشاريع البنية التحتية، ومحافظة الاقتصاد القطري على تصنيفه ضمن أقوى الاقتصادات العالمية، بالإضافة إلى نتائج الشركات السنوية التي سوف يتمّ الإعلان عنها تباعاً بداية من الشهر الحالي، حيث من المتوقع أن تكون جيدة وهو ما يعزّز ثقة المستثمرين بالسوق. وقال الخبراء إن البورصة مهيأة بشكل كبير لمواصلة ارتفاعاتها القوية وتحطيم مستويات المقاومة لأسعار الأسهم والمؤشرات، وأشاروا إلى أن الأداء الجيد لمؤشر السوق في الجلسات الأخيرة من العام الماضي، يعتبر دلائل بعثت الطمأنينة والارتياح في أوساط المتعاملين الذين استبشروا خيراً بترافق ارتفاع أحجام التداول بارتفاع مماثل على أسعار الأسهم، منوهين في الوقت ذاته إلى أن بطء عملية الارتفاع يعدّ مؤشراً إيجابياً يفضي إلى ثبات واستقرار في أداء السوق، مفضلين ذلك الشكل من أشكال الارتفاع على القفزات الكبيرة والهائلة تلك التي رغم أهميتها وأهمية ما تحققه من هوامش سعرية واسعة إلا أنها تحمل في طياتها بعض المخاوف من ارتداد سريع وخطر قد لا يستطيع المستثمرون تلافي تبعاته الضارة. ويرى الخبراء أن تعاملات الشهر الماضي حملت إشارات جديدة حيال المسار المرتقب في المرحلة برسائل تفيد باحتمال دخول السوق حالة من الانتعاش على وقع نتائج الشركات المالية والتي يقول كثيرون إن رياحها حملت بذور التغيير الإيجابي لأداء اقتصاد البلاد بشكله الكلي، فضلاً عن مؤسساته العاملة على المستوى الجزئي. وأكّدوا أن السوق يسير في الاتجاه الصحيح، حيث سجّل عدة مكاسب، معتبرين أنه توجد رغبة لدى عموم المستثمرين في الشراء. وأشاروا إلى أن نتائج أعمال الشركات للعام الماضي تعتبر في مجملها إيجابية وهي تحفز على دفع السوق نحو الارتفاع. وذكروا أن ساحة التعاملات بدأت تشهد عودة قوية للمستثمر القطري الذي فضل مراقبة السوق عن بعد خلال الفترة الماضية، دافعه في ذلك ارتفاع أحجام التداول لمستويات مطمئنة، منوهين بأن التحسن الهادئ الذي حقّقه السوق خلال الجلسات الماضية يشير إلى إمكانية استمراره في الانتعاش بشكل أكثر ثباتاً واستقراراً خلال الأيام المقبلة. وأكّدوا أن الارتفاع المتحقق على المؤشر والتعاملات كان لابد أن يكون أكثر قوة بينما عزا مراقبون انخفاض حدّة الارتفاع إلى عددٍ من العوامل أهمها قيام بعض المضاربين بعمليات جني أرباح بنهاية الجلسة. هذا، وقد سجّل مؤشر السوق ارتفاع نسبته 6.56%، خلال شهر ديسمبر الماضي ليصل إلى مستوى 10436.76 نقطة، مقابل 9793.83 نقطة في نهاية الشهر السابق له. وانخفضت السيولة خلال ديسمبر 7.56%، لتصل إلى 5.381 مليار ريال، مقابل 5.822 مليار في نوفمبر الماضي، بينما زادت الكميات 0.65%، لتصل إلى 187.845 مليون سهم خلال ديسمبر، مقابل 186.598 مليون سهم خلال الشهر قبل الماضي.
مشاركة :