أكد ماريو كمارا، رئيس «ساكسو بنك» لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن مركز دبي المالي العالمي حقق نجاحاً لافتاً شجع الكثيرين على تكرار هذه التجربة في أماكن أخرى حول العالم، حيث يعزى هذا النجاح إلى تطبيق استراتيجية متبصرة وواسعة النطاق في دبي ودولة الإمارات العربية المتحدة عموماً. ولكن عوامل النجاح الأبرز تكمن في الاستثمارات المبكّرة التي ساهمت بنهاية المطاف في إعداد إطار العمل القانوني والمؤسسي الصحيح والمتكامل. تعليقات السيد كمارا جاءت في إطار مقابلةٍ أجراها معه أحد طلاب التنمية الحضرية من بلجيكا سعياً للوقوف على أسباب نجاح مركز دبي المالي العالمي، حيث أتاحت هذه المقابلة للسيد كمارا تأمل الأسباب التي جذبته للاستقرار في دبي على مدى 11 عاماً الماضية والفخر الذي يشعر به بالنظر إلى تلك الفترة وما أنجزه فيها شخصياً، وما حققته دبي خلال تلك الفترة من نمو وازدهار منقطع النظير. وبفضل تطبيق هيكل تنظيمي رفيع المستوى، إلى جانب توافر الاستقرار السياسي وبيئة ذات طابع عالمي، شهدت حركة التجارة الخارجية لدبي نمواً بنسبة 70%، لترتفع قيمتها من 754 مليار درهم إماراتي في عام 2009 إلى 1،766 تريليون درهم عام 2016، وذلك في وقت كانت تسعى فيه الكثير من اقتصادات العالم للتعافي من التداعيات الصعبة والقاسية لأزمة الائتمان الحادّة التي برزت عام 2008. وعلى مستوى إمارة دبي التي تمتاز بالديناميكية والتوجهات المستقبلية الواعدة، تساهم أطر العمل القانونية العصرية في ترسيخ حالة اليقين والوضوح فيما يخص الشركات والمشاريع التجارية التي تنشد الاستفادة من عقود ملزمة من الناحية القانونية. وبفضل مكانتها كواحدة من المدن الأكثر عالمية والتزامها بتبنّي تقنيات المدن الذكية، تجتذب دبي عدداً كبيراً من الأجانب الذين يختارونها كمركز لتأسيس حياة جديدة وبناء مستقبل واعد. من جهة ثانية، ستستمد السياسات المفتوحة للإمارة زخماً أكبر بعد إطلاق قانون الاستثمار الأجنبي في دولة الإمارات، الذي من المتوقع أن يحدد مسار الملكية الأجنبية بنسبة 100% في قطاعات معينة.
مشاركة :