عاقبت محكمة عسكرية في مصر أمس 175 متهما من أنصار جماعة الإخوان المسلمين، بالسجن المؤبد غيابيا، في قضية عنف بجنوب البلاد عقب فض اعتصامين لأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي في أغسطس (آب) عام 2013. بينما أحالة محكمة الجنايات أوراق متهمين اثنين إلى مفتي البلاد، تمهيدا لإصدار حكم بالإعدام بحقهما في القضية المعروفة إعلاميا بـ«خلية الزيتون». وقضت محكمة الجنايات العسكرية، المنعقدة بمحافظة أسيوط في صعيد مصر، بالسجن المؤبد (25 عاما) بحق 175 متهما من أنصار جماعة الإخوان. وصدرت تلك الأحكام غيابيا، ما يعني إعادة محاكمة المدانين حال القبض عليهم. كما قضت بحبس 45 آخرين بمدد متفاوتة، وبراءة 10 متهمين، في قضية عنف وقعت في محافظة المنيا، وشملت 230 متهما. وكان النائب العام الراحل هشام بركات أمر بإحالة المتهمين، البالغ عددهم 230، إلى القضاء العسكري في مارس (آذار) 2015، وجاء في قرار الإحالة أنهم «اشتركوا فيما بينهم على تخريب منشآت عامة وقضائية، وحرضوا على العنف وإثارة الشغب، والدعوة إلى التظاهر». كما قضت المحكمة، في جلسة أمس، بالسجن 10 سنوات على 42 متهما، وعاقبت اثنين آخرين بالسجن 5 سنوات، ومتهما واحدا بالسجن 3 سنوات، في أحكام غير نهائية وقابلة للطعن أمام محكمة عسكرية أعلى درجة. ووسعت مصر صلاحيات القضاء العسكري في الدستور الجديد، ليحاكم المدنيين المتهمين بأعمال تتراوح بين مهاجمة منشآت الدولة وقطع الطرق والتعدي على الأفراد العسكريين الذين يؤدون مهامهم خارج المعسكرات، لكنها أقرت أيضا نظام التقاضي على درجتين، بعد أن كانت درجة واحدة فقط. وشهدت عدة محافظات مصرية أعمال عنف في أعقاب فض اعتصامي «رابعة العدوية» و«نهضة مصر» في محافظتي القاهرة والجيزة، لكن محافظة المنيا شهدت الموجة الأعنف وطالت كنائس ومراكز للشرطة. وفي غضون ذلك، قررت محكمة جنايات الجيزة، أمس أيضا، إحالة أوراق متهمين اثنين في قضية «خلية الوراق» إلى المفتي؛ لأخذ الرأي الشرعي في إعدامهم، لاتهامهم في أحداث عنف واستهداف رجال الشرطة. وحددت المحكمة مطلع فبراير (شباط) المقبل للنطق بالحكم على كل المتهمين في القضية، والبالغ عددهم 9 أشخاص، في القضية التي تعود لعام 2013. ووجهت النيابة العامة للمتهمين تهم «حيازة أسلحة نارية، والقتل، والشروع في القتل، والانضمام لجماعة أسست على خلاف القانون، وحيازة منشورات تحريضية ضد الدولة». إلى ذلك، أعلنت مصادر بشركة «مصر للطيران» أنه تم تسليم رفات 10 من ضحايا ركاب طائرة باريس المنكوبة، والتي سقطت في مايو (أيار) الماضي، وراح ضحيتها 66 راكبا كانوا على متنها، إلى ذويهم أمس. وترجح مصر تعرض الطائرة لعمل إرهابي بعد أن أكد تقرير لجنة التحقيق في ملابسات الحادث وجود آثار لمادة «تي إن تي» في حطام الطائرة وبين رفات الضحايا، لكن التقرير النهائي لم يصدر بعد. وتحفظت فرنسا على النتائج التي أعلنتها القاهرة، وقالت إنها لم تتسلم رفات الضحايا. وقالت المصادر إن السلطات المصرية تعتزم بدء تسليم رفات الضحايا الفرنسيين، والبالغ عددهم 15 ضحية، بعد الانتهاء من تسليم رفات الضحايا المصريين غدا الثلاثاء.
مشاركة :