الرضا عن الذات يشبع البطن قبل العقل

  • 1/2/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

بكين - كشفت دراسة صينية حديثة أن شعور الإنسان بعدم الرضا عن نفسه، يجعه يتناول المزيد من الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية، ويعرضه بشكل أكبر لخطر الإصابة بالسمنة. الدراسة أجراها باحثون بجامعة نانيانغ التكنولوجية في سنغافورة والجامعة الصينية في هونج كونغ، ونشروا نتائجها الأحد،في دورية الأكاديمية الوطنية للعلوم. وللوصول إلى نتائج الدراسة، أجرى فريق البحث 4 تجارب على 499 متطوعا، من خلفيات وأوضاع اجتماعية مختلفة، وطلبوا من المشاركين ترتيب إعطاء أنفسهم درجة معينة، لترتيب وضعهم ودرجة رضائهم وثقتهم بأنفسهم وكان الترتيب من 10 درجات. وكان الذي أعطوا أنفسهم درجات منخفضة، لديهم شعور بالنقص وعدم الرضا عن أنفسهم، والعكس تمامًا كان لمن أعطوا أنفسهم درجات مرتفعة، حيث يتمتعون بثقة كبيرة بأنفسهم. وفى التجربة الأولى طلب الباحثون من المشاركين اختيار الأطعمة المفضلة لديهم عبر "بوفيه افتراضي"، وكان الأشخاص الأقل رضا عن أنفسهم أكثر ميلاً لاختيار الأطعمة ذات السعرات الحرارية المرتفعة التي تفاقم الإصابة بالسمنة. وفى الاختبار الثاني، طلب الباحثون إطلاق أوصاف معينة على الأطعمة التي تحتوى على سعرات حرارية مرتفعة مثل البيتزا والبيرجر، والأطعمة منخفضة السعرات مثل الفواكه والخضروات، فأعطى المشاركون الذين لديهم شعورًا بالنقص أوصاف إيجابية عن البيتزا والبيرجر، بعكس من كان لديهم ثقة كبيرة بأنفسهم. وفى التجربة الثالثة طلب الباحثون من المشاركين اختيار وجبة خفيفة من الزبيب، والحلويات، والشوكولاته، فذهب من ليس لديهم ثقة بأنفسهم مباشرة إلى أخذ الحلوى والشوكولاته واستهلكوا كميات أكبر منها، بعكس غيرهم. وتضمن التحدي الرابع للمشاركين، إعطائهم وعاءً كبيرًا من المعكرونة، وطُلب منهم أن يتناولوه، فاستهلك من لديهم شعور بالنقص أكثر من 200 غرامُا، مقارنة بحوالي 20 بالمئة أقل لمن لديهم ثقة بأنفسهم. وقال الباحثون إن "نتائج دراستهم تثبت أن العقليات التي تعاني من الحرمان وتدني المكانة الاجتماعية قد تكون مرتبطة بشكل أكبر بخطر السمنة، عن طريق زيادة تناول السعرات الحرارية". وأضافوا أن "مجرد شعور الشخص بالدونية وأنه أقل من الآخرين قد يجعله يتناول وجبات أكثر بجودة طعام أقل، وهذا التفسير يمكن أن يساعد في معالجة مشكلة السمنة المتنامية في المجتمعات الفقيرة والغنية على حد سواء". ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن فرط الوزن يؤدي إلى آثار صحية وخيمة، تزيد تدريجياً مع زيادة الوزن، حيث تسبب السمنة الأمراض القلبية والسكري، وبعض أنواع السرطان ومنها سرطان بطانة الرحم، والثدي والقولون. وتشير آخر إحصائيات المنظمة إلي أن نحو 1.5 مليار من البالغين يعانون من فرط الوزن على مستوى العالم، كما أن 3 مليون طفل دون سن الخامسة كانوا يعانون من فرط الوزن في عام 2010.

مشاركة :