فيديوهات ربات البيوت تثير إعجاب المصريين هذه الأيام، تصوّر العديد من السيدات والفتيات المصريات، فيديوهات على موقع اليوتيوب، على الإنترنت، يرصدن فيها تفاصيل حياتهن اليومية، وما يمررن به من مشكلات ومواقف، سواء في الشارع، أو في مدارس الأبناء، أو مع الصديقات، أو حتى مع أزواجهن، وغالبية تلك الفيديوهات في شكل كوميدي عفوي، تغلفه البعض من المبالغة أحيانا، بهدف توصيل الفكرة بشكل خفيف وجريء يجذب المشاهد. العربنجوى درديري [نُشرفي2017/01/03، العدد: 10501، ص(21)] مواقف حياتية تساعد ربات البيوت منذ سنوات، انتشرت فيديوهات واقعية يبثُها أصحابها على موقع "اليوتيوب"، عن حياتهم اليومية بكافة تفاصيلها، وفي الأصل كانت الفكرة غربية، لكنها سرعان ما انتشرت بين الشباب والفتيات والنساء العربيات، الذين راقت لهم الفكرة فقلدوها، بل وراحوا يبتكرون ويضيفون إليها، فحققت رواجا وانتشارا كبيرين. صانعات تلك الفيديوهات، التي يمكن تسميتها بـ“المنزلية”، لسن محترفات بالضرورة في التصوير أو الأداء التمثيلي، بل يعتمدن على تلقائيتهن وعفويتهن، على غرار تلفزيون الواقع الأميركي، والذي خرج من عباءته نجوم ونجمات، مثل كيم كارديشيان. وشجّع الأمر المزيد من مستخدمي الشبكة العنكبوتية، للتسجيل بالصوت والصورة، خاصة وأنه لن يكلفهم شيئا من الناحية المادية، بل بالعكس سيحقق لهم شهرة، إضافة إلى أن “يوتيوب” يدفع لهم مقابلا ماديا، إذا حققت الفيديوهات مشاهدات مرتفعة. وهذا ما حدث مع السيدة المصرية، ريم العقاد، التي استطاعت أن تحقق من خلال قناتها على موقع “اليوتيوب”، نجاحا وانتشارا كبيرين. العقاد قالت لـ“العرب” “بدأت التفكير في بث الفيديوهات عن حياتي اليومية بالصدفة، وكان الموقف الأول الذي استفزني فسجلت عنه فيديو، عن المسؤولين في مدرسة أولادي، حينما طلبوا مِنّي طلبات كثيرة لحفلة ستقيمها المدرسة، ما يرهق ميزانية الأسرة، فعبرت عن غضبي في فيديو كوميدي عفوي، سجلته وأنا في سيارتي عائدة إلى المنزل، بعد أن أوصلت الأولاد إلى المدرسة". وتابعت العقاد، التي تعمل صيدلانية، ضاحكة “قمت في نفس اللحظة، بنشر الفيديو، ثم غفوت لبعض الوقت، لأستيقظ على مفاجأة، حيث وجدت أن الفيديو قد حقق الآلاف من المشاهدات في وقت قصير، كما تمت مشاركته على الآلاف من الصفحات عبر موقع ‘الفيسبوك’، وجاءت التعليقات عليه تستحسن أدائي”. ريم العقاد.. زوجة عادية حققت شهرة كبيرة بالحديث عن مطبخها وزوجها ومدارس الأبناء.. ولا تتدخل في السياسة وكانت التلقائية، صاحبة الفضل في فيديوهات العقاد، التي لم تخرج عن دائرة حياتها اليومية الاجتماعية، مبتعدة تماما عن الحديث في السياسة والدين، كما أن أغلب فيديوهاتها كانت مصورة في سيارتها، أو في بيتها بملابس البيت “البيجامة”، ولم تهتم بترتيب شكلها أو هيئتها، ففي الكثير من الفيديوهات ظهرت بنفس اللباس “التريننج سوت”، وبحجابها المعتاد. وأشارت إلى أنها تظهر بعفوية شديدة، ولا تحاول سوى إرسال رسالة مفيدة وبسيطة، من خلال تلك المواضيع التي تناقشها عبر الفيديوهات التي تبثها بشكل غير دوري، من خلال قناتها على اليوتيوب. وتعرضت العقاد للكثير من المواقف والتعليقات الجارحة مع كل فيديو تبثه، حتى أن الأمر وصل إلى التعليق بشكل يسيء إلى ملامحها وشكلها، ونعتتها إحدى المشاهدات، بأنها سيدة “فاضية”، ولديها وقت فراغ و“تتسلى” على المشاهدين بالتفاهات التي تبثها. إلا أنها كانت أذكى، فلم ترد على تعليقات المسيئين إليها، بل راحت تدخل على صفحاتهم الشخصية، لتعرض على مشاهدي قناتها، مدى تناقضهم، كونهم يطالبون عبر ما يكتبون على الحائط الخاص بهم بالفضيلة، بينما هم في الوقت نفسه يحرصون على الدخول إلى صفحتها لمتابعة ما تبثه، وفي هذا تناقض كبير. العقاد أنجزت الكثير من الفيديوهات التي تتحدث فيها عن مواقف خاصة بزوجها، والذي تطلق عليه اسما حركيّا “الرجل الضخم الفخم”، وتتحدث عنه بكل تلقائية وعفوية، وتترك التعليقات من المتابعين حرة، ولا تغضبها آراؤهم حوله. واللافت في الأمر، ظهور زوجها معها في البعض من الفيديوهات ما ترك لدى الناس أثرا طيبا حول العلاقة الجيدة التي تجمعها بزوجها، وتؤكد أنه متفهم للغاية لما تقوم به، بل ويشاركها في تسجيل بعض الفيديوهات، كما أنه يحمل الكاميرا ويقوم بتصويرها أثناء التسجيل، الذي قد يدور حول موقف خاص به هو شخصيا. ولم تكتف بفيديوهات تجمع بينها وبين زوجها، بل كانت هناك فيديوهات خاصة بها مع صديقاتها، وخصصت فيديوهات كثيرة لمشكلات المناهج والمدارس، ما أشعر متابعاتها من السيدات بأن هناك من يعبر عنهن ويتحدث عن شكواهن. العقاد ليست الوحيدة التي تقوم ببث هذه الفيديوهات التي تعبر عن مواقف حياتية، فهناك أيضا الممثلة علا رشدي، التي تعمل في مجال الإنتاج السينمائي والتلفزيوني، وشاركت بالتمثيل في أكثر من عمل تلفزيوني، كان أهمها مسلسل السِت كوم “تامر وشوقية” بطولة أحمد الفيشاوي ومي كسّاب. رُشدى دشنت قناتها الجديدة على اليوتيوب، وأطلقت عليها “وجهة مظر” منذ فترة قريبة، حيث تناولت فيها تفاصيل حياتها اليومية كأم مع أطفالها، وكيفية تربيتهم، والتعامل مع مشكلاتهم في البيت والمدرسة، وهدفت من خلالها إلى إعطاء نصائح للأمهات، ومساعدتهن على المرور بسلام من مراحل نمو الأطفال الصعبة، والتي تحتاج إلى خبرات قد يأخذنها من أخريات بشكل خاطئ. لكن فيديوهات رشدي، كانت أكثر حرفية من تلك التي بثتها العقاد، كما أن قناتها وراءها طاقم عمل ينفذ الفيديوهات، وإن كانت هي وأطفالها هم الأبطال الأساسيين، إضافة إلى أبطال آخرين مساعدين يتحدثون خلال الفيديو، وهكذا يكون الشكل النهائي أقرب للتقرير التلفزيوني، مع أنها تحرص أيضا على تصوير أجزاء من تلك الفيديوهات في منزلها، بشكل عفوي، دون ماكياج، وبشعر غير مصفف، وبملابس المنزل. قناة رشدي “وجهة مظر”، لاقت انتشارا كبيرا خلال فترة وجيزة، خصوصا عندما بثت حلقتها الأولى، وكانت عن حشرات الرأس “القمل”، ومن خلالها تحدثت عن تجربتها مع أولادها، وكيف أنها عانت مع تلك الحشرة، ولم تنس أن تعطي نصائح للأمهات بكيفية الوقاية والعلاج، ثم تبعتها بالحلقة الثانية عن “حفّاضة الأطفال”، وكيفية تدريبهم على التخلص منها. وما ساعدها أيضا، أنها حرصت على إضفاء الروح الكوميدية على فيديوهاتها، حتى تجذب عين المشاهد إليها، وهو ما أدى إلى انتشار قناتها، وشدّة تأثيرها، باعتبارها ممثلة معروفة، وزوجة الفنان أحمد داود. :: اقرأ أيضاً طفولة داخل قفص من ذهب حال أطفال أميركا أحدث اتجاهات الموضة في 2017
مشاركة :