قال الشاعر أبو تمام : أدِ الأمانة والخيانة فاجتنب واعدل ولا تظلم يطيب المكسب الإمام على كرم الله وجهه له عبارة تقول (أداء الأمانة مفتاح الرزق) ولا يختلف اثنان على أن الإدارة العامة للجمارك تعتبر خط الدفاع الأول عن البلد من الممنوعات بكل أنواعها سواء الأسلحة والمخدرات أو الخمور وحبوب الهلوسة وغيرها والقائمة تطول ولذلك ينبغي اختيار العاملين في هذه الإدارة بعناية والتركيز على حسن السلوك وصون الأمانة لأن أي استهتار أو تسيب أو ضعف أمام الإغراءات المادية يكون ضرره ليس على إدارة الجمارك ولكن على كل من يعيش في هذا البلد من مواطنين ومقيمين بل يهدد أمن واستقرار البلد . نعتقد أن قرار نائب رئيس الوزراء وزير المالية أنس الصالح بإحالة مدير عام الجمارك خالد السيف إلى التقاعد على خلفية الحاويات المهربة والتي آخرها الحاويتان المهربتان من ميناء الشويخ ليس كافيا وحازما وهو مجرد ذر الرماد في العيون والضحك على الذقون والتستر على هذه القضية ومحاولة إخفاء معالمها بأسلوب الطمطمة واللفلفة هو مكافأة وتشجيع على تفشي الفساد في هذه الإدارة وقضية الحاويات تمثل رأس الجبل والخافي أعظم !!. واضح أن الطريق سالك في الإدارة العامة للجمارك فالضبطيات التي يعلن عنها محاطة ببهرجة إعلامية هي مجرد قطرة في بحر الممنوعات التي تدخل البلد بطرق ملتوية فقد تحولت الكويت إلى محطة ترانزيت لتهريب المخدرات وحبوب الهلوسة للدول المجاورة وهناك مخازن للأسلحة فقد كشفت خلية العبدلي عن كميات من الأسلحة تكفي لتدمير البلد وهي مؤشر على أن هناك خلايا إرهابية تريد الشر بهذا البلد وهناك للأسف من يسهل دخول الأسلحة والمخدرات للبلد من خلال الحاويات المهربة التي يتم تداول أخبارها في وسائل الإعلام والقنوات الفضائية ولكن لاحياة لمن تنادي . لايخفى على أحد أن هناك نقص في الإدارة العامة للجمارك للأجهزة الحديثة للتفتيش وأيضا نقص في المفتشين بل نقص في الرقابة على المفتشين أنفسهم فأي ثغرة يدخل من خلالها الكثير من الممنوعات ولهذا فإن هذه الإدارة بحاجة إلى نفضة قوية وتطوير في الأجهزة والإدارة والمفتشين حتى يتمكن العاملين فيها من أداء واجبهم على أكمل وجه وحماية البلد من الممنوعات التي تدخل بطرق وأساليب ملتوية . أيضا هناك نقص في أجهزة التأكد من سلامة الأغذية واللحوم والأسماك وغيرها من البضائع التي لا تصلح للاستخدام الآدمي نظرا لأنها أغذية ولحوم فاسدة فهي تترك أحيانا لفترة طويلة حتى يتم أخذ عينة من تلك الأغذية وفحصها في مختبرات وزارة الصحة مما يؤدي إلى تلفها والمفروض أن تكون هناك مختبرات موجودة في إدارة الجمارك منعا لتلف تلك الأغذية وتسببها في أمراض تهدد صحة الناس وتهدد الأمن الغذائي . كان هناك مشروع لمستودعات الجمارك وذلك لحفظ الأغذية ومنعها من التلف ولكنه توقف ولم يرى النور إلى الآن والمفروض أن يبدأ العمل فيه نظرا لأهميته وتوفيره لمخازن للأغذية التي تحتاج إلى تخزين . إن وزارة المالية تكافئ العاملين من المفتشين الذين يعملون في الإدارة العامة للجمارك على كل ضبطية ولكنها يجب أيضا أن تحاسبهم على تقصيرهم أو تسهيل مرور الممنوعات نظير حفنة من المال ولاشك أن هذا السلوك هو محرم شرعا وخيانة للوطن ولهذا لابد من مراقبة المفتشين ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب وتطبيق أسلوب الثواب والعقاب في التعامل مع العاملين في الإدارة العامة للجمارك . أحمد بودستور
مشاركة :